تسجيل الدخول


عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله

عبد الله بن أبي أُمَيَّة بن المُغِيرَة المخزوميّ:
أمّه عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم، عمةُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان اسم أبي أمية بن المغيرة: سُهيل، وقيل: حُذيفة، وقيل: سهل، وكان يقال لأَبيه أَبي أُمية: زادُ الركب. وزعم الكلبي أَن أَزواد الركب من قريش ثلاثة: زمعة بن الأَسود بن المطلب؛ قتل يوم بدر كافرًا، ومسافر بن أَبي عَمْرو بن أُمية، وأَبو أُمية بن المغيرة، وهو أَشهرهم بذلك؛ وِإنما سُمُّوا زاد الركب لأَنهم كانوا إِذا سافر معهم أَحد كان زاده عليهم، وقال مصعب والعدوي: لا تعرف قريش زاد الركب إِلا أَبا أُمية وحده، وكان لعبد الله بن أبي أُمَيّة من الولد: عبدُ الله، وسليمانُ دَرَجَ؛ وأمهما أم عبد الله بنت طارق بن عامر، وخديجةُ؛ وأمّها رَيْطَةُ بنت هِشَام بن المُغِيرة.
كان أشدَّ قريش عداوةً لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأشدّه مبادَاةً بردّ ما جاء من عند الله، وكان يُعرّض لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالأذى، وهو الذي قال للنبي صَلَّى الله عليه وسلم: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا. أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ‏}‏ [الإسراء: 90 ـــ 93‏] ‏الآيات، وكان مؤذيًا للمسلمين جماعةً، وكان يوضع في كل مسير تسيره قريش لقتال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلما كانت عُمْرة القَضِيَّةِ ودخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكة، خرج فنزل بعلي عَلَى عشرة أميال من مكة، فأقام حتى خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَكَانَ مَنْ مَرَّ به يَسْتَخْبِره عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وعَمَّنْ معه من المسلمين فَيُعَيِّبُون، ويُصَغِّرون الأمرَ، حتى مرّ به رجلٌ من بني بكر بن هَوَازِن، فسأله؟ فقال: يا أبا محمد، الصدق أحبّ إليك أم الكذب؟ قال: بل الصدق وما خيرٌ في الكذب، فَأَخْبَرَهُ عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم والمسلمين، وعن قوتهم وصِحَّتِهم وجماعاتهم وعُلُوِّ أمرهم، قال: فعرفت كل ما قال، ووقع مني كل موقع، وندمت على ما سلف مني، وَدَخَلَنِي الإسلامُ؛ فقلت: ما أرى محمدًا يَقْبَل مِنِّي، ثم عُزِمَ لِي عَلَى الخروج إليه، فلقيتُ أبا سفيان بن الحارث فإذا رأيه مثل رأيي، فخرجنا جميعا نريدُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالمدينة، فلقيناه بنيقِ العُقَاب؛ فيما بين السُّقْيَا والعَرْج، ولم نكن شعرنا بخروجِه لغزوة الفتح، وذلك أَنّ الأخبار طُوِيَتْ عن أهل مكة، فتلقاه، فأعرض عنه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مرة بعد مرة، فطلبنا الدخول عليه فَأَبَى أن يُدْخلنا، فدخل على أُخته وسألها أَن تشفع له، فشفعت له أُخته أُمّ سلمة، وهي أُختُه لأبيه، فقالت: يا رسول الله صِهْرُك وابنُ عَمِّك وابن عَمَّتِك وأخوك من الرَّضَاعة ــ تعنى أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ــ وقد جاء الله بهما مُسْلِمَيْنِ لا يكونا أشقى الناس بك! فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لا حَاجَةَ فِيهمَا، أمَّا ابْنُ عمِّي فهتَكَ عِرْضِيِ، وأما ابْن عمَّتى فَقَالَ لِي بِمَكةَ مَا قَالَ"، فقالت: إنما هو من قومك ما هو، وكل قريش قد تكلم ونزل القرآن فيه، وقد عفوت عَمَّنْ هو أعظم جُرْمًا منه وأنت أحقُ الناس عَفَا عن جرمه، وَقَالَ عَلي لأبِي سُفْيَانَ: ائْتِ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم من قِبَل وَجْهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف؛ ففعل، وقال عبد الله: إنَّما جئت لأُصَدِّقك وأُومِنُ بك، وَلِي مِنَ القَرَابَةِ مَالِي والصِّهْرِ بِكَ، وجعلتْ أُمُّ سَلَمَةَ تكلمهُ وتُرَقِّقُهُ عليهما، فرقّ رسول الله صََّلى الله عليه وسلم لهما، فقال: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيومَ} [يوسف: 92]، ثم أذن لهما فأسلما وَكَانَا جميعًا حَسَنَى الإسلام، فدخلا وأسلما وشَهِدا الفَتْح وحُنَينًا والطائف، ورُمي يوم الطّائف بسهم فقتله يومئذٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: له صحبة: وله ذكر في الصحيحين. وله حديثٌ في الصحيح أنه قال لأبي طالب: "أتَرْغَبُ في ملَّةِ عبدِ المطلب..." الحديث في قصة موت أبي طالب، وقال له هِيت المخنّث عند أُم سلمة: يا عبد اللّه، إِن فَتَحَ الله الطائف فإِني أَدلك على ابنة غيلان، فإِنها تُقْبِلُ بأَربع وتُدْبِرُ بثمان، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "لاَ يَدْخُلْ هَؤُلاَءِ عَلَيْكُنَّ"(*) أخرجه مسلم في الصحيح 4 / 1715 كتاب السلام (39) باب (13) حديث رقم (32 / 2180)، وابن ماجة في السنن 1 / 613 كتاب النكاح (9) باب في المخنثين (22) حديث رقم 1902، وأحمد في المسند 6 / 152.. روى مسلم عن عبد اللّه بن أَبي أُمية: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم يصلي في بيت أُم سلمة، في ثوب واحد ملتحفًا به، مخالفًا بين طرفيهأخرجه مسلم في الصحيح كتاب الصلاة..
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال