تسجيل الدخول


الضحاك بن سفيان الكلبي

الضَّحَّاك بنُ سُفْيان بن الحارث السُّلَمي، وقيل: ابن سُفْيان بن عَوْف العامري الكلابي، وقيل: ابن قيس.
يُكْنَى أبا سعيد. أخرج ابْنُ السَّكَنِ بسند صحيح عن عائشة قالت: نزل الضحاك بن سفيان الكلابيّ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له وبيني وبينه الحجاب: هل لك في أخت أم شبيب امرأة الضحاك، فتزوّجها النبي صَلَّى الله عليه وسلم ثم طلّقها، ولم يدخل بها.
أسلَم وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عاملًا عَلَى بني كلاب يُصَدّقهم، وبَعثه سَريّة إلى القُرَطَاء من بني كلاب يدعوهم إلى الإسلام، فَدَعاهم فَأَبَوْا، فقاتَلهم. ذكره ابن حبيب، عن ابن الكلبي. وقال ابْنُ سَعْدٍ: كان ينزل نَجْدًا في موالي ضرية. معدودٌ في أهلِ المدينة، وكان ينزل بادِيَتها، وقيل: كان نازلًا بحرة، وولّاه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم على مَنْ أسلم من قومه. قال سعيد بن المسيب: كان عمر بن الخطاب يقول: "الدية للعاقلة، ولا ترث المرأَة من دية زوجها شيئًا"، حتى قال له الضحاك: كتب إِليّ رسول صَلَّى الله عليه وسلم أَن أُوَرّثَ امرأَة أَشْيَم الضِّبابي من دِيَةِ زوجها ــ وكان قُتل أشيم خَطأ. وذكره عبّاس بن مرداس في شعره، فقال:
إِنَّ الَّذِينَ وَفَوْا بِمَا عَاهْدتَهُمْ جَيْشٌ بَعَثْتَ عَلَيهِمُ الضَّحَاكَا
أَمَّرْتُهُ
ذَرِبَ
السِّنَانِ
كَأَنَّهُ لَمَّا
تَكَنَّفَهُ
العَدُوُّ
يَرَاكَا
طَوْرًا
يُعَانِقُ
بِاليَدْينِ
وَتَارَةً يَفْرِي الجَمَاجِمَ
صَارِمًا بَتَّاكَا
وكان الضّحّاك أحد الأبطال، وله خبرٌ عجيب مع بني سليم، ذكره أهلُ الأخبار؛ روى الزّبير بن بكّار قال: عن مَوْأَلَة بن كُثَيف بن جمل الكلابي أَن الضّحّاك بن سفيان الكلابيّ كان سيّافَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم قائمًا على رأسه متوشّحًا بسيفه، وكانت بنو سليم في تسعمائة، فقال لهم رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هَلْ لَكُمْ فِي رَجُلَ يَعْدِلُ مائةً يُوفِيكُمْ أَلْفًا"، فوافاهم بالضّحاك بن سفيان(*)‏‏ وكان رئيسَهم، فقال عبّاس بن مرداس المعنى المذكور في الخبر شعرًا:

نَذُود أَخَانَا عَنْ أَخِينَا وَلَوْ نَرَى وِصَالًا
لَكِنَّا
الأَقْرَبِينَ
نُتَابِعُ

نُبَايُعُ
بَيْنَ
الأَخْشَبَيْنِ
وَإِنَّمَا يَدُ اللَّهِ بَيْنَ
الأَخْشَبَينِ
تُبَايِعُ

عَشِيَّةَ ضَحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ مُعْتَصٍ لِسَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ وَالمَوْتُ وَاقِعُ
قال ابْنُ الكَلْبِيِّ: له صحبة، وكذا ذكره ابن سعد وابن البرقي وابن حبان، وقالوا جميعًا: عقد له النبي صَلَّى الله عليه وسلم راية.
أخرج له البغويّ عن الحَسَنُ البَصْرِيُّ حديثًا. أخرج أَبُو مُسْلِم الكَجِّي في "السنن"، والحارث بن أبي أسامة في "المسند" مِنْ طريق جرير بن حازم؛ قال: رأيتُ في مجلس أيوب أعرابيًا عليه جُبة من صوف، فلما رأى القوم يتحدثون قال: أخبرني مولاي قرّة بن دُعْموص؛ قال: أتيتُ المدينة فإذا النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم قاعد وحوله أصحابه، فأردت أن أَدنو منه، فلم أستطع أن أدنو؛ فقلت: يا رسول الله، استغفر للغلام النميري، قال: "غفر الله لك"(*)، وبعث رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم الضحاك ساعيًا فجاء بإبل جلّة، فقال: "أتيتهم فأخذت جلة أموالهم، ارْدُدْها عليهم، وخُذْ صدقاتهم من مواشي أموالهم"(*).
قال وَثيمُة في الرّدّة: قال الضحاك لقومه حين تبعوا الفجاءة السّلمي: يا بني سليم، بئس ما فعلتم وبالغ في وَعْظِه، فشتموه وهَمُّوا به، فارتحل عنهم، فندموا وسألوه أن يقيم فأبى، وقال: ليس بيني وبينكم هوادة، وقال في ذلك شعرًا، ثم رجع مع المسلمين إلى قتالهم فاستشهد، ومن شعره:
لَقَدْ جَرَّ الفُجَاءُ عَلَى سُلَيْمٍ مَخَازِي عَارِهَا فِي الدَّهْرِ بَاقِ
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال