تسجيل الدخول


أنس بن زنيم الكناني

أنس بن زنَيم، وقيل: ابن أُناس الكناني الدئلي:
ذكر المَرْزَبَانِيُّ، من طريق الوليد بن هشام الجعدي، قال: وعد عبد الله بن عامر أنس بن أبي أنَاس شيئًا، وقد كان عوّده ذلك، فأبطأ عليه، فقام إليه منشدًا:
لَيْتَ شِعرِي عَنْ خَلِيلِي مَا الَّذِي غَالَهُ فِي الوُدِّ حَتىَّ وَدَعَهْ
لاَ يَكُنْ
مُزْنُكَ
بَرْقًا
خُلَّبَا إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ مَا الغَيْثُ مَعَهْ
لاَ تَهنِّي
بَعْدَ
إِذْ
أَكْرَمْتَني فَشَدِيدٌ
عَادَةٌ
مُسْتَنْزَعَهْ
وأنس بن زُنيم أخو سارية بن زُنيم، وهو القائل يوم أحد يحرض على علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
في كُلِّ مجْمَعِ غَايَةٍ أَخْزَاكُمُ جَذْعٌ أَبَرّ عَلَى المَذَاكِي القُرَّحِ
وروى حزام بن هشام بن خالد الكعبي عن أبيه قال: لما قدم ركب خزاعة على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يستنصرونه، فلما فرغوا من كلامهم قالوا: يا رسول الله، إن أنس بن زُنَيْم الديلي قد هَجَاك. فَنَذَر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، دمه، فلما كان يوم الفتح أسلم أنس، وأتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يعتذر إليه مما بلغه، وكلمه فيه نوفل بن معاوية الدِّيلي، وقال: أنت أولى الناس بالعفو، وَمَنْ مِنَّا لَمْ يُؤْذِك ولم يعادك، ونحن في جاهلية، لاَ نَدْرِي ما نأخذ وما ندع، حتى هَدَانا الله بك وأنقذنا من الهَلَكَة. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قد عفوتُ عنه". فقال نَوفل: فداك أَبي وأُمّى!(*) وقال أنس بن زُنَيْم يعتذر إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مما بلغه:
أَأَنت الذي تُهدَى مَعَدٌّ بأَمرِه بَل اللهُ يهديها وقال لَكَ اشْهَدِ
فما حَمَلَتْ مِن ناقةٍ فوق رحْلِها أَبَرَّ
وَأَوْفَى
ذِمَّةً من
محمدِ
أَحَثّ على خَيرٍ وأوسع نَائِلاَ إذا راح
يهتزُّ اهتزازَ
المُهَنَّدِ
وأَكْسَى لبرد الخالِ قبل اجِتدائِه وأعطى برأس السابق المُتَجَـرِّدِ
تَعَلَّمْ رسولَ الله أنك مدركي وأن وعيدًا منك كالأَخْذِ باليَدِ
تَعَلّمْ رسولَ الله
أَنّك
قَادِرٌ على كل سَكْنِ من تِهامٍ ومُنْجِدِ
ونُبِّي رسولُ الله أن قد هجوته فلا رفَعَتْ سَوْطِي إليّ إِذَنْ يَدِي
سِوى أَنَّني قد قلتُ يَا وَيْحَ فِتْيَةٍ أُصِيبوا بِنَحْسٍ يوم طَلْقٍ وأَسعدِ
أَصابَهُمُ
من لم يكن
لِدمَائِهِم كِفاءً فعزت عَبْرَتي
وتَبَلُّدِي
ذُؤَيْبٌ وكُلثومٌ وسلمى تتابعوا جميعًا فإلاّ تَدمع العينُ أَكْمَدِ
على أنّ سَلمى ليس فيهم كمِثله وإِخوتِه أو هَل مُلُوكٌ كأَعْبُدِ
فإني لا عِرضًا خَرَقْتُ وَلاَ دمًا هَرَقْتُ فَفَكِّر عالِمَ الحقِّ واقصِدِ
ولأنس بن زَنيم مع عبيد الله بن زياد أمير العراق أخبار، منها أنَّ عبيد الله بن زياد كان يحرّش بين الشعراء، فأمر حارثة أن يهجو أنس بن زُنيم، فقال فيه أبياتًا، منها قوله:
وَخُبِّرْتُ عَنْ أنَسٍ أنّه قَلِيلُ الأمَانَةِ خَوَّانَهَا
فأجابه أنس بأبيات أولها:
أَتَتْني رِسَالَةُ مُسْتَنْكِرٍ فَكَانَ جَوَابِيَ غُفْرَانَهَا
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال