1 من 1
قَتَادَةَ بن دِعَامة السَّدُوسِيّ
وكان يُكنى أبا الخطّاب، وكان ثقةً مأمونًا حجّة في الحديث، وكان يقول بشيء من القدر.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابيّ قال: حدّثنا أبو هلال قال: سمعتُ قتادة يقول: الحفظ في الصِّغَر كالنَّقْش في الحَجَر.
وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدّثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة فقال: لا أدري، فقلت: قل برأيك، قال: ما قلت برأي منذ أربعين سنة، فقلت: ابن كم هو يومئذ؟ قال: ابن خمسين سنة.
وقال أبو داود الطيالسيّ عن شُعبة: كنتُ أعرف حديث قتادة ما سمع ممّا لم يسمع، فإذا جاء ما سمع قال: حدّثنا أنس بن مالك، وحدّثنا الحسن، وحدّثنا سعيد، وحدّثنا مطرّف، وإذا جاء ما لم يسمع كان يقول: قال سعيد بن جُبير وقال أبو قلابة.
وقال عبد الرزّاق عن مَعْمَر قال: قال قتادة: جالستُ الحسن اثنتي عشرة سنة أصلّي معه الصبح ثلاث سنين، قال: ومِثلي أخذ عن مثله.
قال: معمر وقال قتادة: إذا أعدتَ الحديث في المجلس أذهبتَ نوره، قال: وما أعدتُ على أحد، يعني ممّن أسمع منه.
قال مَعْمَر: وقال قَتَاَدَةُ لسعيد بن أبي عَرُوبَة: يا أبا النضر خُذِ المصحف، قال: فعرض عليه سورة البقرة فلم يُخْطِ منها حرفًا واحدًا، قال: فقال يا أبا النضر أحكَمْتُ؟ قال: نعم، قال: لَأَنا لصحيفة جابر بن عبد الله أحفظُ مني لسورة البقرة، قال: وكانت قُرئت عليه.
قال معمر: قيل للزّهريّ أقتادة أعلم عندك أم مَكْحُول؟ قال: لا بل قتادة، ما كان عند مكحول إلا شيء يسير.
قال معمر: وكنّا نجالس قتادة ونحن أحداث فنسأل عن السند فيقول مشيخة حوله: مَهْ إنّ أبا الخطّاب سند، فيَكْسِرُونا عن ذلك.
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبو هلال قال: قيل لقتادة يا أبا الخطّاب أنكتب ما نسمع؟ قال: وما يمنعك أحد أن تكتب وقد أنبأك اللّطيف الخبير أنّه قد كتب وقرأ: {فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} [سورة طه: 52].
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابيّ قال: حدّثنا سلام بن مسكين قال: حدّثني عمران بن عبد الله قال: لمّا قدم قتادة على سعيد بن المُسيِّب جعل يسائله أيّامًا وأكثر، قال: فقال له سعيد: أكلّ ما سألتني عنه تحفظه؟ قال: نعم، سألتك عن كذا فقلتَ فيه كذا، وسألتُك عن كذا فقلتً فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا، قال: حتّى ردّ عليه حديثًا كثيرًا، قال: يقول سعيد: ما كنتُ أظنّ أنّ الله خلق مثلك.
وقال سلام بن مسكين: فحدّثتُ به سعيد بن أبي عروبة فكان يحدّث به.
قال سلام: وكانت مسائل قد درسها قبل ذلك عند الحسن وغيره فسأله عنها.
وقال عبد الرزّاق عن معمر عن قتادة: إنّه أقام عند سعيد بن المسيّب ثمانية أيّام فقال له في اليوم الثامن: ارتحلْ يا أعمى فقد نزفتني.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: كان قتادة يقيس على قول سعيد بن المسيّب ثمّ يرويه عن سعيد بن المسيّب، قال: وذاك قليل.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: قال لنا همّام: أعْرِبوا الحديث فإنّ قتادة لم يكن يلحن، وقال: إذا رأيتم في حديثي لحنًا فقوّموه.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حَمّاد بن سلمة قال: كنا نأتي قتادة فيقول: بلغنا عن النّبيّ، عليه السلام، وبلغنا عن عمر وبلغنا عن عليّ، ولا يكاد يُسند، فلمّا قدم حَمّاد ابن أبي سليمان البصرة جعل يقول: حدّثنا إبراهيم وفلان وفلان، فبلغ قتادة ذلك فجعل يقول: سألتُ مطرّفًا وسألت سعيد بن المسيّب، وحدّثنا أنس بن مالك فأخبر بالإسناد.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا قرّة بن خالد قال: رأيتُ خاتم قتادة في يساره.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرني إسماعيل بن عُليّة قال: تُوّفي قتادة سنة ثماني عشرة ومائة.
وأخبرنا محمّد بن عمر قال: وأخبرني سعيد بن بشير قال: توفّي قتادة سنة سبع عشرة ومائة، قال محمّد بن سعد وكذلك قال موسى بن إسماعيل.
(< جـ9/ص 228>)