تسجيل الدخول


الحكم بن أبي العاص الأموي

1 من 1
الحَكَمُ بْنُ أَبِي العَاصِ الأُمَوِيُّ

(ب د ع) الحَكَمُ بن أبي العَاص بن أميَّة بن عَبْد شَمْس بن عبد مناف، القرشي الأموي، أبو مروان بن الحكم، يعد في أهل الحجاز، عم عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أسلم يوم الفتح.

روى مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن قيس بن حبتر، عن بنت الحكم بن أبي العاص، أنها قالت للحكم: ما رأيت قومًا كانوا أسوأ رأيًا وأعجز في أمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم منكم يا بني أمية، فقال: لا تلومينا يا بُنَية؛ إني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين، قلنا: والله ما نزال نسمع قريشًا تقول: يصلي هذا الصابئ في مسجدنا فتواعدوا له تأخذوه. فتواعدنا إليه، فلما رأيناه سمعنا صوتًا ظننا أنه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا، فما عقلنا حتى قضى صلاته، ورجع إلى أهله. ثم تواعدنا ليلة أخرى، فلما جاء نهضنا إليه فرأيت الصفا والمروة التقتا إحداهما بالأخرى، فحالتا بيننا وبينه، فوالله ما نفعنا ذلك.

قال أبو أحمد العسكري: بعضهم يقول: هو الحكم بن أبي العاص، وقيل: إنه رجل آخر يقال له: الحكم بن أبي الحكم الأموي.

أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر البغدادي وغيره، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن أحمد الحريري أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي داود، أخبرنا محمد بن خلف العسقلاني، أخبرنا معاذ بن خالد، أخبرنا زهير بن محمد، عن صالح بن أبي صالح، حدثني نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال:

كنا مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم فمرّ الحكم بن أبي العاص، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "وَيْلُ لأْمَّتِي مِمَّا فِي صُلْبِ هَذَا"(*) أخرجه ابن أبي حاتم حديث رقم 2751 وذكره الهيثمي في الزوائد 5/ 241 والهندي في كنز العمال حديث رقم 31066.

وهو طريد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نفاه من المدينة إلى الطائف. وخرج معه ابنه مروان، وقيل إن مروان ولد بالطائف، وقد اختلف في السبب الموجب لنفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إياه؛ فقيل: كان يتسمع سر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ويطلع عليه من باب بيته، وإنه الذي أراد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يفقأ عينه بِمدْرَى في يده لما اطلع عليه من الباب، وقيل: كان يحكي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في مشيته وبعض حركاته، وكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم يتكفأ في مشيته، فالتفت يومًا فرآه وهو يتخلج في مشيته، فقال: "كُنْ كَذَلِكَ" (*) فلم يزل يتعش في مشيته من يومئذ، فذكره عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في هجائه لعبد الرحمن بن الحكم فقال: [الكامل]

إِنَّ
اللَّعِينَ
أَبُوكَ
فَارْمِ
عِظَـامهُ إِنْ تَرْم ِتُرْمَ مُخلَّجـًا مجْنُونا

يُمْسِي خمِيصَ البَطْنِ مِنْ عَمَلِ التُّقَى وَيَظَلُّ مِنْ عَمَلِ الخَبِيثِ بَطِـينا

وأما معنى قول عبد الرحمن: "إن اللعين أبوك.." فروى عن عائشة رضي الله عنها، من طرق ذكرها ابن أبي خيثمة: أنها قالت لمروان بن الحكم، حين قال لأخيها عبد الرحمن بن أبي بكر، لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية بولاية العهد ما قال، والقصة مشهورة: أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه. وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، لا حاجة إلى ذكرها، إلا أن الأمر المقطوع به أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم مع حلمه وإغضائه على ما يكره، ما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم، ولم يزل منفيًا حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم فلما ولي أبو بكر الخلافة، قيل له في الحكم ليرده إلى المدينة، فقال: ما كنت لأحل عُقْدَةً عقدها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكذلك عمر، فلما ولي عثمان رضي الله عنهما الخلافة رده، وقال: كنت قد شفعت فيه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فوعدني برده. وتوفي في خلافة عثمان، رضي الله عنه.

أخرجه الثلاثة.
(< جـ2/ص 48>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال