أبو حسنة الخزاعي
((نَاجيَةُ بنُ كَعْب الخُزَاعي، وناجية بن جُنْدَب الأَسلمي. فرق بينهما ابن شاهين، وجمع بينهما أَبو نُعَيم. وأَورد ابن منده أَحدهما. أَخرجه أَبو موسى كذا مختصرًا. قلت: هذا كلام أَبي موسى، فأَما قوله إِن أَبا نُعَيم جمع بينهما، فإِن أَبا نعيم لم يقل في أَحدهما "خزاعي" و"أَسلمي" فلو جعلهما من قبيلتين للزمه أَن يفرق بينهما، إِنما قال كما ذكرناه في ترجمة "ناجية بن جندب بن كعب"، قال: "وقيل: ناجية بن كعب بن جندب" وذكر نسبه، ثم قال: "الأَسلمي"، فعلى هذا هو واحد، وقد اختلفوا في نسبه، وقد فعلوا هذا كثيرًا، وعلى ما ذكـــره ابن شاهين أَحدهما أَسلمي والثاني خزاعي، فيكونان اثنين، لاختلاف الأَب والقبيلة، والله أَعلـم.)) أسد الغابة. ((أبو حسنة الخُزَاعي.))
((قال مالك في الموطأ، عن هشام بن عروة، عن أبيه: إن ناجية صاحب هدي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سأله كيف يصنع بما عطب من البُدن، فأمره أن ينحر كلّ بدنة عطبت، ثم يلقى نعلها في دمها ويخلي بينها وبين الناس.... الحديث. وكذا رواه شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، وحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَأَبُو خَالِدٍ الأحْمَرُ؛ وقال وكيع، عن هشام، عن أبيه،ـ عن ناجية: أخرجه أحمد، وتابع وكيعًا ابنُ عيينة، وعبدة، وجعفر ابن عون، وروح بن القاسم، وغيرهم، عن هشام. وأخرجه ابْنُ خُزَيْمة، مِنْ طريق عبدالرحيم بن سليمان، عنه بلفظ: حدثني ناجية. واختلف في وَصْله وإرساله على أبي معاوية ووهب بن خالد وغيرهما، ولم يسمِّ أحدٌ منهم والدَ ناجية، لكن قال بعضهم: الخزاعيّ، وبعضهم الأسلميّ؛ ولا يبعد التعدد؛ فقد ثبت من حديثِ ابن عباس أن ذُؤيبًا الخزاعيّ حدّثه أنه كان مع البُدْن أيضًا. وأخرج ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ من طريق عروة أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم بعث ناجية الخزاعيّ عَيْنًا في فَتْح مكّة. وقد جَزَم أَبُو الفتح الأزديّ وأبو صالح المؤذن بأنَّ عروة تفرد بالرّواية عن ناجية الخزاعيّ؛ فهذا يدل علي أنه غير الأسلميّ.)) الإصابة في تمييز الصحابة.