تسجيل الدخول


زيد الخيل بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد رضا بن أفصى بن المختلس بن...

زيد الخيل، وقيل: زَيْدُ بن مهلهل بن زَيد، وقيل: ابن مُهلهل بن يزيد الطائي النبهاني.
قال الْمَرْزَبَانِيُّ: اسم أمه قوسة بنت الأثرم الكليْبَة. وكان لزيد من الولد مِكْنَف بن زَيْد الخيل وبه كان يُكَنَّى وقد أسلَم، وصَحِب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد، وكان له بلاء، وحريث بن زيد الخيل وكان فارسًا وقد صحب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وشهد الرّدةَ مع خالد بن الوليد وكان شاعرًا، وعُروة بن زيد شَهِد القَادِسِيّة وقُسَّ النّاطِف ويوم مِهْرَان فأبلَى وقال في ذلك شعرًا.
قدم وفد طَيِّئ في سنة تسع على النبي صَلَّى الله عليه وسلم خمسةَ عشرَ رجلًا، رأسُهم وسيدُهم زيْدُ الخيل، فعرَض عليهم الإسلام فأسلَموا، ثم قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَا ذُكِر لي رَجُلٌ من العرب إلا رأيتهُ دُونَ ما ذُكِر لي إلا ما كان من زيد فإنه لَمْ يَبْلُغْ كُلَّ ما فيه"، فقال: يا رسول الله، إني أتيتك من مسيرة تسع، أنْصَبْتُ راحلتي، وأسهرتُ ليلي، وأظمأت نهاري، أسألك عن خصلتين، فقال له النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "مَا اسْمُكَ"؟ قال: أنا زيد الخيل، قال: "بَلْ أَنْتَ زَيْدُ الخَيْرِ، فَسَلْ"، قال: أسألك عن علامة اللّه فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "كيف أصبحت"؟ فقال: أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به، فإن عملتُ به أثبت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حَزنتُ عليه، فقال له النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "هَذِهِ عَلَامَةُ اللَّهِ فِيمَنْ يُرِيدُ، وَعَلَامَتُهُ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ، وَلَوْ أَرَادَكَ بِالأُخْرَى لَهَيَّأَكَ لَهَا، ثُمَّ لَا يُبَالِي اللَّهُ فِي أَيِّ وَادٍ هَلَكْتَ"، وقَطَع له فَيْد وأرضين وكتب له بذلك كتابًا، وكان من قول زيد يوم قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم: الحمدُ لله الذي أيدنا بك، وعصم لنا ديننا بك، فما رأيتُ أخلاقًا أحسن من أخلاق تدعو إليها، وقد كنتُ أعجب لعقولنا واتباعنا حجرًا نعبده يسقط منا فنظل نطلبه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "وزيادة أيضًا"، يعني بذلك الإيمان أيضًا أكثر، و أجاز رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وفد طيئ بخمس أواقي فِضة، وأعطى زيد الخير اثنتي عشرة أوقية وَنشًّا، وهي كانت أرفع ما يجيز به.
وكان زيد الخليل من أجمل الناس، وأحدَ شعراء الجاهلية وفُرسانهم المعدودينَ، وكان جسيمًا طويلًا موصوفًا بحُسْن الجسم وطول القَامة، وهو القائل:
وَخَيْبَةُ مَنْ يَخبُّ عَلَى غَنِيٍِّ وَبَاهِلَةُ بْنُ يَعْصُرَ والرِّكَابُ
قال أَبُو عُبَيْدَة: أراد وصفهم بعدم الامتناع والجبن، فإذا خابَ مَنْ يريد الغنيمة منهم كان غاية في الإِدبار. وكان شاعرًا محسنًا، خطيبًا لسنًا، شجاعًا كريمًا، وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة؛ لأن كعبًا اتهمه بأخذ فرس له، وكان من المؤلفة قلوبهم؛ روى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ عليًا بعث إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بذُهَيْبَة في أَدِيم مقْروظ لم تحصل من تربتها، فقسمها بين أربعة: الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر، وزيد الخيل، وعلقمة بن عُلاثة.. الحديث.
قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ليس يروى عنه حديث.
ولما خرَج زيد من عند النبي صَلَّى الله عليه وسلم، والمدينةُ وَبيَّة قال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "إنْ ينجُ زيد من أمّ مِلْدَم"، وفي رواية أخرى: "إِنْ يَنْجُ زَيْدٌ مِنْ حمَّى الْمَدِينَةِ فَإِنَّهُ غَالِب" فأصابته الحمى بماءٍ يقال له قردة، فمات به(*). وقال ابْنُ دُرَيْدٍ في "الأخبار المنثورة": عن أبي مِخْنَف، قال: أقام بقَردة ثلاثة أيام ومات، فأقام عليه قَبيصة بن الأسود بن عامر المناحة سنة، ثم توجّه براحلته ورَحْله، وفيها كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فلما رأت امرأته الراحلةَ ليس عليها زيد ضربتهَا بالنّار فاحترفت فاحترق الكتاب، وأنشد له وثيمة في "الردة"، قال: وبعث بها إلى أبي بكر:
أُمَامُ أَمَا تَخْشَيْنَ بِنْتَ أَبِي نَصْرِ فَقَدْ قَامَ
بِالأمْـرِ الجَلِيِّ أَبُـو بَكْرِ
نَجِيُّ رَسُولِ اللهِ فِي الغَارِ وَحْدَهُ وَصَاحِبُهُ الصِّدِّيقُ فِي مُعْظَمِ الأمْر
قال ابن حجر العسقلاني: "وهذا إن ثبت يدل على أنه تأخرت وفاتُه حتى مات النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم". قال أَبُو عُمَرَ: وقيل: بل مات في خلافة عمر.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال