تسجيل الدخول


حباب أبو عقيل

((أبو عَقِيل الأنصاري.)) ((سماه قتَادَةُ في تفسير: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] حثحاث، بمهملتين مفتوحتين، ومثلثتين الأولى ساكنة. أخرجه الطبري وغيره، وفيه: جاء عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله، وأقبل رجل من فُقَراء المسلمين من الأنصار يقال له الحثحاث أبو عقيل، فقال: يا رسول الله، بت أجر الجَرِير على صاعين من تمر، فأما صاعٌ فأمسكته لعيالي، وأما صاع فها هو هذا؛ فقال المنافقون؛ إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل(*). وأخرجه ابنُ أبِي شَيْبَةَ، والطَّبَرَانِيُّ، أيضًا، والطبريُّ والْبَاوَرْدِيُّ، من طريق موسى بن عبيدة، عن خالد بن يسار، عن ابن أبي عقيل، عن أبيه ــ أنه بات يجر الجَرِير... فذكر الحديث. وموسى ضعيف، لكنه يتقوَّى بمرسل قتادة. وذكره ابْنُ مَنْدَه، من طريق سعيد بن عثمان البغوي، عن جدته بنت عديّ ــ أن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون أنه خرج بابنته عميرة وبزكاته صاع تمر... الحديث. وحكى أبُو عُمَرَ عن ابْنِ الكَلْبِيِّ أن اسمه عبد الرحمن بن بيحان من بني أسد، وقيل اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن ثعلبة بن بيجان، ويحتمل التعدد ولا سيما أنه في قصة ذاك نصف صاع، وفي قصة ذا صاع، ووقع لأبي خيثمة نحو ذلك، ذكره كعب بن مالك في حديثه الطويل في توبته، وهو في صحيح مسلم.)) ((جَثجاث، قيل هو اسم أبي عقيل صاحب الصَّاع. ضبطه السهيلي تبعًا لابن عبد البرِّ، وضبطه غيره بالحاء المهملة. وقيل اسمه غير ذلك)) ((جَبْجَاب ـــ بجيمين وموحدّتين)) ((الحَبحاب: قيل فيه بموحدتين، والأشهر بمثلثتين.)) ((حُباب، أبو عقيل: كذا وقع عند الطبرانيّ: والصّواب حَبْحَاب.)) ((عبد الرحمن بن بَيْجان: بموحدة ثم تحتانية ساكنة ثم جيم. وقيل بسين مهملة بدل الموحدة. وقيل بنون أوله وآخره حاء مهملة، أبو عقيل صاحب الصاع. نسبه ابن الكلبي إلى جَدّه الأعلى.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((عَبْدَ الرَّحْمنِ بنُ سَيْحان، وقيل: ابن سحان. وهو أَخو بني أُنَيْف ـــ وهم بطن من بَلِيّ ـــ الذي تَصَدَّق بالصَّاع، فَلَمَزَه المنافِقُون.)) أسد الغابة. ((سَهْل بن رافع بن خَديج بن رافع بن عديّ بن زيد بن جُشم بن حارثة)) الطبقات الكبير. ((رفاعة بن سَهْل: وقع عند النّووي في شرح مسلم أنه أَحَدُ ما قيل في اسم الذي تصدَّق بالصّاع فلمزَه المنافقون)) ((سهل بن رافع بن خَديج: بن مالك بن غَنْم بن سريّ بن سلمة بن أُنيف البلويَّ الأراشي، حليف بني عَمْرو بن عوف الأنصاريّ ـــ وقال ابن الكلبي في الجمهرة: هو صاحب الصَّاع الذي لمزه المنافقون، وكذا حكاه أبو عمر. قلت: تقدَّم في حرف الحاء أنه الحَبْحاب. والمحفوظ أنه أبو عقيل؛ فاختلف في اسمه.)) ((عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة بن بيجان بن عامر بن الحارث بن مالك بن أنيف ابن جُشَم البلوي؛ حليف بني جَحْجَبى من الأنصار، أبو عَقِيل ـــ بفتح العين، مشهور بكنيته، سيأتي في الكنى، ويقال: كان اسمه عبد العزى فغيَّره النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم. وذكره ابْنُ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فيمن شهد بَدْرًا. فأما ابنُ إسحاق فقال: أبو عَقيل من الأنصار. وأما موسى فقال: عبد الله بن ثعلبة أو عقيلة. وأما الْوَاقِدِيُّ فسماه عبد الرحمن، وقال: استشهد باليمامة بعد أَنْ أبلى بلاءً حسنًا. ومنهم مَنْ نسبه إلى جَدّ والده، فقال: عبد الرحمن بن بَيْجَان، ومنهم من أَبدل الموحدة أوله سينًا مهملة. وذكره ابن منده. وضبطها بعضُهم بنون وبدل الجيم حاء مهملة، ذكره ابن عبد البر. والأول هو المعروف؛ وهو صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون.)) ((عبد الرحمن بن سَيْجَان: بالسين المهملة وسكون التحتانية بعدها جيم، يأتي في عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة إن شاء الله تعالى. فأما عبد الرحمن بن سبحان بن أرْطأة المُحَاربي حَليف بني حَرْب بن أمية فهو شاعر كان في أيام معاوية، وله مع مروان بن الحكم وغيره أخبارٌ. ذكره المرزباني في معجم الشعراء ولم يذكر له صحبةً ولا إدراكًا. وذكر عمر بن شبة في أخبار مكة أن مروان جلَده في الخَمْر ثمانين، فكتب إليه معاوية يُنْكِرُ عليه، ويقول: إنما شرب مِن نبيذ أهل الشام، وليس بحرام، وأنكر عليه أيضًا تَرْكه مَن أخذه معاوية، وهو عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخرجه ابن منده وأبو نعيم.)) أسد الغابة.
((أمّه أسماء بنت زياد بن طَرَفة من النّمِر بن قاسط.))
((وَلَدَ سهلُ بن رافع: المنذرَ، وعمرانَ لا عقب له، وسليمانَ، ومحمدًا، وعائشة، وأمَّ عيسى، وأمّ حُميدة وأمّهم أمّ المنذر بنت رفاعة بن خديج بن رافع بن عديّ بن زيد بن جشم بن حارثة‏.)) الطبقات الكبير.
((صاحب الصاع، وقيل: صاحب الصاعين)) ((هو الذي لمزه المنافقون لما جاء بصاع من تمر صدقة، فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ} [التوبة/ 79] الآية، روى سعيد، عن قتادة في قوله عز وجل: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}، قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذا نصف مالي أتيتك به، وتركت نصفه لعيالي، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "بَارَكَ الله لَكَ فِيمَا أَعْطَيْتَ وَمَا أَبْقَيْتَ" ذكره الهيثمي في الزوائد 7/ 32. والهندي في الكنز حديث رقم 3633.، فلمزه المنافقون، وقالوا: ما أعطى إلا رياء وسمعة، وأقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار، يقال له: الحبحاب أبو عقيل؛ فقال: يا نبي الله، بِتّ أجرُ بالجَرِير على صاعين من تمر؛ فأما صاع فأمسكته لأهلي، وأما صاع فها هو ذا؛ فقال له المنافقون: إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، فأنزل الله، عز وجل: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة/80] الآية.(*))) ((روى خالد بن يَسَار عن ابن أَبي عَقِيل، عن أَبيه: أَنه بَاتَ يَجُرَّ بالجَرِير على ظهره على صاعين من تمر، فترك أَحدهما في أَهله، وجاءَ بالآخر يتقرب به إِلى الله عز وجل.. فأَخبره به النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "اجْعَلْهُ فِي تَمْرِ الْصَّدَقَةِ" فقال المنافقون: إِن الله لَغَنِيّ عن تمر هذا. وسخروا منه، وجاءَ عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله ـــ أَربعة أَلف درهم، وأَربعمائة درهم ـــ وجاءَ عاصم بن عدي بمائة وسق تمر، فقال المنافقون: هذا رِيَاء، فأَنزل الله عز وجل: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}... الآية.(*))) أسد الغابة. ((أبو عَقيل جاء بصاع تمر فقال‏:‏ مالي غير صاعين نقلت فيهما الماء على ظَهْرِي حبست أحدهما لعيالي، وَجِئت بالآخر، فقال المنافقون؛‏ إن الله لغنيٌّ عن صاع هذا.(*))) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((روى محمد بن السائِب، عن أَبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة/ 79] أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خطبهم ذات يوم، فرغبهم في الصدقة وحَثَّهُم عليها، فجاءَ أَبو عَقِيل ـــ واسمه: عبد الرحمن بن سحان ـــ أَخو بني أُنيف بصاع من تمر، فقال: يا رسول الله، بت ليلتي كُلَّها أَجُرُّ بالجَرِير حتى نلت صَاعَيْن من تمر، أَما أَحدهما فأَمسكته لعيالي، وأَما الآخر فأَقرضته لربي عز وجل. فأَمره النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَن يَنْثُرَه في تمر الصدقةِ، فلمزه المنافقون. فنزلت هذه الآية.(*) روى بشر بن عبد اللّه بن مكنف بن محيصة، عن سَهْل بن أَبي حَثْمَة: أَن النبي صَلَّى الله عليه وسلم خرج ومعه عبد الرحمن بن سحان، فنهشته حَيّة، فرقاه عمرو بن حزم. أَخرجه ابن منده وأَبو نعيم، فأَما أَبو نعيم فقال: إِن الحية نهشت هذا عبد الرحمن، وذكر في عبد الرحمن بن سهل أَنه هو الذي نهشته الحية. وأَما ابن منده فلم يذكره إِلا في هذا، والله أَعلم.)) أسد الغابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال