1 من 1
سويد بن الصامت الأوسي:
سويد بن الصامت الأوسيّ، لقي النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز من مكّة في حجَّةً حجَّها سُويد على ما كانوا يحجُّون عليه في الجاهليّة، وذلك في أوّل مبعث النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ودعائه إلى الله عزّ وجلّ، فدعاه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فلم يردّ عليه سويد شيئًا، ولم يُظهر له قبولَ ما دعاه إليه، وقال له: لا أبعد ما جئتَ به، ثم انصرف إلى قومه بالمدينة؛ فيزعم قومُه أنه مات مسلمًا وهو شيخٌ كبير، قتلَتْه الخزرج في وقعةٍ كانت بين الأوس والخزرج، وذلك قبل بعَاث.
قال أبو عمر: أنا شاكّ في إسلام سويد بن الصّامت كما شكّ فيه غيري ممن ألّفَ في هذا الشّأن قبلي. والله أعلم. وكان شاعرًا محسنًا كثير الْحِكَم في شعره، وكان قومُه يدعونه الكامل لحكمةِ شعره وشرفه فيهم، وهو القائل فيهم: [الطويل]
ألا رُبَّ مَنْ تَدْعُو صَدِيقًا وَلَوْ تَرَى مَقَالَتَهُ بِالَغيْبِ سَاءَكَ مَا يَفْرِي
وهو شِعْرٌ حسن، وله أشعارٌ حِسَانٌ.
ذكر ابن إسحاق قال: حدّثني عاصم بن عمرو بن قتادة الظّفري عن أشياخ من قومه قالوا: قدم سويد بن الصّامت أخو بني عمرو بن عوف مكّةَ حاجًا أو معتمرًا، قال: وكان يُسَمِّيه قومُه الكامل، وسويد هو القائل: [الطويل]
أَلا رُبَّ مَنْ تَدْعُو صَدِيقًا وَلَوْ تَرَى مَقَالَتَهُ بِالَغيْبِ سَاءَكَ
مَا يَفْرِي
مَقَالَتُـهُ كَالشَّهْدِ
مَا كَانَ شَاهِدًا وَبِالغَيْبِ مَأْثُورٌ عَلَى ثُغْرَةِ
النَّحْرِ
يَسُرُّكَ
بَادِيهِ
وَتَحْتَ
أَدِيمِهِ مَنِيحَةُ شَرٍّ يَفْتَرِي عَقِبَ الظَّهْرِ
تَبِينُ لَكَ العَيْنَانُ
مَا
هُوَ
كَاتِمُ مِنَ الغِلِّ وَالبَغْضَاءِ والنَّظَرِ الشَّزَرِ
فَرِشنِي بِخَيْرٍ
طَالَمَا قَدْ بَرَيْتَني وَخَيْرُ المَوَالِي مَنْ يَرِيشُ وَلا يَبْرِي
(< جـ2/ص 235>)