تسجيل الدخول


حارثة بن مالك الأنصاري

((حارثة بن مالك بن غَضب: بن جُشَم بن الخزرج ثم من بني مُخَلد بن عامر بن زُرَيق الأنصاريّ الزُّرقي. ذكره الوَاقِدِيُّ فيمن شهد بَدْرًا؛ هكذا قال ابن عبد البرّ. وقال الْحَاكِمُ أبُو أَحْمَدِ في الْكُنى في ترجمة أبي عبد الله حارثة بن النعمان: شهد بدرًا من الأنصار ممنْ يُسمى حارثة ثلاثة: حارثة بن سُراقة واستشهد فيها. وحارثة بن النعمان وعاش إلى خلافة معاوية، وحارثة بن مالك بن غَضْب. ثم ساق بسنده إلى الواقديّ فيمن استشهد ببَدْر من بني زرَيق بن عامر بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم من الخزرج، ثم من بني مخلد بن عامر بن زريق. هذا آخر كلام أبي أحمد، وهو أوّل واهم فيه، فإنه نقل بعضَ كلام الواقديّ وحذف بعضًا، وظن أن النّسب انتهى إلى قوله عبد، وأن المختبر عنه بشهوده بَدْرًا هو حارثة، وليس كذلك، فإن عبد حارثة بن مالك جدّ عليّ الذي شهد بَدْرًا، واسمه هكذا مركب من رُكنين عبد وحارثة، وقد وقع نحو هذا الوَهْم لابن منده، فقال حارثة بن مالك بن غضب بن جُشَم الأنصاريّ، من بني بياضة شهد العقبة، قاله أَبُو الأَسْوَدِ عن عُروة، ثم قال بعد تراجم: حارثة بن مالك الأنصاري: من بني حبيب بن عَبْد، شهد بدرًا، قاله ابن إسحاق. ثم ساق بسنده إلى يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق فيمن شهد بَدْرًا من بني حبيب بن عَبْد حارثة بن مالك. انتهى. وقد وقع في نحو مما وقع فيه الحاكم، فإنه ظنَّ أن حارثة هو المخبر عنه بشهوده بَدْرًا، وليس كذلك. والذي في كتاب ابن إسحاق في تسمية من استشهد من المسلمين من الأنصار ببَدر من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غَضْب بن جُشَم رافع بن المعلى، فقوله: رافع ابن المعلى هو المخبَرُ عنه، وهو من ذرية حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غَضب، وعَبْدُ حارثة اسم مركب كما تقدم، وما نسبه إلى أبي الأسود عن عُروة القول فيه كالقول فيما نسبه لابن إسحاق. وتردّد ابن منده بأن جعله اثنين، وهو واحد على تقدير أنه يكون قد سلم الخطأ فيه. وقد بالغ الدمياطيّ في الإنكار على ابن عبد البرّ فيما نقله عن الواقديّ مِنْ جعله حارثة بن مالك بن غَضب شهد بدرًا، وقال: هو عبد حارثة، وهو من أجداد مَنْ صحب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وبينهم وبينه عدّة آباء. انتهى. وقد نبه على وَهم ابْنُ مَنْدَه فيه أبو نعيم، وزعم أن ابن لَهيعة أول واهم فيه، ونقل ابنُ الأثير، عن ابن عبد البرّ أن الواقدي وهم فيه أيضًا. قال ابن الأثير: وليس ذلك في المغازي للواقديّ، فكأنه إنما ذكره في الأنساب. ومما وقع لابْنِ عَبْدِ البرِّ فيه من الوهم أنه ساق نسبه إلى الخزرج، ثم قال من بني مخَلد، ومخلّد هو ابن عامر بن زُرَيق بن عبد حارثة بن مالك بن غَضب بن جشم بن الخزرج كما تقدم، فكيف يكون الجدُّ الأعلى من أولاد بنيه؟ والله الموفق.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال ابن مَنْدَه: حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاري، من بني بياضة، شهد العقبة، وروي ذلك عن أبي الأسود، عن عروة. أخرجه ابن منده وأبو عمر. قلت: هذا غلط منهما؛ فإن قولهما حارثة بن مالك بن غضب، فهذا بعيد جدًا، فإن من مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم من بني مالك بن غضب، بينهم وبينه نحو عشرة آباء، فيكون مقدار ثلثمائة سنة على أقل التقدير، فكيف يكون مالك أبا حارثة! ثم إن أبا عمر يقول: حارثة بن مالك، وينسبه ثم يقول: من بني مخلد بن زريق؛ فإن أراد بقوله: ثم من بني مخلد الخزرج، لا يصح؛ لأن زريقًا من بني الخزرج، وإن أراد حارثة فكيف يكون مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، ثم يكون من بني مخلد، ومخلد هو ابن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب! هذا متناقض لا يصح؛ على أن الواقدي لم يذكره من الصحابة؛ إنما ذكره في الأنساب لا في الصحابة، والله أعلم.)) أسد الغابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال