تسجيل الدخول


عوف بن مالك الأشجعي

عَوفُ بنُ مَالِك بن أَبي عَوْف الأَشْجَعِيّ:
يُكْنَى أبا عبد الرّحمن، ويقال: أبو حماد، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عمر، ويقال: أَبو عمرو، وقيل غير ذلك. أسلم قبل حُنين، وقال الواقدي: "أسلم عامَ خيبر، وشهدها، وكانت راية أشجع معه يوم فتح مكّة"، وشهد حنينًا.
قال مَكْحُول: جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى عمر بن الخَطَّاب وعليه خاتم من ذهب فضرب عمر يده وقال: أتلبس الذّهب؟ فرمى به، فقال له عمر: ما أرانا إلاّ وقد أوجعناك وأهلكنا خَاتَمَك، فجاء من الغد وعليه خاتم من حديد فقال: حِلْيَةُ أهل النّار، فجاء من الغد وعليه خاتم من وَرِقٍ فسكت عنه. قال الواقدي: وتحوّل عوف بن مالك إلى الشام في خلافة أبي بكر فنزل حمص وبقي إلى أوّل خلافة عبد الملك بن مروان، وقال غيره: "سكن دمشق"، وقدم عوفٌ مصر، وعُمّر، وروى أبو سنان، عن بعض أصحابه: أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم آخى بين أبي الدَّرْدَاء وبين عَوْف بن مالك الأَشْجَعِيّ، وروى أَبُو عُبَيْدٍ في كتاب "الأمْوَالِ"، عن سُويد بن غَفَلة؛ قال: لما قدم عمر الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب، فقال: إنَّ رجلًا من المسلمين صنع بي ما ترى، وهو مشجوج مضروب، فغضب عمر غضبًا شديدًا، وقال لصهيب: انطلق فانظر مَنْ صاحبه فائتني به، فانطلق فإذا هو عوف بن مالك، فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبًا شديدًا فأْت معاذ بن جبل فكلّمه، فإني أخاف أَنْ يعجل عليك، فلما قضى عمر الصلاةَ قال: أجئتَ بالرجل؟ قال: نعم، فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه عوف بن مالك، فاسمَعْ منه ولا تَعْجَل عليه، فقال له عمر: مالك ولهذا؟ قال: رأيتهُ يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها لتُصْرع فلم تُصْرع، فدفعها فصُرِعت فغشيها أو أكبَّ عليها. قال: فلتأتني المرأة فلتصدق ما قلْتَ، فأتاها عوف، فقال له أبوها وزَوْجها: ما أردت إلى هذا؛ فضحتَنا. فقالت المرأة: والله لأذهبنّ معه، فقالا: فنحن نذهبُ عنك، فأتيا عُمر فأخبراه بِمِثْلِ قول عَوْف، فأمر عمر باليهوديّ فصُلِب، وقال: ما على هذا صالحناكم. قال سُوَيْدٌ: فذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الإسلام.
وروى عنه من الصحابة: أَبو أَيوب الأنصاري، وأَبو هريرة، والمقدام بن معد يكرب، ومن التابعين: أَبو مسلم، وأَبو إِدريس الخولانيان، وجبير بن نُفَير، وغيرهم. وروى أَبو المَلِيح، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَتَانِي آتٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الْشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الْشَّفَاعَةَ، وَهِيَ لِمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا"(*) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2592، وأحمد في المسند 5/ 232.، وَرَوَى كثير بن مُرَّة، عن عوف بن مالك: أَنه رأَى كعبًا يقص في مسجد حمص، فقال: يا ويحه! أَما سمع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم "يقول: "لاَ يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ إِلاَّ أَمِيْرٌ، أَوْ مَأَمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ"(*) أخرجه أحمد في المسند 6/ 29..
قال الوَاقِدِيُّ، والعَسْكَرِيُّ، وغيرهما: تُوُفِّي عوفٌ بدمشق سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال