1 من 1
قُرَّة بن هُبَيْرة
ابن عامر بن سَلَمة الخَيْر بن قُشَيْر، وهو الذي قَتَل عِمْران بن مُرّة الشَّيْبَاني وله يقول الجَعْدِيّ: ــ
جَزَى الله عَنّا رَهْطَ قُرّةَ نَصْرَهُ وقُرَّةَ إِذْ بَعْـــضُ الفِعَـــال مُزَلَّــجُ
تَدَارَكَ عِمْرَانَ بن مُرَّة رَكْضُهُـم بِقَارَةَ أَهْوَى والحَوَالِجُ تَحْــــــلِجُ
وقرة الذي وفد على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأكرمه وكساه واستعمله على صدقات قومه وانصرف وهو يقول:
حَبَاها رســــــــــولُ الله إذْ نَزَلَـــــتْ بــه وأَمْكَنهَا مِــــنْ نَائِلٍ غـــير مُنْفَــــــــــد
فَأَضْحَتْ بِرَوْضِ الخُضْرِ وهي حَثِيثَة وقد أُنْجِحَتْ حَاجَاتُها مِنْ مُحَمَّدِ
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني الضَّحَّاك بن عثمان عن مَخْرَمة بن سليمان الوَالِبي عن إبراهيم بن محمد بن طَلْحة قال: كان عمرو بن العاص عاملًا لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على عُمان، فلما بلغه وفاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أقبل فنزل أرض بني عامر عَلَى قُرَّةَ بن هُبَيْرَة القُشَيْرِيّ فأحسن مَنْزِلَه وضَيَّفه، ثم إن قُرة قال له حين أراد أن يركب: إن لك عندي نصيحة وأنا أحب أن تسمعها. قال: ما هي؟ قال قُرة: إن صاحبكم قد توفي قال عمرو: وصاحبنا هو ــ لا أمّ لك ــ دونك؟
قال: وإنكم يا معشر قريش كنتم في حَرَمِكم تأمنون فيه، ويأتيكم الناس ثم خرجَ منكم رجل يقول ما سمعت، فلما بلغنا ذلك لم نكرهه، وقلنا: رجل من مُضَر يسوق الناس. وقد توفي والناس إليكم سراع فإنهم غير مُطَيعِينَكُم شيئًا فالحقوا بحرمكم تأمنوا، فإن كنت غير فاعل فَعِدْني حيث شئت آتِك، فوقع به عمرو وقال: إني أرد عليك نصيحتك، فأيّ العرب توعدنا به؟ فأُقْسِم بالله لأوطئن عليك الخيل وموعدك حِفْشُ أمك. قال قُرة: إني لم أُرِد هذا، وندم على مقالته وخرج في مائة من قومه خفراء له.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني هاشم بن عاصم عن المنذر بن جهم قال: لما قدم عَمْرُو بن العاص المدينة أَخْبَرَ أبا بكر بما كان في وجهه، وبمَقَالَةِ قُرَّة بن هُبَيْرة، وَأَتَى عمرو خالدَ بن الوليد حين بعثه أبو بكر إلى أهل الرِّدَّة فجعل يقول له: يا أبا سليمان لاَ يَفْلِتَنَّ منك قُرَّةُ بن هُبَيْرَة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني محمد بن عبد الله عن الزُّهْرِيّ عن عُبَيد الله ابن عَبد الله عُتْبة عن ابن عباس قال: لما اجْتَمَعَتْ بنو عامر عند خالد جعل يعقد عليهم الأَيْمَان: عليكم عهد الله وميثاقه لتؤمنن بالله وبرسوله ولتقيمن الصلاة ولتُؤْتُنَّ الزكاة، تبايعون على ذلك أبناءكم ونساءكم آناء الليل والنهار، قالوا: نعم. حتى إذا فرغ من بيعتهم أوثق قُرَّةَ بن هُبَيْرَة وبعث به إلى المدينة إلى أبي بكر.
فقال: يا خليفة رسول الله، والله ما كفرت، فاسأل عمرو بن العاص فإن لي عنده شهادة، ليالي أقبل من عُمان خرجت في مائة من قومي خفراء له، وقبل ذلك ما أكرمت منزله ونحرت له، فسأل أبو بكر عَمْرًا فقال: نزلت به فلم أر لضيف خيرًا منه، لم يترك وخرج معي في قومه خفراء، ثم ذكر عَمْرو ما قال قرة فقال قرة: انزع يا عَمرو. فقال عمرو: لو نزعت نزعت. فلم يعاقبه أبو بكر وعفا عنه وكتب له أمانًا.
(< جـ6/ص 201>)