تسجيل الدخول


أبو سعيد سعد بن مالك

((أَبو سَعِيد سَعْدُ بن مالك بن سِنَان بن ثعلبة بن عُبَيد بن الأَبجر ــ وهو خدرة ــ ابن عوف بن الحارث بن الخزرج الأَنصاري الخُدْرِيّ. وخدرة وخدَارة أَخوان بَطْنان من الأَنصار، فأَبو سعيد من خدرة، وأَبو مسعود من خُدَارة.)) أسد الغابة. ((سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى.))
((أَبو سعيد الأَنصاري الخُدْري، وهو مشهور بكنيته)) أسد الغابة.
((واسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن الأَبْجَر ـــ واسمه خُدرَةُ بن عوف بن الحارث بن الخزرج. قال: وزَعم بعض الناس أن خُدْرَةَ هي أمُّ الأبجر. وأمّ أَبِي سَعِيد أُنَيْسَة بنت أبي حَارِثَةَ ـــ وهو عَمرو بن قيس بن مالك بن عَدِيّ بن عامر بن غَنم بن عديّ ابن النجار، وأخُو أبي سعيد لأمه قَتَادَةُ بن النعمان الظَّفَرِيّ من أهل بدر.)) الطبقات الكبير. ((رُوِيَ عن أَبي سعيد قال: عُرِضت على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الخندق، وأَنا ابن ثلاث عشرة، فجعل أَبي يأْخذ بيدي ويقول: يا رسول الله، إِنه عَبْل العظام. فردني.(*))) أسد الغابة. ((وأُمُّه أَنيسة بنت أَبي حارثة من بني عديّ بن النّجار. وخُدْرة وخُدَارة أَخوان بَطْنَان من الأنصار، فأبو مسعود الأنصاريّ مِنْ خُدَارة وأبو سعيد من خُدْرة، وهما ابنا عوف بن الحارث بن الخزرج، وكان يقال لسنان جَدّ أبي سعيد الخُدْريّ الشَّهيد، وقتادة بن النّعمان أخو أبي سعيد الخُدْرِي لأمه‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال محمد بن عمر: وقد روى أبو سعيد عن أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت وعبد الله بن سلام. وروى عن أبيه مالك بن سِنَان حَدِيثًا سمعه من اليهود قَبْل مَبْعَثِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فيه صفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنه حدّث بذلك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين هاجر إلى المدينة. وقُتِلَ أبوه مالك ابن سِنَان يوم أُحُدٍ شهيدًا.))
((أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا سعيد بن أبي زَيد عن ربيح بن عبد الرحمن ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال عُرِضتُ يومَ أُحدٍ على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فجعل أبي يأخذ بيدي فيقول يا رسول الله إنه عَبْلُ العظام وإنْ كَانَ مُودَنًا. قال: وجعل النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يُصَعِّدُ فيَّ ويُصَوِّب ثم قال: "رُدّهُ" فردّه(*). قال محمد بن عمر: والمُودَن: القَصِير.)) ((فَوَلَدَ أبو سعيد: عَبْدَ الله وحَمْزَةَ وسعيدًا وعبدَ الرحمن، وأمُّهم أمُّ عبد الله بنت عبد الله بن الحارث بن قيس بن هَيْشة بن الحارث من بني معاوية من بني عَمرو بن عوف من الأوس. وأُمَّ عبد الرحمن. وأمها أم ولد.)) الطبقات الكبير. ((قَالَ ابْنُ أبِي خَيْثَمَةَ: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاريّ، سمعَتْ هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخُدريّ، عن عمها: جاء رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عائدًا إلى أبي سعيد، فقدمنا إليه ذِراعَ شاة.(*))) الإصابة في تمييز الصحابة. ((هو ممن له عقب من الصحابة))
((كان يحفي شاربه ويُصَفِّر لحيته)) أسد الغابة. ((أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا مبارك، عن أبي هارون العَبْدِيّ، قال: رأيت أبا سعيد الخُدْرِيّ أبيضَ الرأسِ واللحيةِ. قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد، قال: حدّثنا عبد الله بن عمر، عن وَهْب بن كَيْسان قال: رأيت أبا سعيد الخُدْرِيّ يلبسُ الخزَّ. قال: أخبرنا وَكِيع بن الجَرّاح، عن موسى بن دِهْقَان، قال: رأيت أبا سعيد الخُدْرِيّ يَأْتَرِزُ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْه. قال: أخبرنا قَبِيصَة بن عقبة، قال: حدّثنا سفيان، عن محمد بن عَجْلان، عن عثمان ابن عبد الله بن أبي رافع، قال: رأيت أبا سعيد الخُدْرِيّ يحفي شاربهُ آخِر الحَلْق.)) الطبقات الكبير.
((استصغر بأحد، واستشهد أبوه بها وغزا هو ما بعدها.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني الضَّحَّاك بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان عن ابن مُحَيْرِيز. وأبي صَرْمَة عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: خرجتُ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في غزوة بَلْمُصْطَلِق. قال محمد بن عمر: وهو يومئذ ابن خمسَ عشرة سنة. قال: وشهد أيضا الخندق وما بعد ذلك من المشاهد.)) الطبقات الكبير. ((روينا عن أبي سعيد أنه قال: عُرِضْتُ يوم أُحُد على النّبي صَلَّى الله عليه وسلم وأنا ابْنُ ثلاث عشرة سنة، فجعل أَبي يأخذ بيدي ويقول:‏ يا رسول الله، إنه عَبْلُ العظام، والنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يصعِّدُ فيَّ بصره ويصوّبه ثم قال:‏ وخرجت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في غزوة بني المُصْطلق؛ قال الواقدي‏ّ: وهو ابْنُ خمس عشرة سنة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا يحيى بن عباد، قال: حدّثنا أبو عَقِيل بَشِير بن عقبة، عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، قال: لَمّا استُبيحَت المدينة ـــ يعني الحَرَّةِ ـــ دخل أبو سعيد الخُدْرِيّ غارًا، فدخل عليه رجلٌ من أهل الشام فقال: اخرجْ. فقال: لا أخرجُ وإِنْ تَدْخلُ عَلَيّ أَقْتُلْكَ. فدخلَ عليهِ فوضعَ أبو سعيدِ السيفَ وقال: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [سورة المائدة: 29]. قال: أنت أبو سعيد؟ قال: نعم. قال: اسْتَغْفِرْ لِي. قال: غفر الله لك. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني يعقوب بن محمد، عن هند بنت سعيد بن أَبِي سعيد، عن أبيها، عن أَبِي سعيد الخُدْرِيّ قال: لزمت بَيْتِي ليالي الحَرَّةَ فلم أخرج، فدخل عَلَيَّ نَفَرٌ من أهل الشام فقالوا: أيها الشيخ! أَخْرِجْ ما عندك. فقلت: والله ما عندي مالٌ. قال: فَنَتَفُوا لِحْيَتِي وضَرَبُوني ضَرباتٍ ثم عمدوا إلى بيتي فجعلوا يَنْقلُون مَا خَفّ لهم مِنَ المَتَاع حتى إنهم يَعْمدون إلى الوِسَادة والفراش فينفضون صُوفَهُما ويأخذون الظَّرْفَ، حتى لقد رأيتُ بَعْضَهم أخذ زَوْجَ حمامٍ كان في البيت ثم خرجوا به.)) ((قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحَضْرمِيّ وهشام أبو الوليد الطَّيَالِسِيّ قالا: حدّثنا عِكْرِمة بن عَمّار، قال: حدّثني غَيْلاَن بن شُمَيْخ الغَيلاَنِيّ قال: أتيتُ المدينة فانطلقت إلى أبي سعيد الخُدْرِيّ فدخلت عليه فإذا شيخٌ كبيرٌ يُصلي حين زالت الشمس معتمدًا على جَرِيدَةٍ إذا قام اعتمد عليها وإذا ركع أسندها إلى القبلة. فإذا أراد أن يسجد اعتمد عليها من الكِبَر، وإذا سجد جَافَى مِرْفَقَيْه عن جَنْبَيْهِ حتى أرى بياضَ إبطَيْهِ. قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا المُستَمِرُّ بن الرَّيّان، عن أبي نضرةَ قال: قلنا لأبي سعيد الخدري: ألا نكتب ما نسمع منك؟ قال: تريدون أن تَجعلوها مَصَاحِفَ! احفظوا مِنّا كَمَا حفظنا.)) الطبقات الكبير.
((كان أبو سعيد من الحُفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء، وأخباره تَشْهدُ له بتصحيح هذه الجملة‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قَالَ شُعْبَةُ عَنْ أبي سَلَمَةَ: سمعتُ أبا نضرة، عن أبي سعيد ـــ رفعه: "لاَ يمْنَعَنَ أحَدَكُمْ مخافَةُ النَّاسِ أنّ يَتكَلَّمَ بِالْحَقِّ إذَا رَآهُ أوْ عَلِمَهُ"؛(*) قال أبو سعيد: فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت. وَقَالَ ابْنُ أبِي خَيْثَمَةَ: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاريّ، سمعَتْ هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخُدريّ، عن عمها: جاء رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عائدًا إلى أبي سعيد، فقدمنا إليه ذِراعَ شاة.(*) وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد، قلنا له: هنيئًا له برؤية رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وصُحبته: قال: إنك لا تدري ما أحدَثْنا بعده. وقال عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: حدثنا شعبة، عن سعيد بن يزيد، سمع أبا نَضْرة يحدِّثُ عن أبي سعيد، قال: تحدثوا، فإن الحديث يهيج الحديث.)) ((رَوى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم الكثير. وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم. روى عنه من الصحابة: ابن عبَّاس وابن عمر وجابر ومحمود بن لبيد، وأبو أمامة بن سهل، وأبو الطفيل. ومن كبار التَّابعين: ابن المسيّب، وأبو عثمان النهدي، وطارق بن شهاب، وعبيد بن عمير؛ وممن بعدهم: عطاء وعياض بن عبد الله بن أبي سرح، وبشر بن سعيد، ومجاهد، وأبو المتوكل الناجي، وأبو نضرة، ومعبد بن سيرين، وعبدالله بن مُحَيريز، وآخرون. وهو مكثر من الحديث، قال حنظلة بن أبي سفيان، عن أشياخه: كان من أفقه أحداث الصحابة وقال الخطيب: كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثًا كثيرًا. وَرَوى الْهيثم بْنُ كُلَيْبٍ في مسنده، من طريق عبدالمهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: بايعتُ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم أنا وأبو ذَرّ، وعبادة بن الصّامت، ومحمد بن مسلمة، وأبو سعيد الخُدْري، وسادس، على ألا تأخذنا في الله لومةُ لائم، فاستقال السادس، فأقاله. (*))) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عنه من الصحابة: جَابر، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وأَنس، وابن عمر، وابن الزبير؛ ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وأَبو سلمة، وعبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، وعطاء بن يسار، وأَبو أُمامة بن سهل بن حُنَيف، وغيرهم. أَخبرنا أَبو ياسر بن أَبي حبة بإِسناده عن عبد اللّه بن أَحمد، حدثني أَبي، حدثنا ابن نُمَير، أَخبرنا الأَعشس، أَخبرنا عطية بن سعد، قال: سمعت أَبا سعيد [[الخدري]] قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى لِيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرُونَ النَّجْمَ الطَّالِعِ فِي أَفُقٍ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا"(*) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 567 كتاب المناقب (50)باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه (14) حديث رقم 3658 وابن ماجه في السنن حديث (96) وأحمد في المسند 3/ 27، 72، 93 والطبراني في الكبير 6/ 160، وأبو نعيم في الحلية 7/ 250.. قال أَبو سعيد: قتل أَبي يوم أَحد شهيدًا، وتركنا بغير مال، فأَتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَسأَله شيئًا، فحين رآني قال: "مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ أْعَفَّهُ اللَّهُ"(*)، قلت: ما يريد غيري، فرجعت.)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا يحيى بن عَبّاد، قال: حدّثنا شُعبَةُ، قال: حدّثني أبو حمزة قال: سمعت هلاَلَ بنَ حصن قال: نزلت دَارَ أبي سعيد الخُدْرِيّ بالمدينة فضمّني وإياهُ المجلسُ فحدّث: أنه أصبح ذات يوم وليس عندهم طعام، وقد ربط حَجَرًا من الجوع قال: فقالت لي امرأتي: ائْتِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فَسَلْهُ فقد أتاه فلان فأعطاه وأتاه فلان، فقلت: لا، حتى لا أجد شيئا، فطلبت فلم أجد شيئًا. فأتيت النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يخطب، فأدركت من قوله: "من يستغنِ يُغنِهُ الله، ومَنْ يَسْتَعْفِف يُعِفُّهُ الله، ومَن يسألنا إِمّا أَنْ نَبذُلَ له أو نُوَاسِيه، ومن استغنى عنّا أحبُّ إلينا ممّن سألنا". قال: فما سألتُ أحدًا بعدهُ، وما زال الله يرزقنا حتى ما أعلم أهل بيتٍ من الأنصار أكثر أَموالًا مِنَّا(*). قال: أخبرنا عبد الوهَّاب بن عطاء، قال: أخبرنا هشام بن أبي عبد الله، عن قَتَادَة، عن هلالِ بن حِصن ـــ أخِي بَني مُرّةَ بن عُبَاد ـــ عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، قال: أَعْوَذْنا مَرَّةً فقال لي أهلي: لو أتيتَ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فسألتَهُ؟ فانطقت فكان أوّل ما واجَهَني بهِ أنه قال: "من استغنى أغناهُ الله، ومن استعفَّ أعفَّهُ الله، مَنْ سألنا لم نَدَّخِر عنه شيئًا نجدهُ". قال قلتُ لنفسي: أَلاَ أستغني فَيُغنِينِي الله وأستعِفُّ فَيُعِفّني الله؟ قال: فما رجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أسألُهُ شيئًا من فاقةٍ، فأقبلت علينا الدنيا فَفَرَّقتنا إِلاَّ مَنْ عَصَم الله(*). قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدّثنا عُبَيْد الله بن عَمْرو عن ابن عَقِيل، عن حمزة بن أَبِي سعيد الخُدْرِيّ، عن أبيه قال: أصابتني حاجةٌ شديدةٌ فجئتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، أَبُثُّهُ مَا بِي من الحاجةِ وأسأله ممّا في يديهِ، فوجدتهُ في المسجد يقصُّ على الناس فسمعتُه يقول: "من استعفّ يعفّهُ الله، ومن يَسْتَغْن يُغْنِه الله". قلتُ: ما قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، هذا القول إلاّ مِنْ أَجْلي، فرجعتُ ولم أسألهُ، حتى إذا احْتَجْتُ جِدًّا جِئتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، أبثُهُ الذي بي وأسأله ممِّا في يديهِ، فوجدتهُ في المسجد، فلما رأني قال: "مَنْ يَسْتَعِف يعفّهُ الله، ومن يَسْتَغْن يُغْنِه الله"، فقلت: لأرجعنَّ ولا أكلمهُ، فرجعتُ فأتاح الله لى رزقًا ما كنت أَحْتَسِبُهُ(*). قال: أخبرنا عبد الله بن مَسْلَمة بن قَعْنَب الحَارِثيّ، قال حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحارِث، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن أَبِي سعيد الخُدْرِيّ: أنه أصابتهُ حاجةٌ شديدةٌ فقالت له امرأته: ائْتِ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فسلهُ، فجاء فوجده قائمًا يتكلم يقول: "من يَسْتَغْن يُغْنِه الله، ومن يستعفف يعفّهُ الله، واليدُ العليا خيرٌ من اليد السُّفْلَى، ولا يفتح أحدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح الله عليهِ باب فَقْرٍ"(*). قال: أخبرنا عَمْرو بن حَكَّام بن أبي الوَضّاحِ، قال: حدّثنا شُعْبة، عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان، عن أبي المُتَوكِّل النَاجِي، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: أَهْدَى مَلِكُ الروم إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، هدايا فكان فيما أهدى إليهِ جَرّةً فيها زَنْجَبِيل، فأطعم كلَّ إنسانٍ قطعةً، وأطعمني قطعةً(*). قال: أخبرنا الفضلُ بن دُكَيْن، قال: حدّثنا أَبُو الأَحْوَص، عن حُصين، عن فُضيل قال: كان أبو سعيد الخُدْرِيّ إذا رُفِع الطعامُ من بين يديه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مُسْلمِين.))
((أخبرنا عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل قالا: حدّثنا سعيد بن زيد، قال: حدّثنا أبو عبد الله الشَّقَرِيّ، قال: حدّثني إسماعيل بن رجاءٍ بن ربيعة عن أبيه، قال: كنا عند أبي سعيد الخُدرِيّ في مرضه الذي توفي فيه وهو ثقيلٌ قال: فأُغْمِيَ عليه قال: فلما أفاق قلنا: الصلاة يا أبا سعيد. قال: كفاني يعني كَفَى مَا بِي قد صَلّيتُ. قال: أخبرنا وَكِيع بن الجَرّاح، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع بن حارثة، عن عمته أمّ النعمان بنت مُجَمِّع، عن بنت أبي سعيد الخُدْرِيّ، أن أبا سعيد الخُدْرِيّ لما حُضِرَ دَعَا نَفَرًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فيهم: ابن عباسِ، وابن عمر، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، فقال: لاَ يَغْلِبَنّكُم ولدُ أَبِي سعيد، إذا أنا مُتُّ فكَفِّنُونِي في ثيابي التي كنت أُصَلّيَ فيها وأَذْكُر الله فيها، وفي البيت قُبْطِيَّة ـــ أو قِطْرِيَّة ـــ فكفنوني فيها، وأجمروا عَلَيّ بأوقية مجْمَر، ولا تضربوا على قبري فُسْطَاطًا، واجعلوا في سريري قَطِيفَة أرجوان، ولا تتبعوني بنارٍ، وإذا أخرجتموني فلا تتبعني باكيةٌ. قال: ففعلوا ما أمرهم به.)) الطبقات الكبير. ((توفي سنة أَربع وسبعين يوم الجمعة، ودفن بالبقيع)) أسد الغابة. ((قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مات سنة أربع وسبعين. وقيل أربع وستين. وقال المدائني: مات سنة ثلاث وستين. وقال العسكريّ: مات سنة خمس وستين.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال