تسجيل الدخول


تماضر بنت عمرو السلمية

الشاعرة المشهورة، يقال: إنها دخلت على عائشة وعليها صِدَار من شعر؛ فقالت لها: يا خنساء، هذا نهى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عنه، فقالت: ما علمت، ولكن هذا له قصة؛ زوّجني أبي رجلًا مبذّرًا فأذهب ماله، فأتيتُ إلى صخر فقسم ماله شطرين، فأعطاني شطرًا خيارًا، ثم فعل زَوْجي ذلك مرة أخرى، فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خيرهما؛ فقالت له امرأته: أما ترضى أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار؛ فقال: وَاللهِ لَا أَمْنَحُهَا شِرَارَهَا وَهِيَ الَّتِي أَرْحَضُ عني عارها وَلَوْ هَلَكْتُ خَرَّقَتْ خِمَارَهَا وَاتَّخَذَتْ مِنْ شَعَرٍ صِدَارَهَا وكانت قد قَدِمَت على النبي صَلَّى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، فأسلمت معهم، فذكروا أنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان يستنشدها ويُعجبه شعرُها، وكانت تنشده، وهو يقول: "هيه يا خُناس"، ويومئ بيده. قالوا: وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قُتِل أخوها شقيقُها معاوية بن عمرو، وقُتل أخوها لأبيها صخر، وكان أحبَّهما إليها؛ لأنه كان حليمًا جوَادًا محبوبًا في العشيرة؛ كان غزا بني أسد، فطعنه أبو ثَور الأسدي طعنةً مرض منها حولًا، ثم مات؛ فلما قُتِل أخواها أكثرت من الشعر؛ فمن قولها في صخر: أعَينَيَّ جُوادَا وَلَا تَجْمُـــــدَا أَلَا تَبْكِيَانِ لِصَخْرِ النَّدَى أَلَا تَبْكِيَانِ الجَرِيءَ، الجَمِيلَ أَلَّا تَبْكِيَانِ الفَتَى السَّيِّدَا طَويلُ النِّجَادِ عَظِيــــــمُ الرَّمَا دِ سَادَ عَشِيرَتَهُ أَمْــردَا حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشَّريد السّلمية حَرْبَ القادسيّة ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم مِنْ أول اللّيل:‏ يا بَنِي؛ إنكم أسلمْتُمْ طائعين، وهاجرْتُمْ مختارين، ووالله الذي لا إله إلّا هو إنكم لبَنُوا رجلٍ واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خُنْت أباكم، ولا فضحْتُ خالكم، ولا هجّنْتُ حسبَكم، ولا غَبَّرْتُ نسَبَكم، وقد تعلمون ما أعَدّ الله للمسلمين من الثّواب الجزيل في حَرْب الكافرين‏. واعلموا أنّ الدّار الباقية خَيْرٌ مِن الدّار الفانية، يقول الله تعالى‏: ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}‏ [آل عمران 200].‏ فإذا أصبحْتُمْ غدًا إِن شاء الله سالمين؛ فاغْدُوا إلى قتالِ عدوّكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستَنْصِرين، فإذا رأيتُم الحرب قد شمَرَّتْ عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارًا على أوراقها، فتيمَّمُوا وَطِيسها، وجالدُوا رئيسها عند احتدامِ خميسها؛ تظْفُروا بالغُنْم والكرامة في دار الخلد والمقامة. فخرج بنوها قابلين لنُصْحها، عازمين على قولها. فقاتلوا حتى قُتلوا رضي الله عنهم، فبلغَها الخبر فقالت‏: الحمد لله الذي شَرَّفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يَجْمعِني بهم في مستقرِّ رحمته‏. وكان عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه يُعْطي الخنساء أرزاقَ أولادها الأربعة لكل واحد مائتي درهم حتى قُبِض رضي الله عنه.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال