الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
مختصر
موجز ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
ما ذكر عنه في الطبقات الكبير
ما ذكر عنه في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنه في أسد الغابة
ما ذكر عنه في الإصابة في تميز الصحابة
مواقفه الإيمانية
الزهد
مواقف أخرى
طرف من كلامه
عويمر بن عامر
1 من 2
أبو الدرداء واسمه عُويمر
ابن زيد بن قيس بن عائشة بن أُميّة بن مالك بن عامر بن عديّ بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وأمّه محبّة بنت واقد بن عمرو بن الإطْنَابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب، وكان أبو الدّرْداء آخِرَ أهل داره إسلامًا فجاء عبد الله بن رَواحة، وكان أخًا له في الجاهليّة والإسلام، فأخذ قَدومًا فجعل يضرب صنم أبي الدّرداء وهو يقول:
تَبَرّّأ من أسماء الشّياطينِ كلّها ألا كلّ ما يُدعى مع الله باطلُ
وجاءَ أبو الدّرداء فأخبرته امرأته بما صنع عبد الله بن رواحة ففكّر في نفسه فقال: لو كان عند هذا خيرٌ لدَفَعَ عن نفسه، فانطلق حتّى أتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومعه عبد الله بن رواحة فأسلم.
أخبرنا أبو معاوية الضّرير قال: حدّثنا الأعمش عن خَيْثَمَة عن أبي الدرداء قال: كنتُ تاجرًا قبل أن يُبْعَثَ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فلمّا بُعث محمّد زاولتُ التجارة والعبادة فلم تجتمعا فأخذتُ العبادة وتركتُ التجارة.
قال محمّد بن عمر: وروى بعضهم أنّ أبا الدّرداء شهد أُحُدًا، وأنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نظر إليه يومئذٍ والنّاس منهزمون في كلّ وجه فقال:
"نِعْمَ الفارس عُوَيْمر غيرَ أُفّةٍ"
، يعني غير ثقيل،
(*)
وكان أبو الدّرداء من عِلْيَة أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأهل النّيّة منهم، وقد حدّث عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أحاديث كثيرة، وشهد معه مشاهد كثيرة.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي الدّرداء أنّه كان إذا حدّث الحديث عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: اللّهمّ إن لم يكن هكذا فشِبْهُه فشَكْله.
قال محمّد بن عمر: وخرج أبو الدّرداء إلى الشام فَنَزَلَ بها إلى أن مات.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد عن يحيَى بن سعيد قال: استُعمل أبو الدّرداء على القضاء فأصبح يُهَنّئُونَه، فقال: أتُهَنّئُوني بالقضاء وقد جُعِلتُ على رأسِ مَهْوَاةٍ مَزَلّتُها أبْعَدُ من عَدَنِ أبْيَنَ، ولو علم النّاسُ ما في القضاء لأخذوه بالدّوَل رغبةً عنه وكراهية له، ولو يعلم النّاس ما في الأذان لأخَذوه بالدول رغبةً فيه وحِرْصًا عليه.
أخبرنا أبو معاوية الضّرير قال: حدّثنا الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن سالم بن أبي الجَعْد عن أمّ الدّرداء عن أبي الدّرداء قال: تَفَكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من قيام ليلة.
أخبرنا وهب بن جرير وهشام أبو الوليد قالا: حدّثنا شعبة عن عمرو بن مُرّة قال: سمعتُ شيخًا يُحدّث عن أبي الدرداء أنّه قال: أُحِبّ الفَقْرَ تواضعًا لرَبّي وأُحِبّ الموتَ اشتياقًا إلى ربّي وأُحِبّ المرض تكفيرًا لخطيئتي.
أخبرنا أبو معاوية الضّرير قال: حدّثنا الأعمش عن غيلان بن بشير عن يعلى بن الوليد عن أبي الدّرداء قال: قيل لهُ ما تُحِبّ لمن تُحِبّ؟ قال: الموت، قالوا: فإن لم يمتْ؟ قال: يَقِلّ مالُه وولدُه.
