تسجيل الدخول


إبراهيم أبو رافع

1 من 2
أسلم مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

أسْلم مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أَبو رافع، غلَبتْ عليه كنيَتُه، واختُلِف في اسمه. فقيل: أَسلم كما ذكرنا، وهو أَشْهَرُ ما قيل فيه. وقيل: بل اسمه إبراهيم، قاله ابن مَعين. وقيل: بل اسمه هُرْمز، والله أَعلم‏.‏

كانَ للعبّاس بن عبد المطّلب، فوهبه للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلما أَسلم العبّاس بشَّر أَبو رافع بإسلامه النبيّ ـــ صلّى الله عليه وآله وسلّم ــــ فأعتقه، وكان قبطيًا. وقد قيل: إِن أَبا رافع هذا كان لسعيد بن العاص فورثه عنه بنوه، وهم ثمانية، وقيل: عشرة فأعتقوه كلَّهم إلا واحدًا يقال إنه خالد بن سعيد تمسَّك بنصيبه منه. وقد قيل: إنه إنما أَعتقه منهم ثلاثة، واستمسك بعضُ القوم بحصَصِهم منه، فأتى أَبو رافع رسولَ الله ــــ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـــــ يستعينُه على مَنْ لم يَعْتِق منهم، فكلمهم فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فوهبوه له فأعتقه‏.‏

وقال جرير بن حازم، وأيوب السِّخْتِياني، وعمرو بن دينار إن الّذي تمسَّك بنصيبه من أبي رافع هو خالد بنُ سعيد بن العاص وحْدَه، فقال له رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم‏:‏ ‏"اعْتِقْ إنْ شِئْتَ نَصِيبَكَ‏"‏‏.‏ قال: ما أنا بفاعل. قال‏:‏ ‏"‏فَبعْه‏"‏‏.‏ قال: ولا. قال‏:‏ ‏"‏فَهِبْهُ لِي"‏‏.‏ قال: ولا. قال‏:‏ ‏"‏فَأَنْتَ عَلَى حَقِّكَ مِنْهُ‏"‏‏.‏ فلبث ما شاء اللهُ، ثم أتى خالدٌ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: قد وهبتُ نصيبي منه لك يا رسولَ الله، وإنما حملني على ما صنعْتُه الغضَب الذي كان في نفسي. فأعتق رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نَصيبه ذلك بعد قبول الهِبَة، فكان أَبو رافع يقولُ: أنا مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم‏.‏(*)

وقد قيل: إنه ما كان لسعيد بن العاص إلا سهمًا واحدًا، فاشترى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك السّهم فأعتقه، وهذا اضطرابٌ كثير في ملك سعيد بن العاص له وولاء بَنيه، ولا يثبت من جهة النقل‏.‏

وما رُوي أنه كان للعبّاس، فوهبه للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أَوْلى وأَصح إن شاء الله تعالى، لأنهم قد أَجمعوا أَنه مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا يختلفون في ذلك، وعَقِبُ أَبي رافع أَشراف بالمدينة وغيرها عند النّاس، وزوَّجَه النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سَلْمى مولاته، فولدت له عبيد الله بن أبي رافع، وكانت سَلْمى قابلة إبراهيم ابن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وشهِدَتْ معه خَيْبَر، وكان عبيد الله ابن أبي رافع خازنًا وكاتبًا لعليّ رضي الله عنه، وشهد أبو رافع أُحُدًا والخَنْدق وما بعدهما من المشاهد، ولم يَشْهَدْ بَدْرًا وإسلامُه قبل بَدْر إلا أنه كان مُقيمًا بمكّة فيما ذكروا، وكان قبطيًا‏.

واختلفوا في وقت وفاته؛ فقيل: مات قبل قَتْل عثمان رضي الله عنه، وقال الواقديّ: مات أبو رافع بالمدينة قبل قَتْل عثمان رضيَ الله عنه بيسير، وقيل: مات في خلافة علي رضي الله عنه. روى عنه ابناه عبيد الله والحسن، وعطاء بن يَسار.
(< جـ1/ص 177>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال