الانفاق في سبيل الله
اشترى عُثمان رضي الله عنه بئر رُومة، وكانت رَكِيَّة ليهوديّ يبيع المسلمين ماءَها، فقال رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَنْ يَشْتَرِي رُومَةَ فَيَجْعَلَهَا لِلْمُسْلِمينَ يَضْرِبُ بِدَلْوِهِ فِي دِلَائِهِمْ، وَلَهُ بِهَا مَشْرَبٌ فِي الْجَنَّةِ" أخرجه الترمذي في السنن 3703، والنسائي في السنن 6/ 235، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2492، والدارقطني في السنن 4/ 197، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم (36231). ، فأتى عثمانُ اليهوديَّ فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلَّها، فاشترى نصفَها باثني عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين، فقال له عثمان رضي الله عنه: إن شئْتَ جعلت على نصيبي قرنين، وإن شئت فلي يوم ولك يوم، قال: بل لك يوم ولي يوم، فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين؛ فلما رأى ذلك اليهوديّ قال: أفسدتَ عليّ رَكِيَّتي، فاشتر النّصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم(*).
وقال: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَنْ يَزِيدُ فِي مَسْجِدِنَا"؛ فاشترى عُثمان رضي الله عنه موضع خمس سَوَارِ، فزاده في المَسجد(*).
وجَهَّزَ جيشَ العُسْرَة بتسعمائة وخمسين بعيرًا، وأتمّ الألف بخمسين فرسًا، وجيشُ العُسْرَة كان في غَزْوَةِ تَبُوك.
وروى قتادة قال: حَمل عثمان في جيش العُسرَةِ على ألف بعير وسبعين فرسًا.
التمسك بالاسلام
روى موسى بن محمّد بن إبراهيم التيميّ، عن أبيه قال: لمّا أسلم عثمان بن عفّان أخذه عمُّه الحكَمُ بن أبي العاص بن أميّة؛ فأوثقه رباطًا، وقال: أتَرْغَبُ عن ملّة آبائك إلى دينٍ مُحْدَثٍ؟ والله لا أحُلُّكَ أبدًا حتى تَدَعَ ما أنت عليه من هذا الدّين، فقال عثمان: والله لا أدَعُهُ أبدًا ولا أُفارقُه، فلمّا رأى الحكَمُ صَلابته في دينه تركه.
العبادة
روى محمّد بن سيرين أنّ عثمان كان يُُحيِي الليل، فيَخْتِمُ القرآن في ركعة.
وروى عبد الرّحمن بن عثمان قال: قُمْتُ خَلْفَ المقام وأنا أريد أن لا يَغْلِبَني عليه أحَدٌ تلك الليلةَ، فإذا رجلٌ يَغْمِزُني فلم ألتفت، ثمّ غَمَزَني فنظرت فإذا عثمان بن عفّان، فتنحّيْتُ فتقدّم فقرأ القُرآنَ في ركعةٍ ثمّ انصرف.
وقال ابن سيرين: قالت امرأة عثمان حين قُتل عثمان: لقد قتلتموه وإنّه ليُحْيِي الليلَ كلّه بالقُرآن في ركعة.
وروى أبو إسحاق، عن رجل قد سمّاه قال: رأيتُ رجلًا طيّب الريح، نظيف الثوب، قائمًا إلى دُبُرِ الكعبة يصلّي، وغلامٌ خلفَه كلّما تَعايا فَتَحَ عليه، فقلت: من هذا؟ فقالوا: عثمان.
وروى عطاء بن أبي رَباح أنّ عثمان بن عفّان صلّى بالنّاس، ثمّ قام خلف المقام فجمع كتابَ الله في ركعة، كانت وِتْرَةً فسُمّيت البُتَيْرَاءَ، وكان يصوم الدّهر.
التواضع
روى الزّبير بن عبد الله أنّ جدّته أخبرته ــ وكانت خادمة لعثمان ــ قالت: كان عثمان رضي الله عنه لا يقيم، و لا يوقظ نائمًا من أهله إلا أَنْ يجدَه يقظانًا فيدعوهُ فيُنَاوِله وضوءه.
الحياء
روى سعيد بن العاص أَن عائشة ــ زوجَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم ــ وعثمان حدثاه: أَن أَبا بكر استأْذن على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وهو مضطجع على فراشه، لابسٌ مِرْطَ عائشة، فأَذن له وهو كذلك، فقضى إِليه حاجته ثم انصرف، ثم استأْذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إِليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأْذنتُ عليه فجلس وقال لعائشة: "اجمعي عليك ثيابك"، فقضيت إِليه حاجتي، ثم انصرفت قالت عائشة: يا رسول الله، لم أَرك فزعت لأَبي بكر، ولا عمر كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي خَشِيْتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَى حَاجَتِهِ" ـــ وقال الليث: قال جماعة الناس: "أَلَا أَسْتَحِيي مِمَّنْ تَسْتَحِيَ مِنْهُ الْمَلَائِكَةِ"(*) أخرجه أحمد في المسند 1/ 71، 6/ 155..
التضحية
روى محمّد بن سيرين قال: جاء زيدُ بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب يقولون إنْ شِئْتَ كنّا أنصارًا لله مرّتين، قال فقال عثمان: أمّا القتال فلا.
وروى عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قال عثمان يوم الدّار: إنّ أعْظَمَكُمْ عَنّي غَناءً رجلٌ كَفّ يَدَه وسلاحه.
وروى أبو هُريرة قال: دخلتُ على عثمان يوم الدّار فقلتُ: يا أمير المؤمنين طَابَ الضَّرْبُ! فقال: يا أبا هُريرة أيَسُرّكَ أنْ تَقْتُلَ النّاسَ جميعًا وإيّايَ؟ قال: قلت لا، قال: فإنّك والله إن قتلتَ رجلًا واحدًا فكأنمّا قَتَلْتَ النّاسَ جميعًا، قال: فرجعتُ ولم أُقاتل.
وروى عبد الله بن الزّبير قال: قلت لعثمان يوم الدّار: قاتلهم فوالله لقد أحلّ الله لك قتالهم، فقال: لا والله لا أقاتلهم أبدًا، قال: فدخلوا عليه وهو صائم، قال: وقد كان عثمان أمّرَ عبد الله بن الزّبير على الدّار، وقال عثمان: مَنْ كانت لي عليه طاعَةٌ فَلْيُطِعْ عبد الله بن الزّبير. وروى عبد الله بن الزّبير قال: قلت لعثمان: يا أمير المؤمنين إنّ معك في الدّار عصابة مستنصرةً بنصر الله بأقَلّ منهم لعثمان فأذَنْ لي فَلأقاتلُ، فقال: أَنْشُدُ الله رَجُلًا، أو قال: أذَكّرُ بالله رَجُلًا أهْراق في دمَه، أو قال: أهراق فيّ دمًا.
الورع
روى محمّد بن سيرين قال: جاء زيدُ بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب يقولون إنْ شِئْتَ كنّا أنصارًا لله مرّتين، قال فقال عثمان: أمّا القتال فلا.
وروى عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قال عثمان يوم الدّار: إنّ أعْظَمَكُمْ عَنّي غَناءً رجلٌ كَفّ يَدَه وسلاحه.
وروى أبو هُريرة قال: دخلتُ على عثمان يوم الدّار فقلتُ: يا أمير المؤمنين طَابَ الضَّرْبُ! فقال: يا أبا هُريرة أيَسُرّكَ أنْ تَقْتُلَ النّاسَ جميعًا وإيّايَ؟ قال: قلت لا، قال: فإنّك والله إن قتلتَ رجلًا واحدًا فكأنمّا قَتَلْتَ النّاسَ جميعًا، قال: فرجعتُ ولم أُقاتل.
وروى عبد الله بن الزّبير قال: قلت لعثمان يوم الدّار: قاتلهم فوالله لقد أحلّ الله لك قتالهم، فقال: لا والله لا أقاتلهم أبدًا، قال: فدخلوا عليه وهو صائم، قال: وقد كان عثمان أمّرَ عبد الله بن الزّبير على الدّار، وقال عثمان: مَنْ كانت لي عليه طاعَةٌ فَلْيُطِعْ عبد الله بن الزّبير.
وروى عبد الله بن الزّبير قال: قلت لعثمان: يا أمير المؤمنين إنّ معك في الدّار عصابة مستنصرةً بنصر الله بأقَلّ منهم لعثمان فأذَنْ لي فَلأقاتلُ، فقال: أَنْشُدُ الله رَجُلًا، أو قال: أذَكّرُ بالله رَجُلًا أهْراق في دمَه، أو قال: أهراق فيّ دمًا.
الصبر
روى قيس بن أبي حازم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ادْعُوا لي بَعْضَ أَصْحَابِي"، فقلت: أبو بكر؟ قال: "لَا"، فقلت: عمر؟ قال: "لَا"، فقلت: ابن عمك عليّ؟ قال: "لا"، فقلت: عثمان؟ قال: "نَعَمْ"، فلما جاء قال لي بيده، فتنحَّيت، فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يسارّه، ولونُ عثمان رضي الله عنه يتغيَّرُ، فلما كان يوم الدّار وحُصِر قيل له: ألَا تقاتل؟ قال: لَا؛ إِنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عهد إليّ عَهْدًا، وأنا صابرٌ نفسي عليه(*).
وروى محمّد بن سيرين قال: جاء زيدُ بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب يقولون إنْ شِئْتَ كنّا أنصارًا لله مرّتين، قال: فقال عثمان: أمّا القتال فلا.
وروى عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قال عثمان يوم الدّار إنّ أعْظَمَكُمْ عَنّي غَناءً رجلٌ كَفّ يَدَه وسلاحه.
وروى أبو هُريرة قال: دخلتُ على عثمان يوم الدّار فقلتُ: يا أمير المؤمنين: طَابَ الضَّرْبُ! فقال: يا أبا هُريرة أيَسُرّكَ أنْ تَقْتُلَ النّاسَ جميعًا وإيّايَ؟ قال: قلت لا، قال: فإنّك والله إن قتلتَ رجلًا واحدًا؛ فكأنمّا قَتَلْتَ النّاسَ جميعًا، قال: فرجعتُ ولم أُقاتل.
وروى عبد الله بن الزّبير قال: قلت لعثمان يوم الدّار: قاتلهم فوالله لقد أحلّ الله لك قتالهم، فقال: لا والله لا أقاتلهم أبدًا، قال فدخلوا عليه وهو صائم، قال وقد كان عثمان أمّرَ عبد الله بن الزّبير على الدّار، وقال عثمان: مَنْ كانت لي عليه طاعَةٌ فَلْيُطِعْ عبد الله بن الزّبير.
وروى عبد الله بن الزّبير قال: قلت لعثمان: يا أمير المؤمنين إنّ معك في الدّار عصابة مستنصرةً بنصر الله بأقَلّ منهم لعثمان فأذَنْ لي فَلأقاتلُ، فقال: أَنْشُدُ الله رَجُلًا، أو قال: أذَكّرُ بالله رَجُلًا أهْراق في دمَه، أو قال: أهراق فيّ دمًا.