أخبرنا عفّان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: حدّثنا أبو هلال قال: حدّثنا معاوية ابن قُرّة أنّ أبا الدّرداء اشتكى فدخل عليه أصحابه فقالوا: يا أبا الدّرداء ما تشتكي؟ قال: أشتكي ذنوبي، قالوا: فما تشتهي؟ قال: أشْتَهي الجنّة، قالوا: أفلا تدعو لك طبيبًا؟ قال: هو الذي أضجعني.
أخبرنا معن بن عيسى قال: حدّثنا أبو معشر عن محمّد بن كعب القُرظيّ قال: لمّا حضر أبا الدّرداء الموتُ جاءه حبيب بن مسلمة فقال: كيف تجدك يا أبا الدّرداء؟ قال: أجدُني ثقيلًا، قال: ما أراه إلاّ الموت، قال: أجل، قال: جزاك الله خيرًا.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: توفّي أبو الدّرداء بدمشق سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفّان وله عقب بالشأم.
قال محمّد بن سعد: وأخبرني غير محمّد بن عمر عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: توفّي أبو الدّرداء بالشأم سنة إحدى وثلاثين.
(< جـ9/ص 395>)
2 من 2
أبو الدَّرْدَاء
واسمه عُوَيمر بن زَيد بن قيس بن عائشة بن أُميَّة بن مالك بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. وأمه مَحَبَّةُ بنت واقد بن عمرو بن الإطْنَابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب.
فَوَلَدَ أبو الدرداء: بلالًا. وأمُّه أم محمد بنت أبي حَدرَد بن أسلم ويزيد لا عَقِب له.
والدرداء تزوجها عبد الله بن سعد بن خيْثَمة بن مالك بن كعب بن النّحّاط بن كعب من بني غَنْم بن السَّلْم مِن الأوس فولدت له.
ونَسِيَبةَ بنت أبي الدرداء تزوجها سَعِيد بن سَعْد بن عُبادَةَ بن دُلَيم فولدت له.
وأمهم مَحَبّة بنت الربيع بن عَمرو بن أبي زُهَير أخت سَعْد بن الربيع ولهم بقيةٌ وعَقِبٌ، وهم بدمشق وليس بالمدينة والعراق منهم أحد.
قالوا: وكان أبو الدرداء آخِرَ أهل داره إسلاَمًا مُتَعلّقًا بصَنَمٍ له قد وضع عليه منديلًا، فكان عبدُ الله بن رواحَةَ يدعوه إلى الإسلام فَيَأْبَى مُمْسِكًا بذلك الصنم، فَتَحَيَّنَهُ عبدُ الله ابن رواحةَ وكان له أخًا في الجاهلية والإسلام، فلما رآه قد خرج من بيته خَالفَ فَدَخَلَ بيتَه وأعجَل امرأتَهُ وإنها لتمشُط رَأسَها، فقال أَيْنَ أبُو الدرداء قالت: خرج أخوك آنِفَا، فدخل إلى بيتهِ الذي كان فيه ذَلِكَ الصَّنم ومعه القَدُومُ، قال فَأَنزلَهُ وجعل يَفْلُذُهُ فِلْذًا فِلذًا وهو يَرْتَجِزُ ويقول:
تَبَرَّأْ مِنَ اسماء الشياطين كُلِّها ألا كلّ مايُدْعَى مع الله بَاطِلُ
قال ثم خرج وسَمِعَت المرأة صَوتَ القَدُوم وهو يَضرِبُ ذلك الصنم، فقالت: أهلكتني يابن رَوَاحة. قال: فخرجَ على ذلك فلم يكن شيء، حتى أَقبلَ أبو الدرداءِ إلى منزلِه فوجد المرأةَ قاعدةً تبكي شَفَقًا مِنهُ. فقال: ما شأنك؟ فقالت: أخوك عبد الله بن رواحة دخل إلَيّ فَصَنَعَ مَاترى، فَغَضِبَ غَضَبًا شديدًا ثم فَكَّر في نَفْسِهِ فقال: لو كانَ عندَهُ خيرٌ لدفع عن نفسه، فانطلق حتى أتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ومعهُ ابن رَوَاحة، فأسْلَم.
أخبرنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن خَيْثَمة، عن أبي الدَّرْدَاء، قال: كنتُ تاجرًا قبل أن يُبْعَثَ محمد صَلَّى الله عليه وسلم، فلما بُعثَ محمد صَلَّى الله عليه وسلم زاولتُ التجارةَ والعِبَادَةَ فلم تجتمعا، فَأخذتُ العبادة وتركتُ التجارة.
أخبرنا عبدُ الوهَّاب بن عطاء، قال: أخبرني أبو سِنَان، عن بعض أصحابه، أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم آخَى بين أبي الدرداءِ وبين عَوفِ بن مالك الأشجعيِّ.
قال محمد بن عمر: ويُقال إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم آخى بين أبي الدَّرْدَاءِ وسلمانَ الفارِسيّ
(*)
. وَنَظَرَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى أبي الدَّرْدَاءِ والناسُ منهزمون كلُ وجهٍ يَومَ أُحدٍ، فقال:
"نعمَ الفارِسُ عُوَيْمِر غَيرَ أُفَّةٍ"
، يعني: غير ثقيل
(*)
.
قال محمد بن عمر: وقد سمعت من يَذكر أن أبا الدرداءِ لم يشهد أحدًا، وقد كان من عِلْيةِ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأهل النيَّةِ منهم، وقد حدّث عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أحاديثَ كثيرةً، وشهد معه مَشَاهِدَ كثيرةً.
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا معاويةُ بن صالح، عن ربيعة بن زيد، عن أبي الدَّرْداء، أنه كان إذا حَدّثَ الحديثَ عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول: اللهم إن لمْ يكن هكذا فَشِبْهُهُ، فَشَكْلُهُ.
أخبرنا موسى بن مسعود النَّهْدِيّ، قال: حدثنا عِكرمَةُ بن عمّار، عن أبي قُدامة محمد بن عُبيد الحنفي، عن أُمّ الدَّرْدَاءِ، قالت: كان لأبي الدرداء ستونَ وثلاثمائة خليل في الله. يدعُو لهم في الصلاةِ. قالت أم الدرداء فقلتُ لهُ في ذلك فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيهِ بالغيبِ إلا وَكَّلَ الله به مَلَكَينِ يقولان ولك بِمِثلٍ، أفلا أرغبُ أن تَدْعُو لي الملائكَةُ!.
أخبرنا عَمْرو بن عاصم الكلابي، قال: حدثنا صالح المُرِّيُّ، قال: حدثنا القاسم بن عمْرو، عن معاوية بن قُرّةَ ـــ ورُبَّما قال حدثنا معاوية بن قُرة، قال: دخلتُ على أم الدرداءِ فسمعْتُها تقول: كنت أسمع سَيدِي ـــ تعنِي أبا الدرداء يدعو وهو ساجدٌ لثلاثمائة وخمسين اسمًا يُسمى بهنّ لناسٍ يدعو لهم.
أخبرنا عفان بن مُسلم، قال حدثنا حَمّاد بن سَلَمَة، قال أخبرنا قيس بن سعد، عن مجاهد، أن عمر بن الخطاب رأى أبا الدرداء مُبَقَّعَ الرجلين فقال: ياأبا الدرداءِ، مالك؟ قال: القُرُّ ياأمير المؤمنينَ، فبعث إليهِ بخَمِيصَةٍ وقال أجد الآن الطهور.
أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حَمادُ بن زيد، عن يحيى بن سعيد قال: استُعمل أبو الدرداءِ على القضاءِ فأصبَحَ يُهَنِّئُونه، فقال: أَتُهَنِّئُوني بالقضاء وقد جُعِلت على رأس مَهْوَاةٍ مَزَلَّتُها أبعدُ مِنْ عَدَن أَبْيَنَ، ولو علم الناس مافي القضاءِ لأخْذوهُ بالدّوَل رغبةً عنه وكراهية له، ولو يعلم الناسُ مافي الأذان لأخذوه بالدُولِ رغبةً فيه وحرصًا عليه.
أخبرنا أبو معاوية الضرير، قال: حدثنا الأَعْمَش، عن عَمْرو بن مرةَ، عن سالم بن أبي الجَعْدِ قال: قيل لأمّ الدرداءِ ما كان أفضَلُ عمل أبي الدرداءِ؟ فقالت: التَّفَكُّر.
أخبرنا أبو معاوية الضريرُ قال: حدثنا الأَعْمَشُ، عن عَمْرو بن مُرّةَ، عن سالم بن أبي الجَعْدِ، عن أم الدرداءِ عن أبي الدرداء، قال: تفكّرُ ساعةٍ خير من قيام ليلة.
أخبرنا الفضلُ بن دُكَين، قال: حدثنا مالك بن مِغْوَل، عن عون، قال: سألتُ أم الدرداءِ ـــ أو سُئِلَت أمَّ الدرداءِ ـــ ما كان أفضلُ عبادةَ أبي الدرداءِ؟ قالت: التفكر والاعتبارُ.
أخبرنا يعقوبُ بن إسحاق الحَضرمي، قال: حدثنا شجاع بن أبي شجاع، قال حدثني معاوية بن قُرَّة قال: قال أبو الدرداءِ: اطلبُوا العلم فإن عَجزتُم فأحِبُّوا أهلَهُ، فإن لم تحبوهم فلا تُبغِضُوهُم.
أخبرنا يعقوب بن إسحاق قال: حدثنا زائِدهُ، عن حصين، عن سالم بن أبي الجَعدِ، عن أبي الدرداءِ أنّهُ قال: العالم والمتعلم في الأجر سواء، وليس في سائِر الناسِ بَعدُ خير.
أخبرنا المعلّى بن أسد، قال: حدثنا وُهَيب. وأخبرنا عَارِمُ بن الفَضلِ، قال: حدثنا حمّادُ بن زيد جميعًا، عن أيوب عن أبي قِلَابةَ أن أبا الدرداء كان يقول: إنك لن تَتَفَقّه كل الفِقه حتى ترى للقرآن وجُوهًا.
أخبرنا عارم بن الفضل، قال: حدثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي الدرداءِ قال: إنك لن تتفقّه كل الفِقْهِ حتى تَمْقُت الناسَ في جنبِ الله، ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أَشَدَّ مَقتًا.
أخبرنا عارمُ بن الفضل، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة أن أبا الدرداء كان يقول: من فقهِ الرجُل مجلسهُ ومدخلهُ ومَمشاهُ.
أخبرنا عَارِم بن الفضل، ويحيى بن عبادٍ، قالا: حدثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أَبي قِلَابَة، قال: حدثتني أُمّ الدَّرْدَاءِ أن أبا الدرداءِ كان يأتيهم بعدما يُضْحي فيسألهم الغداء فلا يجده فيقول: فأنا إذَن صائم.
أخبرنا يحيى بن عَبّاد، قال: حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن أبي غالب، قال: سمعتُ أم الدرداء تقول: قدم علينا سَلْمَان فقال: أين أَخِي؟ قلت: هو في المسجد. فقال: كيف أخي؟ قلت: يصومُ ويُصلّى، ما يُريدُ الدُنيا وما يريدُ النساء! فأتاه في المسجد، فلما رآه أبو الدرداءِ نهض إليهِ فالتزمَهُ.
أخبرنا يحيى بن عبّاد، قال: حدثنا فرج بن فَضَالَةَ، عن لقمان بن عامر، عن أبي الدرداء أنه كان يشترى العصافيرَ من الصبيانِ فيرسلهن ويقول اذهَبْنَ فَعِشْنَ.
أخبرنا يحيى بن عبّاد، قال: حدثنا الحارث بن عُبَيد، عن مالك بن دينارِ، قال: قال أبو الدرداء: مَن يزدد علمًا يزدد وجعًا. قال: وقال: إن أَخَوَف ما أخاف أن يقال لي يومَ القيامة: علمتَ؟ فأقولُ. نعم فَيُقالُ: فما عَمِلْتَ فيما عَلِمتَ؟.
أخبرنا محمد بن الصَّلت، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن عبد الله بن عيسى، عن رَجُل، عن أمّ الدرداءِ قالت: قلت لأبي الدرداء: أََلستُ زوجتك في الجنّةِ؟ قال: نعم مالم تَزوّجي بعدِي.
أخبرنا عمر بن سعيد الدمشقي، قال: حدثنا عَمرو بن وَاقِد، عن ابن حَلْبَسَ، قال: قيل لأبي الدّرداء ـــ وكان لا يفتر مِن الذكر: كم تُسَبِّح يا أبا الدرداءِ في كل يومٍ؟ قال: مائة ألف إلا أن تُخْطِئَ الأصابع.
أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن بُرْقَانَ، قال: حدثنا مَيْمُون بن مِهْران، قال: قال أبو الدّرداء: ويلٌ للذي لا يعلم مرةً ولو شاء الله عَلّمَهُ. وويلٌ للذي يعلم ولا يعمل سبع مراتٍ.
أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: بلغني أن أبا الدرداء كان يقول: لا تكون عالمًا حتى تكون متعلما، ولا تكون عالمًا حتى تكون بما عَلمتَ عاملًا.
أخبرنا عبد الوهَّاب بن عَطاء، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عَرُبة وهشام الدستوائِيُّ، عن قتَادة قال، قال أبو الدرداء: إنّ من أكبر من أنا مُخَاصَمٌ به غدا يعني يوم القيامة أن يقال لي: ياأبا الدرداءِ قد علمت فكيف عَمِلْتَ فيما علمت؟.
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي، عن حبيب، عن رجُلِ قال: مَرَّ رجلٌ على أبي الدرداءِ وهو يبني مسجدًا فيسألهُ فقال: أبنيه لآل حَم.
أخبرنا عُبَيدة بن حُمَيدِ، عن سليمان الأعمش، عن مُورِّق العِجْلي، قال: قال أبو الدرداءِ: ثلاثٌ من مَناقب الخير: التبكير بالإفطارِ، والتبليغُ بالإسحارِ، وَوضعُ الرجلِ يَدهُ على يدِهِ في الصلاةِ.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عاصم الأحْول، قال: حدثنا طلحَةُ بن عُبَيدِ الله بن كَرِيز، قال: حدثتنا أم الدَّرداء قالت: كان أبو الدرداء إذا فرغ من صلاتِه بالليلِ دعا لإخوانهِ، قال: اللهم اغفر لي ولفلان وفلان. قالت أمُّ الدرداء فقلتُ لهُ: لو كان هذا الدُّعاء لك أو قالت لنفسك أليس كان خيرًا؟ قال: إن الملائِكة تُؤمّن على دعاء الرجل إذا دعا لأخيهِ بظهر الغيْبِ، تقول: آمين، ولَكَ بِِِِِِِمِثلٍ، فرغبتُ في تأمين الملائِكَةِ.
أخبرنا عبد الله بن نُمَير الهَمْدَاني، قال: حدثنا عمرو بن مَيْمُون بن مِهْران، عن أبيهِ، قالَ: قالت أم الدرداءِ لأبي الدرداء: إن احتجتُ بعدك آكُلُ الصدقةَ؟ قال: لا، اعملي وكُلي. قالت: فإن ضَعُفت عن العَملِ؟ قال: التقطي السُنبُلَ ولا تأكلي الصدقةَ.
أخبرنا جرير بن عبد الحميدِ الضبيّ، عن منصور، عن أبي وائل، قال: قال أبو الدرداءِ: إنِي لآمركم بالأمر وما أفعلهُ، ولكني أرجو فيهِ الأجر. وإنَّ أبغضَ الناس إليَّ أن أَظْلِمَهُ من لا يستعين عليّ إلا الله قال جرير بن عبد الحميد: كان أبو الدرداء إذا خَرَج عطاؤُهُ تصدق، فإن فضل منه شيءٌ وهبه لامرأته، فإذا أصبح قال: إن شئتِ رُدِّيه عليّ.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك المدَني، قال: حُدِّثنا عن يزيد بن أبي حَبِيب المصري، أن أبا الدرداء رُئِيَ عليهِ بُردٌ وثوبٌ أبيَضُ ورُئِيَ على غُلامِهِ بُردٌ وثوبٌ أبيضُ فقيل له ياأبا الدرداءِ لو أَخَذْتَ هذا البُردَ وأعطيتَ غُلامكَ هذا الثوبَ الأبيضَ أو أخذتَ هذا الثوبَ الأبيضَ وأعطيتَ غلامكَ البُردَ فكانا ثوبين متفقين؟ فقال: إني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
"اكسوهُم مما تلبسون وأطعموهُم مما تأكلون"
(*)
.
أخبرنا وهب بن جرير، وهشام بن الوليد، قالا: حدثنا شعبَةُ، عن عمرو بن مُرةَ، قال: سمعتُ شيخًا يُحدِّث عن أبي الدرداءِ أنه قال: أُحبُّ الفقرَ تواضعًا لربي، وأحبُّ الموتَ اشتياقًا إلى ربي، وأحبُّ المرضَ تكفيرًا لخطيئتي.
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي، قال: أخبرنا شعبة، عن معاوية بن قُرّةَ قال: قال أبو الدرداءِ: ثلا ث يبغضهُن الناسُ أنا أُحِبهُنَّ: الموتُ، والفقرُ، والمرض.
أخبرنا أبو معاوية الضرير، قال: حدثنا الأعمش، عن غَيلان بن بشر، عن يَعْلى بن الوليد، عن أبي الدرداء قال: قيل له: ما تُحبُّ لمن تُحِب؟ قال: الموتَ. قالوا: فإن لم يمت. قال: يَقِلُّ مالُه وولدهُ.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الضحاك بن يسار، قال: حدثنا أبو عثمان النَّهْدِيّ أن أبا الدرداء كان يقول: لولا ثلاث لم أُبَالِ متى مُتُّ. لولا أن أظمأ بالهَواجر، ولولا أُعِفِّرُ وجهي بالتراب، ولولا أن آمر بمعروف أو أنهَى من منكرٍ.
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا أبو المليح، عن مَيْمون، قال: مَرِضَ أبو الدرداء فَفَزِعَ إلى نفقَةٍ كانت عنده فوجدها خمسةَ عشرَ درهمًا، فقال: ما كانت هذه مُبقية مني شيئًا، إن كانت لمُحرقةً ما بين عانتي إلى ذَقَنِي.
أخبرنا عفان بن مسلم، وسُليمانَ بن حربٍ، قالا: حدثنا أبو هلال، قال حدثنا معاوية ابن قُرَّةَ، أن أبا الدرداءِ اشتكى فدخل عليه أصحابُه فقالوا له: يا أبا الدرداءِ، ما تشتكي؟ قال: أشتكي ذنوبي. قالوا: فما تشتهي؟ قال: أشتهي الجنة. قالوا: أفلا ندعوا لك طبيبًا؟ قال: هو الذى أَضْجَعَنِي.
أخبرنا معن بن عيسى، قال: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب القُرظي، قال: لما حضر أبا الدرداءِ الموتُ جاءهُ حبيب بن مسلمة، فقال: كيف تجدك يا أبا الدرداءِ؟ قال: أجدني ثقيلًا. قال: ماأراه إلاّ الموت، قال: أجل: جزاك الله خيرًا.
أخبرنا محمد بن عمر قال: تُوفي أبو الدرداءِ بدمشقَ سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان، وله عقب بالشام.
قال ابن سعد: وأخبرني غير محمد بن عمر، عن ثَور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: توفي أبو الدرداء بالشام سنة إحدى وثلاثين.
(< جـ4/ص 351>)
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
*
عنوان الرسالة :
*
نص الرسالة :
*
ارسال