تسجيل الدخول


الأعمش

الأعْمَش، واسمه: سليمان بن مِهْران، مولى بني كاهل.
يكنى أبا محمّد الأسدي. قال الفضل بن دُكين، ووكيع: وُلد الأعمش يوم قُتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب وذلك يوم عاشوراء في المحرّم سنة ستّين. وأمّا يحيَى بن عيسى الرّمْلي فقال: وُلد الأعمش سنة ثمانٍ وخمسين. وقال الأعمش: كان أبي حَميلًا فمات أخوه فورَّثه مسروق منه. وقال محمّد بن سعد: وقد سمعتُ من يذكر أنّ أبا الأعمش شهد مقتل الحسين بن عليّ. وكان الأعمش ينزل في بني عوف من بني سعد، وكان يصلّي في مسجد بَني حَرام من بني سعد، وكان الأعمش صاحب قرآن وفرائض وعلم بالحديث، وقرأ عليه طلحة بن مصرّف القرآن، وكان يُقْرِيءُ الناسَ ثمّ ترك ذاك في آخر عمره، وكان يَقْرَأ القرآن في كل شعبان على النّاس في كلّ يوم شيئًا معلومًا حين كبر وضعف، ويُحضِرُون مصاحفهم فيعارِضُونها ويُصْلِحونها على قراءته، وكان أبو حَيّان التيمي يُحْضر مصحفًا له كان أصَحّ تلك المصاحف فيُصْلِحون على ما فيهِ أيضًا، وكان الأعمش يقرأ قراءة عبد الله بن مسعود، وقرأ على يحيَى بن وثّاب، وقرأ يحيَى بن وثّاب على عُبيد بن نُضيلة الخُزاعي، وقرأ عُبيد بن نُضيلة على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله. وقال أبو بكر بن عيّاش: سمعتُ الأعمش يقول: والله لا تأتون أحدًا إلا حملتموه على الكذب، والله ما أعلم من الناس أحدًا هو شرّ منهم. قال أبو بكر: فأنكرتُ هذه لأنّهم لا يُشَبِّعُون. وقال إسحاق بن راشد: كان الزهريّ إذا ذكر أهل العراق ضعّف عِلْمَهم؛ فقلت له: إنّ بالكوفة مولى لبني أسد يروي أربعة آلاف حديث. قال: أربعة آلاف! قلت: نعم، إن شئتَ جئتك ببعض علمه. قال: فجيء به. فأتيتُه به، فجعل يقرأ وأعرف التغيير فيه وقال: والله إنّ هذا لعلم، ما كنت أرى أحدًا يعلم هذا. وحدّث أبو عَوانة قال: كانت للأعمش عندي بضاعة فكنتُ أقول له: ربحتُ لك كذا وكذا؛ وما حركتُ بِضاعتَه بعدُ. وحدّث عمر بن عليّ المقدّمي قال: جاء الحجّاج بن أرطأة فاستأذن على الأعمش فقال: قولوا له أبو أرطأة بالباب. فقال الأعمش: أيَكْتَني عليّ! أيكتني عليّ! ولم يأذن له. وقال الأعمش: كنتُ إذا اجتمعتُ أنا وأبو إسحاق جئنا بحديث عبد الله غضًّا. وقال سفيان: قيل للأعمش يا أبا محمّد ما كان أكبر المعرور! قال: قد أخذتَ تلقى البدر. وقال سفيان: أتيتُ الأعمش فقلتُ إني أقولُ ما سألتُ أبا محمّد عن شيء إلاّ أجابني. فقال: يا حسن بن عيّاش أخْبِرْه أنّه قد حَدَثَ بعده أمر. وقال الأعمش: قال لي رجل جالستُ الزّهري فذكرتك له فقال: أما معك من حديثه شيء؟ قال سفيان: وكان الأعمش يسألني عن حديث عِياض وابن عَجلان. وكان سفيان الثوري أعلم الناس بحديث الأعمش، وربّما غلط الأعمش فيردّه سفيان. وقال الهَيْثم بن عديّ: ومات الأعمش سنة سبعٍ وأربعين ومائة. وقيل: تُوفّي سنة ثمانٍ وأربعين ومائة وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال