1 من 1
عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ
(ب) عُتْبَةُ بنُ أَبِي سُفْـيان ــ واسمه صَخْر ــ بن حَرْب بن أُمَية بن عبد شَمْس، أَخو معاوية بن أَبي سفيان لأَبويه.
ولد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وولاه عمر بن الخطاب الطائف، ولما مات عمرو بن العاص ولَّى معاوية أَخاه عتبةَ مصرَ، وأَقام عليها سنة، ثم توفي بها، ودفن في مقبرتها، وذلك سنة أَربع وأَربعين، وقيل: سنة ثلاث وأَربعين.
وكان فصيحًا خطيبًا، قيل: لم يكن أَخطب منه، خطب أَهل مصر يومًا فقال: "يا أَهل مصر، خَفَّ على أَلْسِنَتَكم مَدْحُ الحَقِّ ولا تأْتونه، وذمُّ الباطلِ وأَنتم تفعلونه، كالحمار يحمل أَسْفَارًا يُثْقِلُه حَمْلُها ولا ينفعُه عِلْمُها، وإِنِّي لا أُدَاوي دَاءَكم إِلا بالسيف، ولا أَبْلُغُ السيف مَا كَفَانِي السَّوْطُ، ولا أَبْلُغُ السَّوْطَ، مَا صَلَحْتُمْ بالدِّرَّة، فالْزَمُوا ما أَلْزَمَكُمُ الله لَنَا تَسْتَوْجِبُوا ما فَرَضَ اللّهُ لكم عَلَيْنَا، وهَذَا يَوْمٌ ليس فيه عِقَابٌ، ولا بعدَهُ عِتَابٌ، والسلام".
وشهد صِفِّيين مع أَخيه مُعَاوية، وكذلك شَهد أَيضًا الحَكَمَيْن بدَوْمَة الجَنْدَل، وله فيه أَثَرٌ كَبِير، وكان قد شَهِد الجَمَلَ مع عائشةَ فَدَهَبَتْ عَيْنُه يَوْمَئذ.
أَخرجه أَبو عمر.
(< جـ3/ص 554>)