تسجيل الدخول


أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس

1 من 2
أميّة بن خالد قال ابن حِبَّان: يروي المراسيل، ومنْ زعم أن له صحبة فقد وَهِمَ.

قلت: ذكره جماعة في الصحابة. وهو وَهْم على ما سنبيِّنه؛ فأول من ذكره فيما علمت البَغَوي، فقال: حدّثنا القَوَاريري، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق عن أمية بن خالد. قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين(*).

قال البَغَوِيُّ: أميّة بن خالد لا أرى له صحبة، غير أن القَوَارِيري وابن أبي شَيْبَةَ أخرجا هذا الحديث في المسند.

وقال ابْنُ قَانِعٍ: أميّة بن خالد أحسب أن له رؤية. وقال العسكريّ: أمية بن خالد بن أُسيد ذكر بعضهم أن له رؤية.

وذكره أيضًا الطَّبرَانِيُّ، وقال ابْنُ مَنْدَه: أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد الأمويّ في صحبته نظر. عداده في التابعين.

تُوُفِّيَ سنة ست وثمانين. ثم ساق الحديث من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق، عن المهلب، عن أمية بن خالد بن أسيد؛ فذكره.

والنَّسَبُ الذي ترجم به مقلوب، وذكره أَبُو نُعَيْمٍ على الصّواب، فقال: أميّة بن عبد الله ابن خالد بن أُسِيد بن أبي العِيص بن أمية، ثم ساق حديثه، ووقع في سياقه: عن أميّة ابن عبد الله بن خالد على الصّواب، وقال: مختلف في صحبته.

وكذا قال من قبله البَاوَرْدِيُّ، وتبعه ابْنُ الجُوزِيِّ، وأما ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فقال: أمية بن خالد لا يصحُّ عندي صحبته؛ قال: ويقال إنه أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسِيد.

قلت: قد أوضح البُخَاريُّ أمْرَه، فقال أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد سمع ابْنَ عمر. وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أمية بن خالد بن عبد الله بن أُسيد.

وقال أَبُو عُبَيْدٍ: هو عندي أمية بن عبد الله بن خالد ـــ يعني أنه قلب.

وروى الطَّبَرَانِيُّ حديثه في المعجم الكبير، فأتى بنسبه على الصّواب، فقال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه، حدّثنا أبي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن أبيه، عن جدّه أبي إسحاق، عن أمية بن عبد الله بن أُسِيد، قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين(*)أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 269 والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 5247.

وبهذا الإسناد إلى ابْنِ إِسْحَاقَ قال: أَمَّنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أُسِيد بخراسان فقرأ فيما بين السورتين: إنا نستعينك.

قلت: وأمية هذا ليست له صحبة ولا رُؤية: لأن الصحبة لجده خالد، وهو أخو عتَّاب أمير مكة، وأبوه عبد الله مات النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو صغير، واستعمله معاوية على فارس، وأمية صاحب الترجمة ولاّه عبد الملك بن مروان خراسان، وخَبَرُ ولايته مشهور في التواريخ، وكان المهلب معه في عسكره، وكذا أبو إسحاق كما تقدم.

وأم أميّة هذا أم حجر بنت شيبة بن عثمان، وهي تابعية، وكان أمية ربما نُسب إلى جده خالد، حتى ظنَّ بعضهم أن أميّة بن خالد عَمٌّ لأمية بن عبد الله بن خالد، لكن لولا اتحاد الحديث، وأن أصحاب النسب كالزبير وغيره من علماء قريش لم يذكروا لخالد بن أُسيد ابنًا غير عبد الله لجوَّزنا ذلك.

وفي "السُّنَنِ الكَبِيرِ" لِلْبَيْهَقِيِّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، قال: كتب ابن عمر وأبو سلمة بن عبد الرحمن إلى أميّة بن خالد بن أسيد، فقرَأ علينا كتابهما...

فذكر قصّة، فنسب أمية في هذا إلى جده.

وقد قال ابْنُ حِبَّانَ في "التَّابِعِينَ" بعد أن ذكر أمية بن خالد وما قدمناه بعده: أميّة بن عبد الله بن خالد بن أَسِيد يَرْوِي عن ابن عمر، روى عنه أبو إسحاق السبيعي. مات سنة ستّ وثمانين.

وتعقّبوا عليه جَعله اثنين، وهو واحد لما أوضحناه.

وقال المَدَائِنِيُّ: مات سنة سبع وثمانين.
(< جـ1/ص 381>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال