1 من 2
لَيْلَى بنت الخَطِيم
وهي أُخت قيس بن الخَطِيم بن عَدِيّ بن عَمْرو بن سَوَاد بن ظَفَر بن الحارث بن الخَزْرَج بن عَمْرو، وهو النَّبِيت بن مالك بن الأَوْس.
أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال: أَقْبَلَتْ ليلى بنت الخَطِيم إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو مولّي ظهره الشمس فضربت على مَنْكِبه فقال: "من هذا؟ أكله الأسد"، وكان كثيرًا ما يقولها، فقالت: أنا ابنة مُطْعِم الطير ومُبَارِي الريح، أنا ليلى بنت الخَطِيم، جئتك لأعرض عليك نفسي، تزوّجني. قال: "قد فعلت". فرجعت إلى قومها فقالت: قد تزوّجني النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقالوا: بئس ما صنعت! أنت امرأة غَيْرَى، والنبيّ صاحب نِساء، تغارين عليه فيدعو الله عليك فاستقِيليه نفسك. فرجعت فقالت: يا رسول الله أقِلْنِي. قال: "قد أقلتك". قال: فتزوّجها مسعود بن أَوْس بن سَوَاد بن ظَفَر فولدت له، فبينا هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذْ وَثَبَ عليها ذئب لقول النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فأكل بعضها فأُدركت فماتت.(*)
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون أنّ ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ووهبن نساء أنفسهنّ، فلم يسمع أن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قبل منهنّ أحدًا.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني محمد بن صالح بن دينار عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقبلها، وكانت تركب بُعُولتها ركوبًا منكرًا، وكانت سيّئة الخلق فقالت: لا والله لأجعلنّ محمّدًا لا يتزوج في هذا الحي من الأنصار. والله لآتينّه ولأهبّن نفسي له. فأتت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو قائم مع رجل من أصحابه، فما راعه إلا بها واضعة يدها عليه، فقال: "من هذا؟ أكله الأسد"، فقالت: أنا ليلى بنت سيّد قومها قد وهبت نفسي لك. قال: "قد قَبِلتك، ارجعي حتى يأتيك أمري". فأتت قومها فقالوا: أنت امرأة ليس لك صبر على الضَّرائِر، وقد أحل الله لرسوله صَلَّى الله عليه وسلم، أن ينكح ما شاء. فرجعت فقالت: إنّ الله قد أحلّ لك النساء وأنا امرأة طويلة اللسانِ ولاَ صَبْرَ لِي عَلَى الضرائر. واستقالته، فقال رسول الله: "قد أقلتكِ".(*)
(< جـ10/ص 145>)
2 من 2
ليلى
بنت الخَطِيم أخت قيس بن الخَطِيم بن عَدِيّ بن عَمْرو بن سَوَاد بن ظَفَر، وأمّها شرقة الدار بنت هَيْشة بن الحارث بن أميّة بن معاوية بن مالك من بني عمرو بن عوف. تزوّجها في الجاهليّة مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر فولدت له عمرة وعميرة، وتوفّي عنها وقدم رسول الله المدينة فكانت ليلى أوّل امرأة بايعها النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ومعها ابنتاها وابنتان لابنتيها ووهبت نفسها للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ثمّ استقاله بنو ظفر فأقالها وفارقها. وكانت غَيْرَى، وكان يقال لها أُكْلَة الأسد.
(< جـ10/ص 318>)