تسجيل الدخول


أبو يزيد السائب بن يزيد

السائب بن يزيد بن سعيد مولى عطاء بن السّائب، وقيل: السَّائِبُ بن عَبْد الرَّحْمَن؛ له حلف في قريش، وقيل:‏ هو حليف لبني أُميّة أَو لبني عبد شمس، واختُلِف في نسبته، فقيل: كناني، وقيل: كنديّ، وقيل: ليثيّ، وقيل: سلمي، وقيل: هُذلي‏ّ، وقال الزُّهرِيُّ‏:‏ هو من الأزد، وعِدادُه من بني كنانة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وفرّق ابن منده بينه وبين السّائب ابن أخت النمر فوَهِم، وهُوَ هُوَ؛ فأخرج ابن منده من طريق عطاء بن السَّائب، قال: كان السّائبُ بن يزيد مِنْ مقدم رأسه إلى هامته أسود، وسائر لحيته ورأسه أبيض، فسألته، فقال: مرّ بي النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال لي: "مَنْ أَنْتَ؟" قلت: السّائب بن يزيد، فمسح رأسي فلا يبيض موضع يده أَبدًا(*) قال أَبُو نُعَيْمٍ: هو عندي السّائب بن يزيد ابن أخت النمر؛ ثم ساق رواية مصرحة بذلك، وكذا أورده البغويّ، وابن سَعْد، والبيهقيّ في "الدّلائِل"، ووقع في رواية العجليّ: السّائب بن يزيد أخو النمر بن قاسط؛ زاد: ابن قاسط، وتعقبه أبو عُمر بأنه ليس من ولد النمر بن قاسط؛ قال ابن حجر العسقلاني: وكان بعضُ الرُّواة لما رأى النمر ظنه النمر بن قاسط، فنسبه مِنْ عِنْدِ نفسه، وهو النمر بن جبل، حضرمي، وهو خال أبيه يزيد، ووَهم من قال: إنه النمر بن قاسط. و السائب يُكنى أَبا يزيد، وقال الواقدي: وُلِدَ السائب بن يزيد ابن أَخت نَمِر سنة ثلاث من الهجرة‏؛ قيل: في أول السنة الثالثة من الهجرة، وقيل: وُلد في السنة الثَّانية من الهجرة، فهو تِرْب ابن الزّبير، والنّعمان بن بشير في قول منْ قال ذلك‏، وَقَالَ الزُّهرِيُّ: له ولأبيه صحبة، ورَوَى الْبُخَارِيُّ عن السائب بن يزيد؛ قال: حَجّ أبي مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وأنا ابنُ ستّ سنين(*)، وأم أم السائب هي أم العلاء بنت شريح الحضرمية، وكان العلاء بن الحضرمي خاله، وكان جده سعيد بن ثمامة حليف بني عبد شمس بن عبد مناف؛ حِلْفٌ جاهلي قديم ثَبْتٌ، وذكر ابن الأثير: أن ولد السائب بمرو، وبِحَوْرَان من أَرض الشام.
وذكر عبد الأعلى الفروي: أنه رأى على السائب بن يزيد مِطْرَف خَزّ، وجُبَّة خَزّ، وعِمَامَة خَزّ؛ قال: ورأيته يلبس ثوبين سابِريين مُعْلَمين، الرِّدَاء مُعْلَم، والإزَار مُعْلَم، وروى الواقدي، عن ربيعة، وأبي مودود؛ قالا: رأينا السائب بن يزيد لا يغير، وروى محمود بن آدم عن السائب بن عبد الرحمن: أن خالته ذهبت به إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فدعا له، فبلغ أربعًا وتسعين سنة، وحدّث الجُعَيد بن عبد الرّحمن؛ قال‏: سمعْتُ السّائب بن يزيد يقول‏:‏ ذهبتْ بي خالتي إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت‏:‏ يا رسول الله، هذا ابنُ أُختي وجِعٌ، فدعا لي، ومسح برأْسي، ثم توضَّأَ، فشربْتُ من وضوئه، ثم قمْتُ خَلْف ظهره، فنظرْتُ إلى خاتمه بين كتفيه كأنه زِرْ الْحجَلَة(*)، وروى ابن عيينة‏ عن السائب بن يزيد؛ قال:‏ لما قدم النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم من غَزْوةِ تبوك تلّقاه النّاسُ، فتلّقيتُه مع النّاس(*)، وقال مَرّة:‏ مع الغلمان، وفي حجّة الوداع أيضًا، ورُوِيَ عن عطاء مولى السائب بن يزيد؛ قال: كان رأس السائب بن يزيد من هامَتِه إلى مُقَدَّم رأسه أسود، وسائر رأسه ولحيته وعارضيه أبيض. فقلت: يا مولاي، ما رأيت أحدًا أعجب شعرًا منك! قال: ولا تدري لم ذاك يا بني؟ مَرّ بي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الصبيان، فقال: "من أنت؟" فقلت: السائب بن يزيد أخو النمر، فمسح يده على رأسي، وقال: "بارك الله فيك"؛ فهو لا يشيب أبدًا(*)، وروى محمد بن يوسف الأعرج من آل السائب بن يزيد، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: حَجّتْ بي أمي في حجة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين، وروى الواقدي، عمَنْ سمع السائب بن يزيد؛ قال: دخلت على النبي صَلَّى الله عليه وسلم ــ بأبي هو وأمي ــ وبين يديه طبق من خُوص، ليس مِنْ مُزَيَّنتكم هذه، فيه تمر وأقراص، وعنده قديد يأكل منه، وعنده فَخّارة من ماء، فانحرف إليها فتوضأ(*)، وقَالَ مَصْعَب الزُّبَيرِيُّ: استعمله عُمر على سوق المدينةِ هو وسليمان بن أبي خيثمة، وعبدالله بن عتبة بن مسعود، وروى الزُّهرِيُّ‏، عن السائب بن يزيد، أنه قال: كنت عاملًا مع عبد الله بن عُتبة بن مسعود على سوق المدينة في زمن عمر بن الخطاب، فكنا نأخذ من النَّبَط العُشْر، وفي رواية: فكنا نأخذ من النبط نصف العُشْرِ مِمَّا تَجَرُوا به من الحِنْطَة، قال الزُّهرِيُّ‏: فحدثت بهذا سالم بن عبد الله بن عمر، فقال: لقد كان عُمر يأخذ من القُطْنِيَّة العشور، ولكن إنما وضع نصف العشر من الحنطة يسترضي النبط للحَمْلِ إلى المدينة.
، وقد رأى السائب بن يزيد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث، وعن أبيه، وعمر، وعثمان، وعبدالله بن السعدي، وخاله نصر، وحُوَيطب بن عبدالعزيز، وطلحة، وسعد، وغيرهم، ورَوَى عَنْهُ: الزُّهرِيُّ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وإبراهيم بن قارظ، وآخرون، وروى أَبو نعيم عن السائب بن يزيد؛ قال: كان بلال مؤذن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إِذا جلس رسول الله على المنبر يوم الجمعة أَذن، فإِذا نزل أَقام، ثم كان ذلك في زمن أَبي بكر، وعمر، وقال الزهري: ما اتخذ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قاضيًا، ولا أبو بكر، ولا عمر، حتى قال عمر للسائب ابن أخت نَمِر: لو رَوّحْت عني بعض الأمر، حتى كان عثمان(*)، واختلف في وقت وفاته، واختلف في سنه؛ فقيل:‏ تُوفِّي سنة ثمانين، وقَالَ أبُو نُعَيْمٍ: مات سنة اثنتين وثمانين،‏ وقيل:‏‏ سنة ستٍّ وثمانين، وقال الواقدي: توفي السائب بن يزيد بالمدينة سنة إحدى وتسعين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة،‏ وقيل: ابنُ أَربع وتسعين، وقيل:‏ بل تُوفِّي وهو ابنُ ستٍّ وتسعين‏‏، وقيل: بعد التسعين، وَقَالَ ابْنُ أبِي دَاوُدَ: هو آخر مَنْ مات بالمدينة من الصحابة، ووهم يعقوب بن سفيان فذكره فيمن قُتِل يوم الحَرّة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال