تسجيل الدخول


الحكم بن أبي العاص الأموي

1 من 1
الحكم: بن أبي العاص بن أميَّة بن عَبْد شمس القُرشي الأموي، عَمّ عثمان بن عفّان، ووالد مروان.

قال ابْنُ سَعْدٍ: أسلم يوم الفتح، وسكن المدينة ثم نفاه النبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى الطّائف، ثم أُعيد إلى المدينة في خلافة عثمان، ومات بها.

وقال ابْنُ السَّكَن. يقال إنَّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم دعا عليه؛ ولم يثبت ذلك.

وروى الْفَاكِهِيُّ من طريق حماد بن سلمة، حدثنا أبو سنان، عن الزهري، وعطاء الخراساني أنَّ أصحابَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم دخلوا عليه وهو يلعَنُ الحكم بن أبي العاص، فقالوا: يا رسول الله، ما له؟ قال: "دَخَلَ عَلَىَّ شِقَّ الجِدَارِ وَأَنَا مَعَ زَوْجَتِي فُلاَنَة فَكَلَحَ في وَجْهِي"؛ فقالوا: أفلا نلعنه نحن؟ قال: "كَأَني أَنْظُر إِلَى بَنِيِه يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي وَيَنْزِلُونَه"، فقالوا: يا رسول الله، ألا تأخذهم؟ قال: "لا". ونفاه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم(*).

وروى الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حديث حُذيفة قال: لما ولى أبو بكر كلم في الحكم أن يردَّه إلى المدينة، فقال: ما كنْت لأحِلّ عقدًة عقدها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.

وروى أيضًا من حديث عبدالرحمن بن أبي بكر. قال: كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صَلَّى الله عليه وسلم فإذا تكلم اختلج فبَصر به النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "كُنْ كَذَلِكَ"؛ فما زال يختلج حتى مات. في إسناده نظر.

وأخرجه البيْهَقِيُّ في "الدَّلاَئِلِ" مِنْ هذا الوجه، وفيه ضِرَار بن صُرد، وهو منسوب للرفض.

وأخرج أيضًا من طريق مالك بن دينار: حدثني هند ابن خديجة زَوْج النبي صَلَّى الله عليه وسلم. مرَّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بالحكم فجعل الحكم يغمز النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بأصبعه، فالتفت فرآه، فقال: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ وَرعًا". فرجف مكانه(*).

وقال الهَيْثَمُ بْنُ عَدِيِّ عن صالح بن حسان، قال: قال الأحنف لمعاوية: ما هذا الخضوع لمَرْوَان؟ قال: إن الحكم كان ممن قدم مع أُختي أم حبيبة لما زُفَّت إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهو يتولى نعلها، فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يحدُّ النظرَ إلى الحكم، فلما خرج من عنده قيل له: يا رسول الله، أحددْت النظرَ إلى الحكم. فقال: "ابْن المَخْزُومِيَّة! ذَاكَ رَجُلٌ إِذَا بَلَغَ وَلَدُه ثَلاَثينَ أَوْ أَرْبَعينَ مَلَكُوا الأَمْرَ".

وروينا في جزء بن نجيب، من طريق زُهير بن محمد، عن صالح بن أبي صالح، حدثني نافع بن جُبَير بن مطعم، عن أبيه، قال: كنا مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فمرَّ الحكم بن أبي العاص، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "وَيْلٌ لأَمّتِي مِمَّا فِي صُلْبِ هَذَا"(*).

وروى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةُ من حديث عائشة أنها قالت لمروان في قصةِ أخيها عبد الرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية. أمَّا أنْتَ يا مروان فاشهد أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لَعَن أباكَ وأنت في صُلْبِهِ.

قلت: وأصل القصة عند البخَاريَّ بدون هذه الزيادة.

وذكر أَبُو عُمَرَ في السّبب في طرده قولًا آخر: إنه كان يَشيع سرَّ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقيل: كان يحكيه في مشيته، ويقال: إنّ عثمان رضي الله عنه اعتذر لما أنْ أعاده إلى المدينة بأنه كان استأذن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فيه، وقال: قد كنت شفعت فيه فوعدني بردّه.

وأخرج ابْنُ سَعْدِ عن الواقديّ بسنده إلى ثعلبة بن أبي مالك، قال: مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان، فضرب على قَبْره فسطاط في يوم صائف، فتكلم الناس في ذلك، فقال عثمان: قد ضرب في عهد عمر على زينب بنت جَحْش فسطاط، فهل رأيتم عائبًا عاب ذلك؟ مات الحكم سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان.
(< جـ2/ص 91>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال