1 من 2
عبد الله بن زيد: بن ثعلبة بن عبد الله بن ثعلبة بن زيد من بني جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري رائي الأذان. كذا نسبه أبو عُمر، فزاد في نسبه ثعلبة، والمعروف إسقاطه. بدري عَقَبي.
قَالَ التّرْمِذِيُّ: لا نعرف له عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا يصحُّ إلا هذا الحديث الواحد. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا نعرف له شيئًا يصح غيره، وأطلق غَيْرُ واحد أنه ليس له غيره، وهو خطأ، فقد جاءت عنه عدةُ أحاديث ستة أو سبعة جمعتها في جزء مفرد.
وجَزَمَ البَغَوِيُّ بأن ما له غير حديث الأذان، وحديثه عند التّرمذي من رواية ابنه محمد بن عبد الله، وصحَّحه. وفي النّسائي له حديثٌ: أنه تصدق على أبويه ثم توضّأ.
وقد أخرج البخاري في التاريخ مِنْ طريق يحيى بن أبي كثير، إن أبا سلمة حدثه أن محمد بن عبد الله بن زَيْد حدثه أن أباه شهدَ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم عند المنحر، وقد قسم النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم الضحايا فأعطاه من شعره... الحديث.
قَالَ المَدائِنِيُّ، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن حَنْطَب، عن محمد بن عبد الله بن زيد: مات أبي سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابنُ أربع وستين، وصلَّى عليه عثمان.
وَقَالَ الحَاكِمُ: الصحيح أنه قُتل بأحد، فالرواياتُ كلها منقطعة. انتهى.
وَخَالَفَ ذَلِكَ في "المُسْتدْرَكِ"، وفي الحلية في ترجمة عمر بن عبد العزيز بسندٍ صحيح عن عبد الله العمري، قال: دخلَتْ ابنةُ عبد الله بن زيد بن ثعلبة على عُمر بن عبد العزيز فقالت: أنا ابنة عبد الله بن زيد شهِد أَبي بدرًا وقُتل بأحد، فقال: سَلِيني ما شئت فأعطاها.
(< جـ4/ص 84>)
2 من 2
عبد الله بن زَيْد بن عمرو بن مازِن الأنصاري.
ذَكَرَهُ البَغَوِيَّ، وَابْنُ مَنْدَه، وهو وهْم فأما البغوي فقال: سكن المدينة روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأذان، ثم ساق الحديث مِنْ طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد؛ قال: "رَأَيْتُ فِي الْمَنامِ رَجُلًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ..." الحديث.(*)
وهذا هو عبد الله بن عبد ربه الماضي في الأول، أخطأ في نسبه وفي جَعْلِه اثنين.
وقد أخرج حديثَ الأذان من طريق الأعمش، بهذا السند، ابنُ خزيمة وغيره من مسند عبد الله بن زيد بن عبد ربه. وأخرج الترمذي بَعْضَه من هذا الوجه، ومِنْ رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة كذلك.
وَأما ابْنُ مَنْدَه، فقال: ذكره ابن إسحاق في المغازي، وأنه كان على النفل يوم بَدْر، ثم ساق ذلك، وهو خطأ أيضًا؛ وإن الذي عند ابن إسحاق إنما هو عبد الله بن كعب بن زَيْد، من بني عمرو بن مازن بن النجار، وعمرو بن مازن جدُّه الأعلى لا والد أبيه، وسقط كعب بين عبد الله وزيد، فخرج منه هذا الوَهْم.
وقد تعقبه أبو نعيم، فقال: وهم فيه وصحّف؛ فأما الوهم ففي إسقاط كعب، وأما التصحيف ففي قوله ثقل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالمثلثة والقاف، وإنما كان على النفل بالنون والفاء، جعل إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم القيام على النفل الذي هو الغنائم مقْفله من بَدْر إلى المدينة.
وقد ذكره ابْنُ مَنْدَه في عبد الله بن كعب على الصواب.
(< جـ5/ص 146>)