تسجيل الدخول


عمرو بن أمية الضمري

يُكْنى أبا أميّة، أسلم حين انصرف المشركون من أحد، فكان أوّل مشهد شهده عمرو بن أميّة مسلمًا بئر معونة في صَفَر على رأس ستّةٍ وثلاثين شهرًا من الهجرة، فأسرته بنو عامر يومئذٍ فقال له عامر بن الطفّيل: إّنه قد كان علي أمّي نَسَمَةٌ فأنت حُرّ عنها. وجزّ ناصيتَه، وقدم المدينة فأخبر رسول الله بقتل من قُتل من أصحابه ببئر معونة، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أنت من بينهم"، يعني أفلت"ولم تُقْتَلْ كما قُتلوا". ولما دنا عمرو من المدينة منصرفًا من بئر معونة لقي رجلين من بني كلاب فقاتلهما ثمّ قتلهما، وقد كان لهما من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمان فوداهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهما القتيلان اللذان خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بسَبَبهما إلى بني النّضير يستعينهم في دِيَتهما، وبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عمرو بن أميّة ومعه سَلَمة بن أسلم بن حَريش الأنصاري سَرِيّةً إلى مكّة، إلى أبي سفيان بن حَرْب فعلم بمكانهما فطُلبا فتواريا، وظفر عمرو بن أميّة في تواريه ذلك في الغار بناحية مكّة بعبيد الله بن مالك بن عُبيد الله التيمي فقتله، وعمد إلى خُبيب بن عديّ وهو مصلوب فأنزله عن خَشَبته، وقتل رجلًا من المشركين من بني الدّيل، أعور طويلًا، ثمّ قدم المدينة فسُرّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بقدومه ودعا له بخير، وهو معدود من أَهل الحجاز، وكان من أَنجاد العرب ورجالها نجدةً وجراءَةً، وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى النجاشيّ بكتابين كتب بهما إليه في أحدهما أن يزوّجه أمّ حَبيبة بنت أبي سفيان بن حَرْب، وفي الآخر يسأله أن يمل إليه مَن بقي عنده من أصحابه. فزوّجه النجاشيّ أمّ حبيبة وحمل إليه أصحابه في سفينتين. وكانت لعمرو بن أميّة دار بالمدينة عند الحَكَّاكين، يعني الخرّاطين، وروى جعفر بن عمرو بن أُمية، عن أَبيه: أَنه رأَى النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَكَلَ مِنْ كَتِفِ عَنْزٍ، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى الْصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وقد عاش إلى خلافة معاوية، فمات بالمدينة، مات قبل الستين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال