1 من 2
عَمْرُو بْنُ سَهْلٍ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ
(س) عَمْرو بن سَهْل بن الحَارِث بن عُرْوة بن عبد رزاح بن ظَفَر بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأَوس الأَنصاري الأَوسي ثمّ الظفري، أَبو لبيد.
صحب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم واستشهد يوم الجِسْر، وهو الذي برأَه الله عز وجل في كتابه العزيز في دِرْع اتُّهم بها، فأَنزل الله عز وجل: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا}... [النساء/ 112] الآية، فدعاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وقال: "قَدْ بَرَّأَكَ الله"(*).
أَخرجه أَبو موسى، وقال: أَورده الحافظ أَبو زكريا.
قلت: كذا قال "كنيته أَبو لبيد" وهو وهم، وإِنما هو لبيد بن سهل، وهو الذي قال عنه أَبو أُبَيرق: إِنَّه سَرَق طعام رفاعة بن زيد، عم قتادة بن النعمان ودِرْعه، وهم كانوا سرقوه، فبرَّأَه الله عز وجل.
أَنبأَنا إِسماعيل بن علي وغيره قالوا بإِسنادهم عن محمد بن عيسى قال: أَنبأَنا الحسن ابن أَحمد بن أَبي شعَيْب الحَرَّاني، حدّثنا محمد بن سَلَمَة، حدثنا محمد بن إِسحاق، عن عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن أَبيه، عن جَده قتادة بن النعمان قال: كان أَهل بيت منا يقال لهم: بنو أُبيرق.. وذكر حديث سرقة طعام رفاعة ودرعه، فقال بنو أُبيرق: ما نرى صاحبكم إِلا لبيد بن سهل، رَجُلًا منا له صلاح وإِسلام، فلمّا سمع لبيد اخترط سيفه..." أخرجه الترمذي في السنن 5 / 219 كتاب تفسير القرآن باب و من سورة النساء (5) حديث رقم 3018. الحديث.
وهو مذكور في كتب التفسير في سورة النساء، وقد ذكره جميع من صَنَّف في الصحابة في لبيد، وكذلك أَهل النسب، فلا أَدري من أَين علم أَبو زكريا أَن أَبا لبيد كنية عمرو؟ ولا شك أَنه قد نقله من نسخة سقيمة، والله أَعلم.
(< جـ4/ص 226>)
2 من 2
لَبِيْدُ بْنُ سَهْلٍ
(ب د ع) لَبِيدُ بنُ سَهْل الأَنْصَارِيّ.
قال أبو عمر: لا أدري من أنفسهم أو حليف لهم. له ذكر في قصة بني أَبيرق.
أَنبأَنا أَبو جعفر بن السَّمين بإِسناده عن يونس بن بُكير عن [[ابن]] إِسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أَبيه، عن جده قتادة بن النعمان قال: كان بنو أَبيرق ـــ رهط من بني ظفر ـــ وكانوا ثلاثة: بُشَير، وبِشْر ومُبَشِّر، وكان بُشير يكنى أَبا طعمة، وكان شاعرًا منافقًا، وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم يقول: قاله فلان. فإذا بلغهم ذلك قالوا: كذبَ والله عَدو الله، ما قاله، إلا هو. وكان عمه رفاعة بن زيد رَجُلًا موسرًا، أَدركه الإِسلام، وقد عَسَا، وكان الرجل إذا كان له يسار فَقَدِمت عليه هذه الضافطة من الشام تحمل الدَّرْمَك، ابتاع لنفسه، وأَما العيال فإِنما كان يُقيتهم الشعير. فقدمت ضافطة ـــ وهم الأَنباط ـــ تحمل دَرْمَكا، فابتاع رفاعة لنفسه منها حملين، فجعلهما، في عِلِّية له، وكان في عِلِّيَّتِهِ درعان وما يصلحهما من آلتهما، فتَطَرَّقه بُشَير من الليل، فأَخذ الطعام والسلاح. فلما أَصبح عَمِّي بعث إلي فأَتيته، فقال: أُغِير علينا هذه الليلة، فَذُهبَ بطعامنا وسلاحنا! فقال بُشير وإِخوته: والله ما صاحب متاعكم إلا لبيد بن سهل ـــ رجل منا، كان ذا حسب وصلاح ـــ فلما بلغه ما قالوه: أَصّلَت السيف، ثم أَتى أبيرق فقال: أَنا أَسرق؟ فوالله ليُخالطنكم هذا السيف أو ليبِينن مَن صاحب هذه السرقة. فقالوا: انصرف عنا، فوالله إِنك منها لبريء... وذكر الحديث ـــ وقد تقدّم ذكره ـــ وأَنزل الله عز وجل الآيات: {إَِّنا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء/106]، إلى قوله تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [النساء/111]، قولهم للبيد.
أَخرجه الثلاثة.
قلت: قد ذكر ابن الكلبي نسب لبيد فقال: هو ابن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظَفَر، وهو الذي اتهم بالدرع، وعَجَب لأَبي عمر، كيف يقول: "لا أدري أهو من أنفسهم أو حليف"، مع علمه بالنسب؟!.
(< جـ4/ص 485>)