تسجيل الدخول


النعمان بن عدي العدوي

النعْمَانُ بن عَدِيّ بن نضلةَ، وقيل: نُضَيلة، وقيل: أسد القُرَشي العَدَوِيّ الأنصاريُّ:
أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى، وذكره ابْنُ إسْحَاقَ في مهاجرة الحبشة؛ هاجر إليها هو وأبوه. وقال موسى بن عقبة عن أبيه: عدي بن أسد العدوي مات بالحبشة، وهو أول موروث في الإسلام، ورثه ابنه النعمان. وقيل: إن أول موروث في الإسلام المطلب بن أزهر، فورثه ابنه عبد الله، ويمكن الجَمْعُ بينهما بأن يكون المطلب أوّل موروث بالحجاز، والنعمان أَول وارث بالحبشة.
قال الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّار، عن عمه مصعب: خطب ابن عمر إلى نعيم بن النحام بنْتَه، فقال: لا أدع لحمي يُرْمى، إنَّ لي ابن أخ مضعوف، لا يزوّجه أحدٌ ممن قرت عينه، وكان هَوى أمها عاتكة بنت حذيفة بن غانم مع ابن عمر، فزوَّج نعيم النّعمان بن عديّ وكان يتيمًا في حجره، فقال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: "وآمِرُوا النَّسَاءَ فِي أَوْلاَدِهِنَّ". فقال نعيم: ما بها إلا ما دفع لها ابْنُ عمر، فهو لها مِنْ مالي(*)
وذكره دِعْبُل بْنُ عَلِيّ في "طبقات الشعراء"، وقد ولى عمر النّعمان هذا ميسان، ولم يول عمر بن الخطّاب رجلًا من قوْمه عدويًّا غيره، وأراد امرأته على الخروج معه الى ميسان فأبَتْ عليه، فأنشد النّعمان أبياتًا كثيرة، وكتب بها إليها وَهي:
فَمَن مُــبْـلِـغُ الحَسْـنَــاء أَنَّ حَلِيـلـَهـَا بِميْسَانَ يُسْقى فِي زُجَاجٍ وَحَنْتَمِ
إِذَا شِـئْـتُ غَـنَّـتْـنِي دَهـَاقـينُ قَـرْيَة وَصَنَّاجَةٌ تَحْـدُو عَلَـى كُلِّ مَيْسَمِ
إِذَا كُـنْتُ نَدْمَانِي فَبالأَكْبَرِ اسْقِنِي وَلا تَـسْــقِـنِـي بِالأَصْــغَـرِ المُـتَـثَـــلِّـمِ
لَــعَـــلَّ أَمِــــــــــيرَ المُــؤْمِــنِينَ يَــسُــوءُهُ تَـــنَــادُمُـــنــَا فِي الجَـوْسَـقِ المُتَهَـدّمِ
فبلغ ذلك عمر، فكتب إليه:‏{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ}... [غافر: 1] الآية. أما بعد فقد بلغني قولك:
لَــعَـــلَّ أَمِــــــــــيرَ المُــؤْمِــنينَ يَــسُــوءُهُ تَـــنَــادُمـــنــَا فِي الجَـوسَـق المُتَهَـدِّم
وَايم الله، لقد ساءني ذلك" وَعزله؛ فلما قدم عليه سأله فقال: وَالله ما كان من هذا شيء، وَما كان إلّا فضل شعر وَجدته، ومَا شربتها قط. فقال: أظنُّ ذلك، وَلكن لا تعمل لي على عَمَلٍ أبدًا. وَهو فصيح، يستشهد أهْلُ اللّغة بقوله‏: ‏"‏ندمان" ‏‏في معنى نديم‏؛ فنزل البصرة؛ فلم يزل يغْزو مع المسلمين حتى مات.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال