أمد بن أبد الحضرمي
((أمَدُ بنُ أبَد الحَضْرَمِيّ.))
((أخبرنا أبو موسى إجازة، حدثنا أبو سعيد أحمد بن نصر بن أحمد بن عثمان الواعظ لفظًا، أخبرنا أبو العلاء محمد بن عبد الجبار، أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام، أخبرنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد قال: كنا عند معاوية، فقال: ودِدْتُ أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ قيل له: بحضرموت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة، فأرسل إليه معاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجله، ثم قال له: ما اسمك؟ قال: أمد بن أبد، فقال له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: ثلاثمائة سنة، فقال له معاوية: كذبت، ثم أقبل على جلسائه فحدثهم ساعة، ثم أقبل عليه فقال: حدثنا أيها الشيخ، فقال له: وما تصنع بحديث الكذاب؟ فقال: إني والله ما كذبتك وأنا أعرفك بالكذب، ولكني أردت أن أخْبُرَ من عقلك، فأراك عاقلًا، حدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه؟ فقال: نعم كأنه ما ترى، ليل يجيء من ها هنا ويذهب من ها هنا، قال: أخبرني عن أعجب ما رأيت، قال: رأيت الظعينة تخرج من الشام حتى تأتى مكة، لا تحتاج إلى طعام ولا شراب، تأكل من الثمار وتشرب من العيون، ثم هي الآن كما ترى. قال: وما آية ذلك؟ قال: دول الله في البقاع كما ترى،. ثم سأله عن عبد المطلب، وعن أمية بن عبد شمس، ثم قال له: فهل رأيت محمدًا؟ قال: ومن محمد؟ قال: رسول الله، قال: سبحان الله، ألا عظمته بما عظمه الله سبحانه؟. ألا قلت: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟... نعم، قال: صفه لي، قال: "رأيته بأبي وأمي، فما رأيت قبله ولا بعده مثله" وذكر الحديث.)) أسد الغابة. ((قال الطبرانيّ: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم، حدثنا أبُو عُبَيْدَة مَعْمرٌ، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد، قال: كنا عند معاوية، فقال: وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ فقيل له: بحضرموت رجل قد أتَتْ عليه ثلاثمائة سنة؛ فأرسل إليه معاوية، فأتى به؛ فلما دخل عليه أجلسه، ثم قال: ما اسمُك؟ قال: أمد بن أبد، فذكر قصة طويلة، وفيها: فهل رأيت محمدًا؟ قال: ألاَ قلت رسول الله! نعم رأيته؛ قال: فصفه لي؛ قال: رأيته ـــ بأبي وأمي ـــ فما رأيْتُ قبله ولا بعده مثله؛ أخرجه أبو موسى في الذيل. وفي الإسناد إرسالٌ ظاهر. وفي القصة نكارة من جهة أنه وقع فيها أنه رأى الظعينة تخرجُ من الشام إلى مكة لا تحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، تأكل من الثمار، وتشرب من العيون. وهذا باطل. وذكر أبُو حَاتِمٍ السِّجستَانِيُّ في كتاب المعمرين عن أبي عامر، عن رجل من أهل البصرة، قال: وحدث به أبو الجنيد الضرير، عن أشياخه، قالوا: قال معاوية: إنّي لأحبُّ أن ألقي رجلًا قد أتى عليه سن يخبرنا عما رأى؛ فذكر القصة؛ وليس فيها تلك الزيادة المنكرة؛ بل فيها أنه رأى هاشم بن عبد مناف، وأمية بن عبد شمس، وأنه قال له: ما كان صنعتك؟ قال: كنت تاجرًا قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري غبنا، ولا أردّ ربحًا. وإن معاوية قال له: سَلْني؛ قال: أسألك أن تردّ عليّ شبابي. قال: ليس ذاك بيدي. قال: فاسألك أن تدخلني الجنة، قال: ليس ذاك بيدي. قال: لا أرى بيدك شيئًا من الدنيا والآخرة، فردّني من حيث جئت بي. قال: أما هذه فنعم.)) الإصابة في تمييز الصحابة.