تسجيل الدخول


أبو يعلى حمزة بن عبد المطلب

روى محمد بن إسحاق قال: إن أبا جهل اعترض رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم فآذاه وشتمه، ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له، فلم يكلمه رسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم، ومولاة لعبد اللّه بن جدعان التيمي في مسكنٍ لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم انصرف عنه، فعمد إلى نادٍ لقريش عند الكعبة، فجلس معهم، ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أن أقبل متوشحًا قوسه راجعًا من قَنَصٍ له، وكان صاحب قَنَصٍ يرميه ويخرج له، وكان إذا رجع من قنصه لم يرجع إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على نادٍ من قريش، إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعز قريش، وأشدها شكيمة، وكان يومئذ مشركًا على دين قومِه، فلما مر بالمولاة، وقد قام رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم فرجع إلى بيته، فقالت له: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لَقِيَ ابنُ أخيك محمد من أبي الحكم آنفًا، وجده ها هنا فآذاه وشتمه وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد، فاحتمل حمزَةَ الغضبُ لما أراد الله تعالى به من كرامته، فخرج سريعًا لا يقف على أحد، كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت، معدًا لأبي جَهْلٍ أن يَقَعَ به، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسًا في القوم، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها ضربة، شَجَهُ شَجَةً منكرة، وقامت رجالٌ من قريش، من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقالوا: ما نَراك يا حمزة إلا قد صبأت، فقال حمزة: وما يمنعني، وقد استبان لي منه ذلك؟ أنا أشهد أنه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأن الذي يقول الحقُّ، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين؛ قال أبو جهل: دعوا أبا عمارة؛ فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا، وتم حمزة على إسلامه، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض ما كانوا يتناولون منه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال