تسجيل الدخول


خيرة بنت أبي حدرد

1 من 2
خيرة بنت أبي حَدْرَد، أم الدرداء الكبرى.

سماها أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيى بْنُ مَعِينٍ فيما رواه ابن أبي خيثمة عنهما وقالا: اسم أبي حدرد عبد. وقال أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة، وقال غيرهما جهيمة. وقال أبو عمر: كانت أمُّ الدرداء الكبرى من فضلى النساء وعقلائهن، وذات الرأي فيهن مع العبادة والنسك، توفيت قبل أبي الدرداء. وذلك بالشام في خلافة عثمان، وكانت حفظَتْ عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وعن زوجها.

روى عنها جماعة من التابعين، منهم ميمون بن مهران، وصفوان بن عبد الله، وزيد بن أسلم؛ قال: وأم الدرداء الصغرى لا أعلم لها خبرًا يدلُّ على صحبة ولا رؤية، ومن خبرها أنَّ معاوية خطبها بعد أبي الدرداء، فأبت أن تتزوَّجه.

قلت: وروى ذلك أبو الزاهرية، عن جُبير بن نفير، عن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء: إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوني، وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة؛ قال: فلا تنكحي بعدي، فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان، فقال لها: عليك بالصيام، ولها ترجمة حافلة في تاريخ ابن عساكر. والذي ذكر أبو عمر أنهم روَوْا عن أم الدرداء الكبرى وَهْم؛ إنما هم من الرواة عن الصغرى إلا ميمون بن مهران، فإنه أدركها، وروى عنها، وبذلك جزم المزي وغيره.

وقال ابْنُ مَنْدَه: خيرة أم الدرداء، وقيل اسمها هجيمة. وتعقّبه ابن الأثير. وقال علي ابن المديني: كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء: إحداهما رأت النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهي خيرة بنت أبي حَدْرد، والثانية تزوّجها بعد وفاة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وهي هُجَيمة الوصابية.

قال أَبُو مِسْهَرٍ: هما واحدة، ووهم في ذلك. وقال ابْنُ مَاكُولَا: أم الدرداء الكبرى لها صحبة، وماتت قبل أبي الدرداء، والصغرى هي التي خطبها معاوية.

وأورد ابْنُ مَنْدَه لأم الدَّرْداء حديثًا مرفوعًا، من طريق شريك، عن خلف بن حَوْشب، عن ميمون بن مهران؛ قال: قلت: لأم الدرداء: سمعْت من النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا؟ قالت: نعم، دخلتُ عليه وهو جالس في المسجد فسمعتُه يقول: "ما يُوضَع في الميزان أثقل من خلق حسن"(*)أخرجه أبو نعيم في الحلية 10/110، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/278، 422 وقال رواه الطبراني عن أبي الدرداء وهو عند أبي داود والترمذي بلفظ: "ما من شيء من الميزان أثقل من حسن الخلق" أخرجه الترمذي في السنن 4/319 عن أبي الدرداء.... الحديث كتاب البر والصلة باب ما جاء في حسن الخلق (62) حديث رقم 2003 وقال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه أبو داود في السنن 2/668 كتاب الأدب باب في حسن الخلق حديث رقم 4799.

وأخرج الطَّبَرَانِيُّ من طريق زَبّان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه ـــ أنه سمع أم الدرداء تقول: خرجتُ من الحمام فلقيني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِِ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ؟" قلت: من الحمام. قال: "مَا مِنْكُنَّ امرأةً تَضَعُ ثِيَابهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ إحدَى أُمهاتِها أَوْ زَوْجٍ إِلَّا كَانَتْ هَاتِكَةً كُلّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ..."(*)أخرجه البغدادي في موضع أوهام الجمع والتفريق 1/369 وسنَدُه ضعيف جدًا.
(< جـ8/ص 123>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال