1 من 1
روى ابن إِسحاق، عن قتادة بن النعمان قال: كان بنو أَبيرق ـــ رهط من بني ظفر ـــ وكانوا ثلاثة: بُشَير، وبِشْر، ومُبَشِّر، وكان بُشير يكنى أَبا طعمة، وكان شاعرًا منافقًا، وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم يقول: قاله فلان، فإذا بلغهم ذلك قالوا: كذبَ والله عَدو الله، ما قاله إلا هو، وكان عمي رفاعة بن زيد رَجُلًا موسرًا، أَدركه الإِسلام، وقد عَسَا، وكان الرجل إذا كان له يسار فَقَدِمت عليه هذه الضافطة من الشام تحمل الدَّرْمَك ـــ والضفّاطُ الذي يجْلِبُ المِيرةَ والمَتاعَ من أرض إلى أرض، والدرمك: الدَّقِيقُ المُحَوَّرُ ـــ فابتاع لنفسه، وأَما العيال فإِنما كان يُقيتهم الشعير، فقدمت ضافطة ـــ وهم الأَنباط ـــ تحمل دَرْمَكا، فابتاع رفاعة لنفسه منها حملين، فجعلهما، في عِلِّية له، وكان في عِلِّيَّتِهِ درعان وما يصلحهما من آلتهما، فتَطَرَّقه بُشَير من الليل، فأَخذ الطعام والسلاح، فلما أَصبح عَمِّي بعث إلي فأَتيته، فقال: أُغِير علينا هذه الليلة، فَذُهبَ بطعامنا وسلاحنا! فقال بُشير وإِخوته: والله ما صاحب متاعكم إلا لبيد بن سهل، رجل منا، كان ذا حسب وصلاح، فلما بلغه ما قالوه، أَصّلَت السيف، ثم أَتى أبيرق فقال: أَنا أَسرق؟ فوالله ليُخالطنكم هذا السيف أو ليبِينن مَن صاحب هذه السرقة، فقالوا: انصرف عنا، فوالله إِنك منها لبريء، وأَنزل الله عز وجل الآيات: {إَِّنا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 105]، إلى قوله تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [النساء: 112].