تسجيل الدخول


ورقة بن نوفل الديلي

وَرَقَةُ بن نَوْفَل بن أَسد القُرَشي الدِّيلي، وقيل: الأَنصاري.
أَخرجه ابن منده، وأَبو نعيم، وأَبو موسى، وهو ابن عم أم المؤمنين خَدِيجة.
قال ابن منده: اختلف في اسلامه، وروى عن ورقة بن نوفل، قال: قلت: يا محمد، أَخبرني عن هذا الذي يأْتيك ــ يعني جبريل عليه السلام؟ فقال: "يأْتيني من السماء: جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أَخضر"(*)، وعن عائشة قالت: سئل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عن وَرَقة، فقالت له خديجة: إِنه كان صدَّقك، وإِنه مات قبل أَن تظهر، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أُرِيْتُهُ فِي الْمَنَامِ وَعَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ وَلَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْنَّارِ لَكَانَ عَلَيْهِ لِبَاسُ غَيْرَ ذَلِكَ"(*) أخرجه الترمذي (2288) والحاكم 4 / 393 وكنز العمال (34075).، وعن هشام بن عروة، عن أَبيه قال: سَابَّ أَخ لورقة رجلًا، فتناول الرجل وَرَقة فسبّه، فبلغ ذلك النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال لأَخيه: "هَلْ عَلِمْتَ أَنِّي رَأَيْتُ لِوَرَقَةً جنةً أَو جنتين؟" فنهى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عن سَبِّه(*). ذكره الطَّبرِيُّ، وَالْبَغَوِيُّ، وَابْنُ قَانِعٍ، وَابْنُ السَّكَنِ، وغيرهم في الصحابة.
وقال ابْنُ عَسَاكِرَ: لم يسمع ابن عباس من ورقة، ولا أعرف أحدًا قال: إنه أسلم. وعن عائشة: أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحديث في مجيء جبريل بحراء، وفيه: فانطلقتْ به خديجةُ إلى ورقة بن نوفل ابن عم خديجة، وكان تنصر في الجاهلية... الحديث، وفيه: فقالَ ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًا حين يُخْرِجك قومك؛ وفي آخره: ولم ينشب ورقة أن تُوفي. فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته، ولكنه مات قبل أن يدعو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس إلى الإسلام؛ فيكون مثل بحيرا.
في إثبات الصحبة له نظر؛ لكن في "زيادات المغازي" عن أبي مَيْسرة؛ وهو من كبار التابعين: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لخديجة: "إنِّي إذا خَلَوْتُ وَحْدِي سَمِعْتُ نِدَاءً، فَقَدْ والله خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي"؛ فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك، فوالله إنك لتؤدِّي الأمانة... الحديث، فقال له ورقة: أبشر، ثم أبشر؛ فأنا أشهد أنكَ الذي بشَّر به ابْنُ مريم، وإنك على مثل ناموس موسى، وإنك نبيٌّ مرسل، وإنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، وإن يدركني ذلك لأجاهدنَّ معك، فلما توفي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لَقَدْ رَأيْتُ القسّ فِي الْجَنَّةِ عَلَيْهِ ثِيَابُ الْحَرِيرِ؛ لأنَّهُ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي"(*) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة2/ 158.(*) وقال الْبَيْهَقِيُّ في "الدَّلَائِلِ": هذا منقطع. قال ابن حجر العسقلاني: يعضده ما أخرجه الزبير بن بكار، عن عروة بن الزبير؛ قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول: أحدٌ، أحدٌ، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال، فيقول: أحد أحد يا بلال، والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانًا، وهذا مرسل جيد يدلُّ على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال.
والجمع بين هذا وبين حديث عائشة أن يحمل قوله: ولم ينشب ورقة أن توفي، أي قبل أن يشتهر الإسلام، ويؤمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجهاد، لكن يعكر على ذلك ما أخرجه محمد بن عائذ في "المغازي"، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قصةِ ابتداءِ الوحي، وفيها قصةُ خديجة مع ورقة؛ إذ قال: لئن كان هو ثُم أظهر دعاءه وأنا حي لأبلين الله من نفسي في طاعة رسوله وحسن مؤازرته، فمات ورقة على نصرانيته؛ كذا قال؛ لكن عثمان ضعيف. قال الزُّبَيْرُ: كان ورقة قد كره عبادة الأوثان، وطلب الدينَ في الآفاق، وقرأ الكتبَ؛ وكانت خديجة تسأله عن أمرِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول لها: ما أراه إلا نبيِّ هذه الأمة الذي بشر به موسى وعيسى، وفي "المَغَازي الكبير" لابن إسحاق، وساقه الحاكم عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان الثقفي، وكان راعيه؛ قال: قال ورقة بن نوفل فيما كانت خديجة ذكرَتْ له من أمرِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا للرِّجَالِ وَصَرْفِ الدَّهْرِ وَالقَدَرِ
الأبيات، وفيها:
هَذِي خَدِيجَةُ تَأتِيني لأخْبِرَهَـا وَمَا لَنَا بِخَفِيِّ الغَيْبِ مِنْ خَبَرِ
بِأنَّ أحْــــمَدَ يَأتِيـــــهِ فَيُـــخْبِــرُهُ جِبْرِيلُ أنَّكَ مَبْعُوثٌ إلَى البَشَرِ
فَقُلْتُ عَلَّ الَّذِي تَرْجِينَ يُنْجِزُهُ لَهُ الإلَهُ فَرجِّي الخَيْرَ وَانْتَظِرِي
وأخرج ابْنُ عَدِيِّ في "الكامل"، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "رأيت ورقة في بُطْنان الجَنّة عليه السندس"(*)، وفي رواية أخرى: "رأيْتُ ورقة على نَهْرٍ من أنهار الجنة؛ لأنه كان يقول: ديني دِينُ زيد وإلهي إله زيد"(*).
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال