1 من 1
النعمان بن عدي العدوي:
النّعمان بن عدي بن نضلة ـ ويقال ابن نضيلة ـ بن عبد العزّى بن حُرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ، كان من مهاجرة الحبشة، هاجر [[إليها]] هو وأبوه عدي بن نضيلة أو نضلة، فمات عديّ هناك بأرض الحبشة، فوَرِثه ابنه النّعمان هناك، فكان النّعمان أول وارثٍ في الإسلام، وكان عديّ أبوه أول مورث في الإسلام، ثم ولى عمر النّعمان هذا ميسان، ولم يول عمر بن الخطّاب رجلًا من قوْمه عدويًّا غيره، وأراد امرأته على الخروج معه الى ميسان فأبَتْ عليه، فأنشد النّعمان أبياتًا كثيرة، وكتب بها إليها وَهي: [الطويل]
فَمَن مُــبْـلِـغُ الحَسْـنَــاء أَنَّ حَلِيـلـَهـَا بِميْسَانَ يُسْقى فِي زُجَاجٍ وَحَنْتَمِ
إِذَا شِـئْـتُ غَـنَّـتْـنِي دَهـَاقـينُ قَـرْيَةٍ وَصَنَّاجَةٌ تَحْـدُو عَلَـى كُلِّ مَيْسَمِ
إِذَا كُـنْتُ نَدْمَانِي فَبالأَكْبَرِ اسْقِنِي وَلا تَـسْــقِـنِـي بِالأَصْــغَـرِ المُـتَـثَـــلِّـمِ
لَــعَـــلَّ أَمِــــــــــيرَ المُــؤْمِــنِينَ يَــسُــوءُهُ تَـــنَــادُمُـــنــَا فِي الجَـوْسَـقِ المُتَهَـدّمِ
فبلغ ذلك عمر، فكتب إليه:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ}... [غافر: 1] الآية.
أما بعد فقد بلغني قولك: [الطويل]
لَــعَـــلَّ أَمِــــــــــيرَ المُــؤْمِــنينَ يَــسُــوءُهُ تَـــنَــادُمـــنــَا فِي الجَـوسَـق المُتَهَـدِّم
وَايم الله، لقد ساءني ذلك، وَعزله؛ فلما قدم عليه سأله فقال: وَالله ما كان من هذا شيء، وَما كان إلّا فضل شعر وَجدته، ومَا شربتها قط. فقال: أظنُّ ذلك، وَلكن لا تعمل لي على عَمَلٍ أبدًا.
فنزل البصرة: فلم يزل يغْزو مع المسلمين حتى مات. وَهو فصيح، يستشهد أهْلُ اللّغة بقوله: "ندمان" في معنى نديم.
(< جـ4/ص 65>)