1 من 2
هَرِم بن سنان المُريّ.
ذكر في ترجمة هاشم بن حرملة [[وقرأت في التاريخ المظفريّ أنَّ عمر قال لرجل من بني مُرة: إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم ـــ يعني في قريش، وكان منهم الحارث بن عوف، وحُصين بن الحُمام، وهَرِم، وخارجة وَلَدا سنان، وهاشم بن حَرْملة]] <<من ترجمة هاشم بن حَرْمَلة المريّ "الإصابة في تمييز الصحابة".>>، وهَرِم هذا هو الذي أصلح بين بني عبس وبني فزارة بعد أن كادوا يتفانون في الحرب التي كانت بينهم بسبب داحس والغبراء، وهو الذي عناه زهير بن أبي سلمى الشّاعر المشهور والد كعب بن زهير بقوله فيه وفي رَفِيقه:
تَدَارَكْتُمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَا تَفَانَوْا وَدََقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ
[الطويل]
ولزُهير فيه غُرر المدائح. قال ابن الكلبي: حدثني أبي، قال: عاش هرم حتى أدرك عمر؛ فقال له: أي الرّجلين كنْتَ مفضلًا: عامر بن الطفيل، أو علقمة بن علاثة؟ فقال: لو قلت ذاك لعادت جذَعة. قال عمر: نِعْمَ مستودع السر أنْتَ يا هرم؟
(< جـ6/ص 447>)
2 من 2
هَرِم بن قُطبة بن سنان الفَزَاريّ.
أدرك الجاهليّة وأسلم في عهد النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وثبت في الرّدة، وذكر وثيمة أنه دعا عيينة بن حِصْن إلى الثبات على الإسلام، وقال له: اذكر عواقب البغي يوم الهباءة، ولجاج الرهان يوم قَيْس، وهزيمتك يوم الأحزاب في موعظة طويلة، فلم يقبل منه، ففارقه، وقال فيه شعرًا. وكان هرم بن قطبة يَقْضي بين العرب في الجاهليّة، وقد تنافر إليه عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة، فاستخفى منهما. ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب الدّيباج، وقال: أَسلم هرم بن قطبة، وقال عمر في خلافته: لمَنْ كنتَ حاكمًا بينهما لو حكمت؟ فقال: أَعفني، فوالله لو أظهرت هذا لعادت الحكومة جذعة؛ فقال: صدقت والله، وبهذا العقل أحكمت.
وروى هذه القصّة أبو الحسين الرازي والد تمام في فوائده، مِن طريق الشّافعي؛ قال: حدّثني غير واحد... فذكرها.
وقال الْجَاحِظُ فِي كِتَابِ "الْبَيَانِ": أوّل ما رآه عمر أراد أن يكشفه يستثير ما عنده، لأنه كان دَميم الخلقة ملتفًا في بَتّ في ناحية البيت، فلما أجابه بهذا الحديث أعجب به، وأورد قصّة المنافرة مطولة ابن دريد في أماليه مِنْ طريق ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي مسكين، عن أشياخهم.
(< جـ6/ص 447>)