1 من 2
حَارِثَةُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ
(ب د ع) حَارثَةُ بنُ مَالِك الأنْصَاري، من بني حبيب بن عبد، شهد بدرًا؛ قاله محمد ابن إسحاق، من رواية يونس بن بكير، عنه، فيمن شهد بدرًا من بني حبيب بن عبد: حارثة بن مالك؛ قاله ابن منده.
وقال أبو نعيم: ذكره بعض الواهمين، يعني ابن منده، ونسب وهمه إلى محمد بن إسحاق، ووهم هو، وصوابه: حبيب بن عبد حارثة بن مالك، ففصل بين عبد وحارثة؛ فقدر أن حارثة، اسم الصحابي، والذي قاله ابن إسحاق بخلاف ما حكاه عنه، وروي عن ابراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، في تسمية من قتل من المسلمين من بني حبيب بن عبد حارثة، بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج: رافع بن المعلى؛ فالمقتول رافع، وهو من بني حبيب بن عبد حارثة، فقدر الواهم أن المقتول حارثة.
قال أبو نعيم: وسبقه إلى هذا الوهم ما رواه هو بإسناده إلى ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، في تسمية أصحاب العقبة من الأنصار من بني بياضة: حارثة بن مالك ابن غضب بن جشم بن الخزرج أخرجه الثلاثة.
قلت: الحق في هذا مع أبي نعيم، وإن كان لا يلزم ابن منده نقل أبي نعيم، عن إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، فإن الرواة عن ابن إسحاق يختلفون كثيرًا؛ إنما يلزم ابن منده ما رواه يونس، عن ابن إسحاق، وقد روى يونس، عن ابن إسحاق ما أخبرنا أبو جعفر عبيد اللّه بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرًا، قال: ومن بني حبيب بن عبد: رافع بن المعلى بن لوذان، وقد نسبه الكلبي، فقال: رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك ابن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وذكر أن رافعًا شهد بدرًا، وهذا يقوي قول أبي نعيم، والله أعلم.
وقد رواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، فقال، في تسمية من شهد بدرًا، فقال: ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج: رافع بن المعلي ابن لوذان بن حارثة بن زيد بن عدي بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب، وهذا أيضًا يؤيد قول أبي نعيم في أن ابن منده وهم وظن حارثة بن مالك من بني حبيب بن عبد صحابيًا، وإنما هو جد صحابي، والله أعلم.
(< جـ1/ص 653>)
2 من 2
حَارِثَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ غَضْبٍ
(ب د) حَارثَةُ بنُ مَالِك بن غَضْب بن جُشَم بن الخزرج، ثم من بني مخلد بن عامر بن زُرَيق، الأنصاري الزرقي؛ ذكره الواقدي فيمن شهد بدرًا، قاله أبو عمر.
وقال ابن مَنْدَه: حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاري، من بني بياضة، شهد العقبة، وروي ذلك عن أبي الأسود، عن عروة. أخرجه ابن منده وأبو عمر.
قلت: هذا غلط منهما؛ فإن قولهما حارثة بن مالك بن غضب، فهذا بعيد جدًا، فإن من مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم من بني مالك بن غضب، بينهم وبينه نحو عشرة آباء، فيكون مقدار ثلثمائة سنة على أقل التقدير، فكيف يكون مالك أبا حارثة! ثم إن أبا عمر يقول: حارثة بن مالك، وينسبه ثم يقول: من بني مخلد بن زريق؛ فإن أراد بقوله: ثم من بني مخلد الخزرج، لا يصح؛ لأن زريقًا من بني الخزرج، وإن أراد حارثة فكيف يكون مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، ثم يكون من بني مخلد، ومخلد هو ابن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب! هذا متناقض لا يصح؛ على أن الواقدي لم يذكره من الصحابة؛ إنما ذكره في الأنساب لا في الصحابة، والله أعلم.
(< جـ1/ص 654>)