تسجيل الدخول


أبو محذورة المؤذن الجمحي

أَبو مَحْذُورَة المُؤذِن، قيل: سَمُرَةَ بن مَعْيَر، وقيل: بن عُمَير، وقيل: أَوُس بن مِعْير، وقيل: مِعْيرَ بن مُحَيريز.
أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى، وقال أبو اليقظان: واسم أَبي محذورة سلمان، وقال الطبري: كان لأَبي محذورة أَخ يقال له: أُنيس، وقيل: أُويس، قتل يوم بدر كافرًا؛ وأُمهما من خزاعة، وقد انقرض عقبهما، وقد غلبت عليه كنيته، واشتهر بها، ووَلَدَ أبو مَحْذُورَةَ: عبدَ الملك؛ لأم ولد، وحُدَيْرًا؛ وأمه يَمَانِية، وقال أبو محذورة: مسح النبي صَلَّى الله عليه وسلم على ناصيتي حتى بلغ صدري، وقال: "اللهم بارك فيه"، قال إبراهيم: فأخبرني جدي قال: ما حَلَقَ أبو محذورة ناصيته حتى مات، وقال: لا أحلق شيئًا مَسَّه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم(*)، وأسلم أبو محذورة يوم فتح مكّة، وروى أَبُو مَحْذُورَةَ عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أنه علّمه الأذان(*)، وقصتُه بذلك في "صحيح مسلم" وغيره، وفي رواية همام، وتعليمه إياه كان بالجعرانة، وروت أم عبد الملك بن أَبِي مَحْذُورَة، عن أَبِي مَحْذُورَة قال: لما رجع النبي صَلَّى الله عليه وسلم من حُنين خرجتُ عاشر عشرة من مكة نطلبهم، فسمعتهم يؤذنون للصلاة، فقمنا نؤذن نستهزىء، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "لقد سمعتُ في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت"، فأرسل إلينا، فَأَذَّنَّا رجلًا رجلًا، فكنت آخرهم، فقال حين أذنت: "تعال"، فأجلسني بين يديه، فمسح على ناصيتي، بَارَكَ عَلَيَّ ثلاث مرات، ثم قال: "اذهب فَأَذِّنْ عند البيت الحرام"، قلتُ: كيف يا رسول الله؟ فَعَلَّمَني الأولى كما تُؤَذِّنون بها: "الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم"، في الأولى من الصبح "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله"، قال: وعلمني الإقامة مرتين "الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله"(*)، وروى الزّبير بن المُنذر بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن جدّه قال: لما قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم فتح مكّة جاءه أبو محذورة، فكلّمه وقال: يا رسول الله أؤذّن لك؟ فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أذّنْ"، فكان يؤذّن مع بلال، فلمّا رجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة تخلّف أبو محذورة يؤذّن بمكّة ولم يهاجر(*) قال الزبير:‏ وأنشدني عمي مصعب لبعض شعراء قريش في أذان أَبي محذورة:‏
أَمَا
وَرَبِّ
الكَعْبَةِ
المَسْتُورَهْ
وَمَا تَلَا مُحَمَّدٌ
مِنْ سُورَهْ
وَالنَّغَمَاتِ
مِنْ
أَبِي
محْذُورَهْ
لأَفْعَلَنَّ فِعْلَةً
مَذْكُورَهْ
وروى ابن أَبِي مُلَيْكَة: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أعطى أبا محذورة الأذان، فقدم عمر قدمة مكة فنزل دار الدومة، فأذن أبو محذورة، ثم أتاه يسلّم عليه، فقال عمر: يا أبا محذورة، ما أندى صوتك، أما تخشى أن تنشق مُرَيْطَاؤُك من شدة صوتك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، قَدِمْتَ، فأحببتُ أن أُسمعك صوتي، فقال: يا أبا محذورة، إنك بأرض شديد الحر، فأبرد عن الصلاة، ثم أبرد عنها، ثم أبرد عنها، ثم أذن، ثم أقم، تجدني عندك(*).
وروى أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أَبِي مَحْذُورَةَ عن جده قال: عن جابر بن عبد الله أن رجلًا قال: يا نبي الله أي الخلق أول دخولًا الجنة، قال: "الأنبياء"، قال: يا نبي الله ثم مَنْ؟ قال: "الشهداء"، قال: ثم مَنْ يا نبي الله؟ قال: "ثم مؤذن الكعبة"، قال: ثم مَنْ يا نبي الله؟ قال: "مؤذن بيت المقدس"، قال: ثم مَنْ يا رسول الله، قال: "ثم مؤذن مسجدي هذا"، قال: ثم مَنْ؟ قال: "سائر المؤذنين على قدر أعمالهم"(*)، وروى أبي سعيد الأزديّ قال: رأيت أبا محذورة يطوف بالبيت وسمعته يقول: قال يحيى: يا عِبَادَ الله، وقال يعقوب: يا حُجَّاج بيت الله، كبِّروا وهلِّلوا، فكان الناس إذا سمعوا صوت أَبِي مَحْذُورَة كبَّروا وهلَّلوا، وروى عنه: ابن عبد الملك، وابن مُحَيْرِيز، وابن أَبي مُلَيكة، وعطاءِ، وعبد العزيز بن رفيع، وغيرهم، وروى ابن مُحَيْرِيز، وقال ابْنُ الكَلْبِيِّ: لم يهاجر أبو محذورة، بل أقام بمكة إلى أن مات بعد موت سمرة بن جندب سنة تسع وسبعين، وقيل: سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، فبقي الأذان في ولده في المسجد الحرام إلى اليوم.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال