هرم بن قطبة بن سنان الفزاري
هَرِم بن سنان المُريّ، وقيل: هَرِم بن قُطبة بن سنان الفَزَاريّ.
أدرك الجاهليّة، وأسلم في عهد النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وثَبُتَ في الرِّدَّة، وذكر وثيمةُ أنه دعا عيينةَ بنَ حِصْن إلى الثبات على الإسلام، وقال له: اذكر عواقب البغي يوم الهباءة، ولجاج الرهان يوم قَيْس، وهزيمتك يوم الأحزاب في موعظة طويلة، فلم يقبل منه، ففارقه، وقال فيه شعرًا، وكان هرم بن قطبة يَقْضي بين العرب في الجاهليّة، وقد تنافر إليه عامر بن الطّفيل، وعلقمة بن علاثة، فاستخفى منهما. وقال عمر في خلافته: لِمَنْ كنتَ حاكمًا بينهما لو حَكَمت؟ فقال: اعفني، فوالله لو أظهرتُ هذا لعادت الحكومةُ جذعة؛ فقال: صدقت والله، وبهذا العقل أحكمت. وقال الْجَاحِظُ فِي كِتَابِ "الْبَيَانِ": أوّل ما رآه عمر أراد أن يكشفه يستثير ما عنده؛ لأنه كان دَميم الخلقة ملتفًّا في بَتّ في ناحية البيت، فلما أجابه بهذا الحديث أعجب به، وجاء في "التاريخ" للمظفريّ أنَّ عمر قال لرجل من بني مُرة: إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم ـــ يعني في قريش، وكان منهم الحارث بن عوف، وحُصين بن الحُمام، وهَرِم، وخارجة وَلَدا سنان، وهاشم بن حَرْملة، وهَرِم هذا هو الذي أصلح بين بني عبس وبني فزارة بعد أن كادوا يتفانون في الحرب التي كانت بينهم بسبب داحس والغبراء، وهو الذي عناه زهير بن أبي سلمى الشّاعر المشهور والد كعب بن زهير بقوله فيه وفي رَفِيقه:
تَدَارَكْتُمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَا تَفَانَوْا وَدََقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ
ولزُهير فيه غُرر المدائح. قال ابن الكلبي: حدثني أبي، قال: عاش هرم حتى أدرك عُمر.