تسجيل الدخول


كعب بن سور بن بكر بن عبد بن ثعلبة بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن...

كعْبُ بن سُور بن بَكْر، وقيل: ابن سَور بن بكر الأَزدي:
له في قتال الفرس أََََثر كبير. روى له محمد بن سيرين أَحكامًا وأَخبارًا. كان معروفًا بالخير والصلاح. قال ابْنُ مَنْدَه: يقال إنه أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم. وقال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عن أبي زرعة: ليست له صحبة. وقال أَبُو عُمَرَ: كان مسلمًا في عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يرَه، وهو معدود في كبار التابعين.
ليس له حديث. قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: روى عنه يزيد بن عبد الله بن الشّخِّير وغيره.
كان كعب بن سُور جالسًا عند عمر بن الخطاب، فجاءت امرأةٌ فقالت: ما رأيتُ رجلًا قطّ أفضل من زوجي؛ إنه ليبيت ليله قائمًا، ويظلّ نهاره صائمًا في اليوم الحر ما يفطر، وأنا أكرَهُ أن أشكوه إليك، فاستَغْفَر لها عمر، وأثنى عليها، وقال: مثلك أثنى بالخير، ما تريدين؟ أتريدين أن أنهاه عن صيام النّهار وقيام الليل! قال: ثم رجعَتْ إليه، فقالت: إن زوجي يصوم النّهار ويقوم اللّيل، قال: أفتريدين أن أنهاه عن صيام النّهار وقيام الليل؟ ثم جاءته الثالثة، فقالت: إن زوجي يصوم النّهار ويقوم اللّيل! قال: أفتريدين أن أنهاه عن صيام النّهار وقيام اللّيل؟ فاستحْيَت المرأة، وقامت راجعة، فقال كعب بن سُور: يا أميرَ المؤمنين هلّا أَعْدَيْت المرأة على زوجها إذ جاءتك تستَعْدِيك! فقال: أكذلك أرادت؟ قال: نعم، قال: رُدُّوا عليّ المرأة، فرُدَّت، فقال لها: لا بأس بالحق أنْ تقوليه؛ إنّ هذا يزعم أنك جئْتِ تشتكين أَنه يجتنب فراشك، قالت: أَجَل إني امرأة شابة، وإني أبتغي ما تبتغي النّساء، فأَرسل إِلى زوجها، فجاء، فقال عمر لكعب: اقْضِ بينهما فقال: أميرُ المؤمنين أحقُّ بأَن يقضي بينهما، فقال: عزمت عليك لتقضيَّن بينهما، فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهم، فقام كعب وجاءت بزوجها فقالت:
يَأَيُّهَا القَاضِي
الفَقِيهُ ارْشُدُهْ أَلْهَى خَلِيليِ عَنْ فِرَاشِي مَسْجِدُهْ
زُهْدُهُ
فِي مَضْجَعِي وَتَعَبُّدُهْ نَهَارَهُ وَلَيْلَهُ مَا
يَرْقُدُهْ
وَلَسْتُ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ أَحْمَدُهْ فَامْضِ القَضَايَا
كَعْبُ
لَا تُرْدِدُهْ
فقال الزوج:
إِنِّي امْرُؤٌ قَدْ شَفَّنِي مَا قَدْ نَزَلْ فِي سُورَةِ النُّور وَفِي السَّبْعِ الطُّوَلْ
وَفِي الحَوَامِيمِ الشِّفَاءُ وَفِي النَّحَلْ فَردّهَا عَنِّي وَعَنْ سُوءِ الجَدَلْ
فقال كعب:
إِنَّ السَّعِيدَ بِالقَضَاءِ مَنْ فَصَلْ وَمَنْ قَضَى بِالحَقِّ
حَقًّا وَعَدَلْ
إِنَّ
لَهَا حَقَّا
عَلَيكَ
يَا بَعَلْ مِنْ أَرْبَعٍ
وَاحِدةٍ
لِمَنْ
عَقَـــلْ

أَمْضِ لَها ذَاكَ وَدعْ عَنَكَ العِلَلْ
ثم قال للرجل: أيّها الرجل إن لك أن تزوَّج من النّساء مثنى وثلاث ورباع، فلك ثلاثة أيام، ولامرأتك هذه من أربعة أيّام يوم، ‏ومن أربع ليال ليلة، فلا تصَلِّ في ليلتها إلا الفريضة، فقال عمر: والله ما رأيك الأوّل بأَعْجَبَ من الآخر، اذهب فأنْتَ قاضٍ على أهل البصرة؛ فكان أول قاضٍ بالبصرة، وأمر عثمان أبا موسى أن يقضِيَ كعب بن سُور بين النّاس، ثم ولي ابن عامر فاستقضى ابن سور فلم يزل قاضيًا بالبصرة حتى كان يوم الجمل، فلمّا قدم طَلَحة والزُّبير وعائشة البصرة دخل كعب بن سور في بيت وطيّن عليه وجعل فيه كُوّة يناول منها طعامه وشرابه اعتزالًا للفتنة، فقيل لعائشة: إنّ كعب بن سور إنْ خرجَ معكِ لم يتخلّف من الأزْد أحدٌ، فركبت إليه فنادته وكلّمته فلم يُجبها، فقالت: يا كعب أَلستُ أمّك ولي عليك حقّ؟ فكلّمها فقالت: إنّما أريدُ أن أصلح بين النّاس، فلما اجتمع النّاس بالْحَرَيبة يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، خرج كعب بن سور ناشرًا مصحفه يذكر هؤلاء ويذكر هؤلاء يناشد النّاس الله في دمائهم، وقيل: إن المصحف كان في عُنقه وبيده عصا، ويليه ابنٌ بريش وهو يأخذ الجمل، حتّى أتاه سهم فقتله، فمرّ بعضهم به وهو صريع قتيل بين الصَّفَّيْن، فوضع الرمح في عينه وقال: ما رأيتُ كافرًا أقضى بحقّ منك.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال