أبو عثمان عتبة بن أبي سفيان
عُتْبَةُ أبو عثمان بنُ أَبِي سُفْـيان ــ واسمه صَخْر ــ بن حَرْب، أَخو معاوية بن أَبي سفيان لأَبويه:
أَخرجه أَبو عمر. يُكْنى أبا الوليد، قيل: ولد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال ابن حجر العسقلاني في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة": لم أَرَ في ترجمته عند ابن عساكر ما يدلُّ على أنه ولد في العصر النبوي، وهو محتمل. شهد عتبة صِفِّين مع أَخيه مُعَاوية، وكذلك شَهد أَيضًا الحَكَمَيْن بدَوْمَة الجَنْدَل، وله فيه أَثَرٌ كَبِير، وكان قد شَهِد الجَمَلَ مع عائشةَ فَدَهَبَتْ عَيْنُه يَوْمَئذ، وكان فصيحًا خطيبًا، يقال: إنه لم يكن في بني أمية أخْطَب منه، وخطب أهل مصر يومًا وهو والٍ عليها، فقال: يا أهل مصر؛ خفَّ على ألسنتكم مَدْحُ الحقّ ولا تأتونه، وذمّ الباطل وأنتم تفعلونه، كالحمار يحملُ أسفارًا يثقله حملها، ولا ينفعه علمها، وإني لا أُداوي داءكم إلا بالسّيف، ولا أبلغ السيّف ما كفاني السّوط، ولا أبلغ السّوْطَ ما صلحْتُم بالدِّرة، وأبْطِئُ عن الأولى إن لم تُسرعوا إلى الآخرة؛ فالزموا ما ألزمكم الله لنا تَسْتَوْجِبُوا ما فرض الله لكم علينا، وهذا يومٌ ليس فيه عقاب ولا بعده عِتَاب. قال ابن حجر العسقلاني في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة": لم أر له بعد التتبُّع الكثير ذِكْرًا قبل شهوده الدارَ حِينَ قُتِل عثمان. وَلاّه الطائف أخوه معاوية، وحج بالناس سنة إحدى وأربعين وبعدها، ثم ولاه بمصر الْجندَ بعد عَزْلِ عبد الله بن عَمْرو بن العاصي، ولّاه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه الطّائف وصدقاتها، ثم ولّاه معاوية مِصْر حين مات عمرو بن العاص، فأقام عليها سنة، ثم توفي بها، ودفن في مقبرتها، وذلك سنة أَربع وأَربعين، وقيل: سنة ثلاث وأَربعين، وقيل: مات بالإسكندرية.