تسجيل الدخول


الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي

الفَضْلُ بن العَبَّاس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي:
كان يُكنى أبا العباس، وأبا عبد الله؛ ويقال: كنيته أبو محمد، وبه جزم ابن السكَن، وهو ابن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان أكبرَ إخوته أبناءِ العباس، وبه كان يُكنى أبوه العباس، وأمُّه كذلك؛ فهي أمّ الفضل لبابة الصغّرى بنت الحارث بن حزن الهلالية، من بني هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية، وهي أخت ميمونة زوج النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهي أم إخوت الفضل.
في صحيح مسلم أنَّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم زوَّجَه وأمْهَر عنه، وسمَّى البغوي امرأته صفية بنت محميةَ بن جَزْء الزبيدي، فولد الفضل بن العبّاس أمّ كلثوم ولم يلد غيرها؛ وأمُّها صفيّة بنت مَحْمِيَةَ بن جَزْء الزّبيديّ، من سَعْد العشيرة، من مَذْحِج، وفي بعض حديثه في حجة الوداع: لما حجب وجهه عن الخثعمية: "رأيتُ شابًّا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان"، ولم يترك الفضل ولدًا إِلّا أم كلثوم، تزوَّجها الحسن بن علي رضي الله عنهما، ثم فارقها، فتزوَّجها أبو موسى الأشعريّ، وكان الفضل أجمل النّاس وجهًا، وكان رجلًا حسن الجسم تُخاف فِتَنُه على النساء.
وغزا الفضل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكَّة، وحُنينًا، وثبت معه يومئذ، وشهد معه حَجَّة الوداع، وكانَ رديفه يومئذ، وشهد غسلَه صَلَّى الله عليه وسلم، وهو الذي كان يصب الماء على عليّ يومئذ، وقد أردفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وراءه، فيقال: رِدْف رسول الله. وقال ابن عبّاس: كان الفضل بن عبّاس رديف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومَ عَرَفَة، قال: فجعل الفتى يَلْحَظُ النساء وينظر إليهن، قال: وجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يصرف وجهه بيده من خلفه مرارًا. قال: وجعل الفتى يلاحظ إليهنّ، قال: فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ابنَ أخي إنّ هذا يومٌ مَنْ مَلَكَ فيه سَمْعَه وبَصَرَه ولسانَه غُفِرَ له"(*). وقال عبد الله بن عبيد: أردف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الفضل بن عبّاس يومَ عرفة وكان رجلًا حسن الجسم تُخاف فِتَنُه على النساء، قال فحدّث الفضل أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لم يزل يُلبّي حتى رمى جمرة العقبة(*). وعن ابن عبّاس أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أردف الفضل بن عبّاس من جَمْعٍ إلى مِنًى(*).
وله أحاديث، روى عنه أخواه: عبد الله، وقثَم؛ وابن عمه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو هريرة، وابن أخيه عباس بن عبيد الله بن العباس، وعُمير مولى أم الفضل، وسليمان بن يسار، والشعبي وغيرهم. وأخرج ابْنُ شَاهِين في ترجمته من رواية العباس والده عنه حديثًا. وأخرج البغوي من طريق يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل؛ قال: جاءني رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "خُذْ بيدي"، وقد عصب رأسه، فأخذْتُ بيده، فأقبل حتى جلس على المنبر؛ فقال: "نادِ في الناس" فصِحْتُ فيهم، فاجتمعوا له... فذكر الحديث(*).
واختلف في سنة وفاته؛ فقَالَ الْوَاقِدِيُّ: مات في طاعون عَموَاس، وتبعه الزبير، وابن أبي حاتم: وقال ابن السكن: قُتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر، وقيل:‏ بل قُتِل يوم مَرْج الصّفَّر، وذلك أيضًا سنة ثلاث عشرة، إلا أنّ الأمير كان يوم مَرْج الصّفَّر خالد بن الوليد، وبأجنادين كانوا أربعة أمراء: عمرو بن العاص، وأبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، كلٌّ على جنده، وقد قيل:‏ إن عمرو بن العاص كان عليهم جميعًا يومئذٍ، وقيل: قتل الفضل باليرموك. وَذَكَرَ ابْنُ فَتْحُون أنه وقع في "الاستيعاب": قُتِل الفَضْل يوم اليمامة سنة خمس عشرة، وتعقّبه بأن قال: لا خلاف بين اثنين أنّ اليمامة كانت أيام أبي بكر سنة إحدى أو اثنتي عشرة. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مات بناحية الأرْدُن في خلافة عمر. وجزم البخاري بأنه مات في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال