الأعمش
((الأعْمَش، واسمه سليمان بن مِهْران)) ((مولى بني كاهل.))
((يكنى أبا محمّد الأسدي))
((قال: أخبرنا الفضل بن دُكين ووكيع قالا: وُلد الأعمش يوم قُتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب وذلك يوم عاشوراء في المحرّم سنة ستّين، وتوفّي سنة ثمانٍ وأربعين ومائة وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة. وأمّا يحيَى بن عيسى الرّمْلي فقال: وُلد الأعمش سنة ثمانٍ وخمسين.))
((قال: أخبرنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش قال: كان أبي حَميلًا فمات أخوه فورثه مسروق منه. قال محمّد بن سعد: وقد سمعتُ من يذكر أنّ أباه شهد مقتل الحسين بن عليّ.))
((كان ينزل في بني عوف من بني سعد، وكان يصلّي في مسجد بَني حَرام من بني سعد.)) ((كان الأعمش صاحب قرآن وفرائض وعلم بالحديث، وقرأ عليه طلحة بن مصرّف القرآن، وكان يُقْرِيءُ الناسَ ثمّ ترك ذاك في آخر عمره، وكان يَقْرَأ القرآن في كل شعبان على النّاس في كلّ يوم شيئًا معلومًا حين كبر وضعف، ويُحضِرُون مصاحفهم فيعارِضُونها ويُصْلِحونها على قراءته. وكان أبو حَيّان التيمي يُحْضر مصحفًا له كان أصَحّ تلك المصاحف فيُصْلِحون على ما فيهِ أيضًا. وكان الأعمش يقرأ قراءة عبد الله بن مسعود، وكان الأعمش قرأ على يحيَى بن وثّاب، وقرأ يحيَى بن وثّاب على عُبيد بن نُضيلة الخُزاعي، وقرأ عُبيد بن نُضيلة على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله. قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: سمعتُ الأعمش يقول: والله لا تأتون أحدًا إلا حملتموه على الكذب، والله ما أعلم من الناس أحدًا هو شرّ منهم. قال أبو بكر: فأنكرتُ هذه لأنّهم لا يُشَبِّعُون. قال: وذكر أبو بكر حينئذٍ التدليس. قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقّي قال: حدّثنا عبيد الله بن عمرو قال: قال لي إسحاق بن راشد: كان الزهريّ إذا ذكر أهل العراق ضعّف عِلْمَهم. قال قلت: إنّ بالكوفة مولى لبني أسد يروي أربعة آلاف حديث. قال: أربعة آلاف! قال: قلتُ: نعم، إن شئتَ جئتك ببعض علمه. قال: فجيء به. فأتيتُه به، قال فجعل يقرأ وأعرف التغيير فيه وقال: والله إنّ هذا لعلم، ما كنت أرى أحدًا يعلم هذا. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: كانت للأعمش عندي بضاعة فكنتُ أقول له: ربحتُ لك كذا وكذا. قال: وما حركتُ بِضاعتَه بعدُ. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا عمر بن عليّ المقدّمي قال: جاء الحجّاج بن أرطأة فاستأذن على الأعمش فقال: قولوا له أبو أرطأة بالباب. قال فقال: أيَكْتَني عليّ! أيكتني عليّ! فلم يأذن له. قال: وقال وكيع، قال الأعمش: كنتُ إذا اجتمعتُ أنا وأبو إسحاق جئنا بحديث عبد الله غضًّا. قال: وقال سفيان: قيل للأعمش يا أبا محمّد ما كان أكبر المعرور! قال: قد أخذتَ تلقى البدر. قال سفيان: أتيتُ الأعمش فقلتُ إني أقولُ ما سألتُ أبا محمّد عن شيء إلاّ أجابني. فقال: يا حسن بن عيّاش أخْبِرْه أنّه قد حَدَثَ بعده أمر.))
((قال الأعمش: قال لي رجل جالستُ الزّهري فذكرتك له فقال: أما معك من حديثه شيء؟ قال سفيان: وكان الأعمش يسألني عن حديث عِياض وابن عَجلان. وكان سفيان الثوري أعلم الناس بحديث الأعمش، وربّما غلط الأعمش فيردّه سفيان.))
((قال: وقال الهَيْثم بن عديّ: ومات سنة سبعٍ وأربعين ومائة. وقال محمد بن عمر الواقدي والفضل بن دُكين: توفّي سنة ثمانٍ وأربعين ومائة.)) الطبقات الكبير.