تسجيل الدخول


أبو عيسى المغيرة بن شعبة الثقفي

1 من 2
الْمُغِيْرَةُ بْنُ شُعْبَةَ

(ب د ع) المُغِيرَةُ بن شعبة بن أَبي عامر بن مسعود بن مُعَتِّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف ـــ الثقفي. يكنى أَبا عبد اللّه. وقيل: أَبو عيسى. [[وأمه]] أُمامة بنت الأَفقم أَبي عمر، ومن بني نصر بن معاوية.

أَسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، وله في صلحها كلام مع عروة بن مسعود، وقد ذكر في السير.

وكان يذكر أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كناه أَبا عيسى، وكناه عمر بن الخطاب أَبا عبد اللّه.

وكان موصوفًا بالدهاء، قال الشعبي: "دهاة العرب أَربعة: معاوية بن أَبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد، فأَما معاوية بن أَبي سفيان فللأَناة والحلم، وأَما عمرو بن العاص فللمعضلات، وأَما المغيرة فللمُبادَهَة، وأَما زياد فللصغير والكبير. وكان قيس بن سعد بن عبادة من الدهاة المشهورين، وكان أَعظمهم كرمًا وفضلًا.

قيل: إِن المغيرة أَحصن ثلاثمائة امرأَة في الإِسلام، وقيل: أَلف امرأَة.

وولاه عمر بن الخطاب البصرة، ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا، فعزله. ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قُتِل عمر، فأَقره عثمان عليها. ثم عزله، وشهد اليمامة، وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك، وشهد القادسية، وشهد فتح نهاوند. وكان على ميسرة النعمان بنُ مقَرِّن، وشهد فتح هَمْدان وغيرها.

واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، وشهد الحَكَمين، ولما سلم الحسن الأمر إِلى معاوية، استعمل عبد اللّه بن عمرو بن العاص على الكوفة، فقال المغيرة لمعاوية: تجعل عَمرًا على مصر والمغرب، وابنه على الكوفة، فتكون بين فكي أَسد! فعزل عبد اللّه عن الكوفة، واستعمل عليها المغيرة، فلم يزل عليها إِلى أَن مات سنة خمسين.

روى عنه من الصحابة: أَبو أمامة الباهلي، والمسْوَر بن مخرمة، وقُرَّة المزني. ومن التابعين أَولاده: عروة، وحمزة، وعَقَّار. وروى عنه مولاه وَرَّاد، ومسروق، وقيس بن أَبي حازم، وأَبو وائل، وغيرهم.

وهو أَول من وضع ديوان البصرة، وأَوّل من رَشَى في الإِسلام، أَعطى يَرْفَأَ حاجب عمر شيئًا حتى أَدخله إِلى دار عمر.

أَخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه، وغير واحد، بإِسنادهم إِلى محمد بن عيسى: حدثنا أَبو الوليد الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أَخبرني سور بن يزيد، عن رجاء بن حَيْوَة، عن كاتب المغيرة. وهو وَرَّاد ـــ عن المغيرة بن شعبة: أَن النبي صَلَّى الله عليه وسلم مسح أَعلى الخف وأَسفله(*) أخرجه أبو داود 1/ 42 في الطهارة باب كيف المسح (165) وقال أبو داود: وبلغني أنه لم يسمع سور هذا الحديث من رجاء وأخرجه الترمذي 1/ 162 في أبواب الطهارة (97) وقال هذا حديث معلول لم يسنده عن مسور بن يزيد غير الوليد بن مسلم قال وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل ـ البخاري. فقالا: ليس بصحيح؛ لأن ابن المبارك روى هذا عن سور عن رجاء بن حيوة قال: حدثت عن كاتب المغيرة مرسل عن النبي، ولم يذكر فيه المغيرة وأخرجه ابن ماجة 1/ 183 في الطهارة باب في مسح أعلى الخف وأسفله (55)..

وتوفي بالكوفة سنة خمسين، ولما توفي وقف مَصْقَلة بن هُبَيرة الشيباني على قبره فقال: [الخفيف]

إِنَّ تَحْتَ الْأَحْجَارِ حَزْمًا وَجُودًا وَخَصِيمًا
أَلَدَّ
ذَا
مِعْلَاقِ

حَيَّةٌ
فِي
الوِجَارِ
أَرْبَدُ،
لَا يَنْـ فَعُ مِنْه السَّلِيمَ
نَفْثُ الْرَّاقِي

ثم قال: أَما والله لقد كنتَ شديد العَداوة لمن عاديت، شديد الأُخوة لمن آخيت.

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ5/ص 238>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال