أم عطية الأنصارية

نُسَيْبَةُ بنتُ الحارث الأنصارية:
مشهورة بكنيتها أم عطية. قال أبو عمر: وهي التي غسلت بنت النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وروت عنها حفصة بنت سيرين. وأما ابن منده وأبو نعيم فجعلا أم عطية نُسَيبة بنت كعب، فخالفا أبا عمر في نسبها، وسميا أيضًا أم عمارة نسيبة بنت كعب. وخالفهما أبو عمر في أم عطية بنت الحارث، وجعل أم عمارة نُسَيبة بنت كعب، مثلهما، ووافقه ابن ماكولا فقال: "وأما نُسَيبة فهي نسيبة أم عطية الأنصارية، لها صحبة ورواية. روى عنها محمد ابن سيرين، وحفصة أخته، وأما نَسِيبة فهي أم عمارة نَسِيبة بنت كعب الأنصارية، كانت تشهد المشاهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لها رواية، روى عنها عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صَعصعة، والحارث بن عبد الله بن كعب، وغيرهما، والله أعلم. قال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن مَعِين وأحمد بن حنبل يقولان: أم عطية الأنصارية نسِيبة بنت كعب. قال أبو عمر: في هذا نظر، لأن أم عمارة نَسِيبة بنت كعب.
أسلمت وبايعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وغزت معه. عن حفصة بنت سِيرِين، عن أمّ عطيّة قالت: غزوت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعامهم. وفي "صحيح مُسْلِمٍ" عنها: غزَوْت مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سبع غزوات كنت أخلفهم في رِحَالهم(*). وكانت تَغْزُو كثيرًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تمرض المرضى، وتُدَاوي الجرحى. قال محمد بن عمر: شهدت أمّ عطيّة خيبر مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
كانت تغسل الموتى. وفي الصَّحيح عن حفصة بنت سيرين أن أم عطيَّة قدمت البصرة فنزلت قَصْر بني خلف. كانت من كبار نساء الصّحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وشهدت غسل ابنة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وحكت ذلك فأتقنت، وحديثها أصلٌ في غسل الميت، وكان جماعة من الصْحابة وعلماء التّابعين بالبصرة يأخذون عنها غَسْلَ الميت. عن حفصة، عن أمّ عطيّة قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لنا النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "اغسلنها وترًا ثلاثًا أو خمسًا واجعلن في الخامسة كافورًا أو شيئًا من كافور، وإذا غسّلتُنّها فأعلمنني"، وفي رواية أخرى قال: "اغسلنها وترًا ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتنّ ذلك، واغسلنها بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، وإذا فرغتنّ فآذنّني"، فلمّا غسّلناها أعلمناه، فأعطانا حَقْوَه فقال: "أشعرنها إيّاه"(*)، قال يزيد في حديثه: قالت أم عطية: فضفّرنا شعرها ثلاثة أثلاث قرنيها وناصيتها وألقينا خلفها مقدمها. قال إسحاق: حقوه إزاره. عن أمّ شَرَاحِيل مولاة قالت: كان عليّ بن أبي طالب يقيل عند أمّ عطيّة، قالت أمّ عطيّة: فكنتُ أنتف إبطه بورسه.
روت أم عطية عن النّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وعن عمر، وروى عنها أنس، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن عطيَّة، وعبد الملك بن عمير، وعلي بن الأقمر، وآخرون. وحديثها في غسل ابنة النّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مشهور في الصَّحيح. وعند أبي داود عن محمد بن سيرين أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطيَّة حتى غسل الميت. ومن أحاديثها في الصَّحيحين: أمر رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أن تخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور... الحديث(*)، وحديث: أخذ علينا النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عند البيعة ألّا ننوح... الحديث(*)، وحديثُ: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطُّهر شيئًا(*)، وحديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا(*) . وحديث: دخل النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على عائشة رضي الله عنها فقال: "هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟" قالت: لا، إلا شيء بعثَت به إلينا نسيبة من الشَّاة التي بعثت إليها من الصَّدقة، قال: "إِنَّهَا قَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا" (*).

البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل تسجيل مشترك جديد