تسجيل الدخول


صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي حييب

1 من 3
صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيي بْنِ أَخْطَبَ

(ب د ع) صَفِيّةُ بنتُ حُيي بن أَخْطَب بن سَعْيَة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم وقيل: ينخوم، وقيل: نخُوم. والأول قاله اليهود، وهو أعلم بلسانهم، وهو من بني إسرائيل من سبط لاوى بن يعقوب، ثم من ولد هارون بن عمران، أخي موسى صلى الله عليهم. وأم صفية برة بنت سموأل: وكانت زوج سَلاَّم بن مِشْكَم اليهودي، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحُقَيق، وهما شاعران، فقتل عنها كنانة يوم خيبر.

روى أنس بن مالك أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لما افتتح خيبر وجمع السبي، أتاه دحية بن خليفة فقال: أعطني جارية من السبي. قال: "اذهب فخذ جارية". فذهب فأخذ صفية. قيل: يا رسول الله، إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك. فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "خُذْ جَارِيَةً مِنَ الْسَّبْي غَيْرَهَا". وأخذها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم واصطفاها، وحجبها وأعتقها وتزوجها، وقسم لها. وكانت عاقلة من عقلاء النساء.(*)

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار قال: لما افتتح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم القَمُوص ـــ حصن ابن أبي الحُقيق ـــ أُتي بصفية بنت حُيي ومعها ابنة عم لها، جاء بهما بلال، فمر بهما على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صَكَّت وجهها وصاحت، وحَثَت التراب على رأسها، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَغْرِبُوا هَذِهِ الْشَّيْطَانَةَ عَنِّي"، وأمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بصفية فحِيزَتْ خلفه، وغطى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه قد اصطفاها لنفسه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لبلال حين رأى من اليهودية ما رأى: "يَا بِلَالُ، أُنْزِعَتْ مِنْكَ الْرَّحْمَةُ حَتَّى تَمُرُّ بِامْرَأَتَيْنِ عَلَى قَتْلَاهُمَا؟" وقد كانت صفية قبل ذلك رأت أن قمرًا وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأبيها، فضرب وجهها ضربة أثرت فيه، وقال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فسألها عنه، فأخبرته الخبر.(*)

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو عوانة، عن قتادة وعبد العزيز بن صُهَيْب، عن أنس: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أعتق صَفية، وجعل عتقها صداقها أخرجه الترمذي في السنن 3/ 423 كتاب النكاح (9) باب ما جاء في الرجل يعتق الأمة ثم يتزوجها (23) حديث رقم 1115..

قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا بُنْدَارُ بن عبد الصمد، أخبرنا هاشم بن سعيد الكوفي، أخبرنا كنانة، حدثتنا صفية بنتُ حُيي قالت: دخل عليّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وقد بَلَغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "أَلاَ قُلْتِ: وَكَيْفَ تَكُونَانِ خَيْرًا مِنِّي، وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ، وَأَبِي هَارُونُ، وَعَمِّي مُوسَى؟!" وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم منها، نحن أزواج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وبنات عمه أخرجه الترمذي في السنن 5/ 665 كتاب المناقب (50) باب فضل أزواج النبي صَلَّى الله عليه وسلم (64) حديث رقم 3892..

أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حَبّة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت قال: حدثتني شميسة ـــ أو سمية ـــ قال عبد الرزاق: وهي في كتابي سمية، عن صفية بنت حُيَيّ: أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم حج بنسائه، فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها، فبكت وجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك، فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاءً وهو يَنهاها، فنزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالناس، فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش: "يا زينب، أفقري أختك جملًا" وكانت من أكثرهنّ ظهرًا قالت: أنا أفقر يهوديتك؟! فغضب النبي صَلَّى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها، فلم يكلمها حتى قدم مكة، وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة، ومحرم وصفر، فلم يأتيها ولم يقسم لها، ويئست منه، فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها، فلما رأت ظله قالت: هذا ظل رجل، وما يدخل عليّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم! فدخل النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فلما رأته قالت: يا رسول الله، ما أصنع؟ قالت: وكانت لها جارية تُخبؤها من النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقالت: فلانة لك. قال: فمشى النبي صَلَّى الله عليه وسلم إلى سرير صفية، وكان قد رُفِع، فوضعه بيده، ورضي عن أهله (*) أخرجه أحمدفي المسند 6/ 337 ـــ 338..

وروى عنها علي بن الحسين قالت: جئت إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم أتحدث عنده، وكان معتكفًا في المسجد، فقام معي يبلغني بيتي، فلقيه رجلان من الأنصار قالت: فلما رأيا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رجعا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "تَعَالَيَا فَإِنَّهَا صَفِيَّةُ". فقالا: نعوذ بالله! سبحان الله! يا رسول الله. فقال: "إِنَّ الْشَّيْطَانَ لَيَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الْدَّمِ"(*) أخرجه أحمدفي المسند 6/ 337..

وتوفيت سنة ست وثلاثين. وقيل: سنة خمسين.

أخرجها الثلاثة.
(< جـ7/ص 168>)
2 من 3
3 من 3
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال