تسجيل الدخول


عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي

عَبْدُ اللّه بنُ بُدَيْل بنِ وَرْقاءَ الخُزاعِي:
أَخرجه ابن عبد البر، وابن منده، وأبو نعيم. وقال ابن منده: "ذكر في كتاب "الطبقات" في الأَصبهانيين هذا القدر". وأسلم عَبْدُ اللّه مع أَبيه قبل الفتح، وشهد حُنينًا والطّائف، وتبوك، والفتح، وقيل‏:‏ بل هو وأَخوه من مُسلمة الفتح، والأول هو الصحيح.
وكان عبد الله بن بُديل في صِفّين مع علي ــ وكان من أَفاضل أَصحابه وأَعيانهم ــ ومعه أخوه عبد الرحمن، وكان عبد الله على الرحال فخطب في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ثم قال:‏ ألَا إنّ معاوية ادَّعَى ما ليس له، ونازع الأمرَ أهلَه، ومَنْ ليس مثله، وجادل بالباطل ليدحض به الحقَّ، وصال عليكم بالأحزاب، والأعراب، وزيَّن لهم الضلالةَ، وزرع في قلوبهم حُبَّ الفتنة، ولبّس عليهم الأمر، وأنتم ــ والله ــ على الحقِّ، على نُورٍٍ من ربّكم وبُرْهان مبين، فقاتلوا الطّغَاة الجفاة: ‏{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ‏} [‏التوبة:15] وتلا الآية‏،‏ قاتلوا الفئةَ الباغية الذين نازعوا الأمرَ أهلَه، وقد قاتلتموهم مع رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فوالله ما هم في هذه بأزكى ولا أَتْقى ولا أَبرّ، قوموا إلى عدوِّ الله وعدوِّكم، رحمكم الله، وقاتل وعليه دِرْعان وسيفان، وكان يضرب أَهل الشّام وهو يقول‏:
لَمْ يَبْقَ إِلَّا الصَّبــْــــــــــرُ وَالتَّـــــوَكُّــــــلُ ثُمَّ التَّمَشِّي فِي الـــــرَّعِيـــلِ الأَوَّلِ
مَشْيَ الْجِمَالَةِِ فِي حِيــَـاضِ الْمَنْهَلِ وَاللَّهُ يَقْـــــضِي مــَــا يَشـَـاءُ وَيَفْعَلُ
فلم يزل يضربُ بسيفه حتى انتهى إلى معاوية، فأزاله عن موقفه، وأزال أَصحابَه الذين كانوا معه، وكان مع معاوية يومئذ عبد الله بن عامر واقفًا، فأقبل أصحابُ معاوية على ابن بديل يَرْمُونه بالحجارة حتى أثْخَنوه، وقُتل، فأقبل إليه معاوية وعبد الله بن عامر معه، فألقى عليه عبد الله بن عامر عمامته غطى بها وجهه، وترحّم عليه، فقال معاوية‏: ‏ اكشفوا عن وجهه، فقال له ابن عامر‏:‏ والله لا يمثّل به وفيّ رُوح، وقال معاوية‏:‏ اكشفوا عن وَجْهِهِ، فقد وهبناه لك، ففعلوا، فقال معاوية‏:‏ هذا كبش القوم وربِّ الكعبة، اللهم أَظفر بالأشتر، والأشعث بن قيس، والله ما مثل هذا إلا كما قال الشّاعر:
أَخُو الحَرْبِِ إِنْ عَضَّتْ بِهِ الحَرْبُ عَضَّهَا وَإِنْ شَمَّرَتْ يَوْمًا بِهِ الحَرْبُ شَمَّراَ
كَـَلَيْثٍ هـِــــزَ بْـــــرٍ كَانَ يَحْمِـــــي ذِمَــــارَهُ رَمَتْـهُ المَنَـايَـا قَــــصْدَهـــا فَتَقَطَّــراَ
ثم قال معاوية‏:‏ إن نساءَ خزاعة لو قدرت أَن تقاتلني فضلًا عن رجالها لفعلت، وقُتل أخوه عبد الرحمن أيضًا بها.
قَالَ الزهري: ثارت الفتنة ودُهاة الناس خمسة؛ فمن قريش معاوية وعمرو؛ ومن ثقيف المغيرة؛ ومن الأنصار قيس بن سعد، ومن المهاجرين عبد الله بن بُديل بن وَرقاء. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبّان في "ثقات التّابعين". كان سيدَ خُزاعة، وخزاعة عَيْبة رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم‏، وكان من وجوه الصّحابة، كان له قَدْرٌ وجلالة، وهو الذي صالح أَهل أصبهان مع عبد الله بن عامر، وكان على مقدمته، وذلك في زمن عثمان سنة تسع وعشرين من الهجرة‏‏، وكان له نخل كثير.
قَالَ ابْنُ الكَلْبِيُّ: كان هو وأخوه عبد الرحمن رسولَيْ رسولِ الله صَلّى الله عليه وسَلّم إلى اليمن(*). قال يسار بن عوف: لما قدم عبيد الله بن عمر الكوفة أتيته أنا وعبد الله بن بُدَيل، فقال له عبد الله بن بديل: اتق الله يا عبيد الله، لا تهرق دمك في هذه الفتنة، قال: وأنتَ فاتّقِ الله، قال: إنما أطلب بدم أخي، قُتِل ظلمًا، فقال: وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم، قال: فلقد رأيتهما قتيلين بصفِّين ما بينهما إلا عرض الصف.
قال أَبُو نُعَيْم قولًا غريبًا: إنه كان في زمن عمر صبيًّا صَغِيرَ السنّ، وإنه قتل وهو ابنُ أربع وعشرين سنة. وقال ابن حبان: قُتِل يومَ صِفّين في أصحاب علي. وقيل: قُتل يومَ الجمل. وَوَصْفُ الزُهْرِي له بأنه من المهاجرين يَرُدّ جميع ذلك. وقال ابن حجر العسقلاني: وفي الرّواة عبد الله بن بُدَيل الخزاعي متأخر، يَرْوِي عن الزّهري، وعَمْرو بن دينار، وهو حفيد هذا أو ابن أخته، وروى عنه أبو عامر العَقَدي، وأبو داود الطيالسي، وزيد بن الحُبَاب، وغيرهم.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال