تسجيل الدخول


جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة...

جابر بن عبد الله بن عَمْرو بن حَرَام الأنصاريّ السَّلَميّ، من بني سَلمة:
وقيل: "جبير" خاطب بها النبي صَلَّى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله، في حديث أخرجه ابْنُ أَبِي خَيْثَمَة، وغيره، ورواه أبو عبد الله صاحب الصدقة، عن أبي الزبير، عن جابر...
وأورد ابن منده في اسمه أن رسول الله صَلّى الله عليه وسلم حضر الموسم، وخرج نفر من الأنصار، منهم أسعد بن زرارة، وجابر بن عبد الله السلمي، وقطبة بن عامر؛ وذكرهم، قال: فأتاهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام، وذكر الحديث، فظن أن جابر بن عبد الله السلمي هو ابن عبد الله بن عمرو بن حرام؛ وليس كذلك، وإنما هو جابر بن عبد الله بن رئاب، وقد كان جابر هذا أصغر من شهد العقبة الثانية مع أبيه، فيكون في أول الأمر رأسًا فيهم، وهذا بعيد، على أن النقل الصحيح من الأئمة أنه جابر بن عبد الله بن رئاب، والله أعلم.
يُكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا عبد الرحمن، وقيل: أبا محمد، وأصحُّ ما قيل فيه "أبو عبد الله". وأمه: نُسَيبة بنت عقبة بن عدي، وقيل: أنيسة بنت عنمة بن عدي. ووَلَدَ جابرُ بن عبد الله: عبدَ الرحمن، وَأُمَّ حبيب، وأُمُّهما سُهَيمةُ بنت مسعود بن أوس الأوسية، ومحمدَ بن جابر، وحميدةَ، وأُمُّهَما أم الحارث بنت محمد بن مَسلمة الأوسية، ومَيْمُونَةَ بنت جابر، وأُمُّها أم ولد. وروى عبد الله بن نُمَير، عن جابر بن عبد الله قال: مرَّ عليّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ومعي بعيرٌ لي مُعْتَل وأنا أسُوقُهُ في آخرِ القومِ، فقال: "مَا لِبَعِيرِكَ"؟ قلتُ: مُعْتَل أو ظالعٌ، قال: فأخذ بذَنبهِ فضربه ثم قال: "اركب"، فلقد رأيتُني في أولِ القومِ وإني لأحبسهُ، فلما دنونا أردتُ أن أتعجل إلى أهلي، فقال: "لا تأتِ أهلك طُرُوقًا" ثم قال: "أَتَزَوّجْتَ"؟ قال: قلت: نعم، قال: "بِكْرًا أمْ ثَيِّبًا"؟ قال قُلتُ: ثَيَّبًا، قال: "فَهَلاَّ بِكْرًا تُلَاعِبُها وتُلاعِبُك"؟! قال قلت: يا رسول الله، إن عبد الله ترك جَواري فكرهتُ أن أَضُمّ إليهِنّ مِثْلَهن، فأردتُ أن أتزوج امرأةً قد عَقلَت، فسكت؛ فما قال أحسنت ولا أسأت، ثم قال: "بِعْنِي بَعِيرَكَ هذا"، قلتُ: هوَ لكَ يا رسول الله، قال: "بِعْنيه"، قلت: هو لك يا رسول الله، فلما أكثر عَلَيَّّّّ قلت: إنّ لرجل عَلَيّ أوقيةَ ذهبٍ هُوَ لَكَ بِهَا قال: "نعم، تَبلُغ عليه إلى أَهْلك"، وأرسل إليّ بلالًا فقال: "أعطه أوقيةَ ذهب وزِد"، فأعطاني أوقيةَ ذهب وزادني قيراطًا، فجعلتُه في كيس وقلتُ: لا يفارقني هذا القيراط شيء زَادَنيه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فلم يزل عندي حتى أخذه أهل الشام فيما أخذوا يوم الحَرَّةِ(*)، وروى وَكِيعُ، عن جابر بن عبد الله، قال: لَمّا تزوجتُ قال لي النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "هل اتخذتم أنماطًا؟" قال قلت: يا نبيَّ الله وأنَّى لي بالأنماط؟ قال: "أما إنها ستكون"(*)، قال جابر: وعند امرأتي نمط وأنا أقول لها: نَحيه عنّي، وهي تقول أليس قد قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "أما إنها ستكون"!(*)، وروى أبو الزبير أنه رأى جابرَ بنَ عبد الله يُصلي في ثوبٍ واحدٍ مُتَوَشِّحًا به، وأن جابِرًا أخبرَهُ أنه دخل على نبي الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو يصلي في ثوبٍ واحدٍ مُتَوَشِّحًا به(*)، وروى محمد بن علي قال رأيت جابرَ بنَ عبد الله بعد ما عَمِيَ يُصَلِّي في ثوبٍ قد خالف بين طَرفيه، وروى أبو بكر المدني قال: كان جابر بن عبد الله لا يَبلغ إزارُه كعبَهُ، وكان يكره جَرَّ الإِزَارِ والرِّداءِ ويقول: هو خُيَلاء، وروى عاصم بن عمر بن قتادة قال: أَتَانَا جابرُ بنُ عبد الله وعليه مُلَاءَتان وقد أُصِيبَ بَصَرُه مُصَفِّرًا لحيتَهُ ورأسَه بالوَرْسِ، وفي يده قدح، وروى خارجة بن الحارث بن رافع بن مَكِيث قال: رأيتُ جابرَ بنَ عبد الله وعليه قَلَنْسُوَةٌ بيضاء مُضرّبةٌ، وروى وهب بن كيسان قال: رأيت جابر بن عبد الله يلبسُ الخَزَّ، وروى سَلَمَةُ بن وَرْدان قال: رأيت جابرَ بنَ عبد الله أبيض الرأس واللحية، وروى محمد بن كُليب بن جابر قال: كان جابر بن عبد الله يُصَفِّرُ لحيتَهُ، وروى بلال بن أبي مسلم، قال: رأيت جابر بن عبد الله ليس بين عَيْنَيْهِ أثرُ السجود، وروى عثمان بن عُبَيد الله بن أبي رافع قال: رأيت جابر بن عبد الله يُحْفِي شاربَهُ كالحلق، وكُفَّ بَصرُ جابر في آخر عمره.
وشهد جابرُ بن عبد الله العقبةَ مع السبعين من الأنصار، وكان أصغرهم يومئذ، وأراد شهودَ بَدْرٍ فخلفه أبوه على أخواتهِ وكُنّ تسعًا، وخلّفه أيضًا حين خرج إلى أُحُد، وشهد ما بعد ذلك من المشاهد، وروى إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، قال: سألنا جابرَ بن عبد الله: كَمْ غَزَا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: سبعًا وعشرين غزوةً غزا بنفسهِ وغزوتُ معه منها سِتّ عشرةَ غزوةً، لم أَقْدِرْ أَنْ أَغْزُوَ حتى قُتل أبي رحمه الله بأُحُدٍ، وكان يُخلِّفني على أخواتي، وكُنَّ تسعًا، فكانت أول غزوة غزوتها معه حمراء الأسد، إلى آخر مغازيه صَلَّى الله عليه وسلم، وروى جابر بن عبد الله قال: كنت رفيق عبد الله بن رواحةَ في غزوة المُرَيْسِيع، وروى أيضًا قال: كنتُ مَنِيحَ أصحابي يوم بدر، قال محمد بن سعد: فذكرت ذلك لمحمد بن عمر فقال هذا غلطٌ من رواية أهل العراق في جابر، وأبي مسعود الأنصاري، يُصَيِّرُونهما فيمن شهد بدرًا؛ ولم يَرْو ذلك موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وأبو معشر، ولا أحد ممن رَوَى السِّيرةَ، وذكَر البُخاريّ أنه قد شهد بَدْرًا، وكان ينقل لأصحابه الماءَ يومئذٍ، ثم شهد بعدها مع النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمان عشرة غَزْوَة؛ ذكر ذلك أبو أحمد الحاكم‏، وقال ابن الكلبيّ: شهد أُحُدًا، وشهد صِفّين مع عليّ رضي الله عنه، وروى أبو الزّبير، عن جابر قال: غَزَا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بنفسه إحدى وعشرين غَزْوة، شهدْتُ منها معه تسع عشرة غزوَة (*)‏، وروى جابر بن عبد الله قال: كنا يوم الحُدَيْبِية ألف وأربعمائة، فبايعناهُ وَعُمر آخذ بيده تحت الشجرة ــ وهي سَمُرَةٌ ــ فبايعناهُ على أن لا نفرّ، ولم نبايعه على الموت(*)، وروى جابر أيضًا قال: "استغفر لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة"(*)، يعني بقوله: "ليلة البعير" أنه باع من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعيرًا، واشترط ظهره إلى المدينة، وكان في غزوة لهم.
ولجابر ولأبيه صحبة، وروى جابر بن عبد الله، قال: كنتُ أسيرُ على جمل لي فأعيَى فأردت أن أسيبه فلحقني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فَضَرَبَهُ ودعا له، فسار سيرًا لم يَسِرْ مثله، فقال لي: "بِعْنِيهِ بأوقيةٍ"، قال قلت: لا، قال: "بِعْنِيهِ"، فَبِعْتُهُ بأوقية واستثنيتُ عليه حُملاَنَهُ إلى أهلي، فلما قدمتُ أتيتُه بالجمل، فنقدني ثَمنَهُ، فلما مَضَيتُ رَدّني وقال: "لعلك ترى أني إنما ماكستُكَ لآخذ جملك، خُذْ جَملَك ودَراهمك فهما لك"(*)، وروى أيضًا قال: لما قُتِلَ أبي يوم أُحُدٍ دعاني النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "أتُحِبُّ الدراهمَ"؟ قال: قلتُ: نعم، قال: "لَوْ قَدْ جاءتني دراهمُ أَعطَيتك هكذا وهكذا" قال: فمات النبي صَلَّى الله عليه وسلم قبل أن يُعْطِيني، فلما اسْتُخْلِفَ أبو بكر رحمه الله أتاه مالٌ من البحرين فدعاني فقال: خذ كما قال رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: فأخذت بكفَّيّ جميعًا وأخذت الثالثة أقلّ منه، فقلت عُدَّ هذا، فأعطوني مثلَهُ مرتين، فَعُدّ فوجد سبعمائة وخمسون، وأعطوني مثلها مرتين(*)، وروى جابر أيضًا قال: كان لي على النبي صَلَّى الله عليه وسلم دَيْنٌ فقضاني وزادني(*)، وروى أيضًا قال: جاءنا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت لامرأتي لا تسألي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا، فقالت: يخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من عندنا ولم نسأله! فنادته، يارسول الله صَلِّ عَلَيّ وعَلَى زوجي، فقال: "صلى الله عليك وعلى زوجك"، قال قبيصة في حديثه: ومشوا خلفه، قال: "امشوا أمامي، خَلّوا ظهري للملائكةِ"(*)، وروى جابر بن عبد الله أيضًا قال: اشتكيت وعندي سبع أخوات لي، فدخل عليّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فنفخ في وجهي فأفقت، فقلت: يارسول الله، ألا أوصي لأخواتي بثلثين؟ قال: "أحسن"، قال قلت: الشطر، قال: "أحسن"، ثم خرج وتركني، ثم رجع فقال لي: "ياجابر إني لا أراك ميتًا من وجعك هذا، وإن الله تبارك وتعالى قد أنزل، فَبَيَّنَ الذي لأخواتك فجعل لهن الثلثين"، قال: فكان جابر يقول: أنزِلت هذه الآية فِيَّ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي اْلْكَلَالَةِ} [سورة النساء: 167](*)، وروى جابر أيضًا قال: بعثني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بحاجة فأدركته فَسلّمت عليه وهو يصلي فأشار إليّ، فلما فرغ دعاني فقال: "إنك سلّمت آنفًا وأنا أصلي" وهو متوجّه حينئذٍ نحو المشرق(*)، وروى هشام بن عروة قال: كان لجابر بن عبد الله حَلقة في المسجد ــ يعني النبويّ ــ يؤخذ عنه العلم، وروى سعد الساعدي، عن أبيه قال: كنا بمنًى فجعلنا نُخْبِر جابرَ بن عبد الله ما نرى من إظهار قُطُف الخَزِّ والوشْيِ ــ يعني: السلطان، وما يصنعون ــ قال: ليتَ سَمْعِي قد ذهب كما ذهبَ بَصَرِي حتى لا أسمع من حديثهم شيئًا، ولا أبصرهُ، وروى عطاء بن أبي رباح، أن جابر بن عبد الله كان يَؤُمُّهم وهو أعمى، وقال محمد بن عمر: وقد روى جابر بن عبد الله عن أبي بكر، وعُمَر، وَعَليّ، وكان من المكثرين في الحديث، الحافظين للسنن، روى عنه محمد بن علي بن الحسين، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير المكي، وعطاء، ومجاهد، وغيرهم، وروى عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ" أخرجه البخاري في الصحيح 5/44. ومسلم في الصحيح 4/1915، 1916 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه (24) حديث رقم (124/2466، 125/2467). وابن ماجة في السنن 1/56 المقدمة باب فضل سعد بن معاذ (11)، حديث رقم 158، وأحمد في المسند 3/216. والحاكم في المستدرك 3/206.، فقيل لجابر: إن البراء يقول: اهتز السرير، فقال جابر: كان بين هذين الحيين: الأوس والخزرج ضغائن، سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ"(*)، وقال ابن الأثير: وجابر أيضًا من الخزرج، حمله دينه على قول الحق والإنكار على من كتمه، وروى أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول: غزوت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة، وروى جابر بن عبد الله قال: أقبلت عيرٌ يومَ الجمعةِ ونحن مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فانفتل الناس فلم يبق مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلًا أنا منهم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمًا}(*) [سورة الجمعة: 11]، وروى جابر بن عبد الله قال: لما قدِمَ بُسر بن أرطاة المدينة أخذ الناس بالبيعةِ قال: فجاءت بنو سلمةَ وتَغيب جابر، قال: فقال: لا أبايعكم حتى يجيء جابر؟ قال: فانطلق جابر إلى أم سلمة فسألها، فقالت: هذه بيعة لا أرضاها، اذهب فبايع تحقِن بها دمك، وروى عوف بن الحارث قال: رأيت جابرَ بن عبد الله دخل على عبد الملك بالمدينة، فرحب به عبد الملك وقربه، فقال جابر: يا أمير المؤمنين، إن هذه حيث ترى وهي طَيْبَة، سماها النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأهلها مجهَدُون، فإن رأى أميرُ المؤمنين أن يصل أرحامَهُم ويَعرفَ حقهم فَعَلَ، قال: فكره ذلك عبد الملك وأعرض عنه، وجعل جابر يُلح عليه حتى أَوْمَأ قبيصَة إلى ابنهِ وهو قائِده، وكان جابر قد ذهبَ بصرهُ أن سَكِّتْهُ، قال: فجعل ابنُه يُسكِّتُهُ، قال جابر: ويحك، ما تصنع بي!؟ قال: اسكُت، فَسَكَتَ جابر، فلما خرج أخذ قبيصةُ بيده فقال: يا أبا عبد الله، إن هؤلاء القوم صاروا ملوكا، فقال له جابر: أبلى الله بلاء حَسنًا فإنه لا عذر لك وصاحبك يسمع منك، قال: يسمع ولا يسمع إلا ما وافقه، وقد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم، فاستعن بها على زمانك فقبلها جابر، وروى جابر بن عبد الله قال: دخلت على الحجاج فما سلمت عليه، وقال عبيد الله بن موسى في حديثه: وكان لا يصلي خلفَهُ، وروى ابن أبي ذئب قال: حدثني من رأى الحجاج خَتَم في يد جابر بن عبد الله بالمدينة، وروى أَبِو نَضْرَةَ قال: كان جابر بن عبد الله الأنصاري عَرِيفًا عَرَّفه عمر بن الخطاب.
وقال قتادة: كان آخر أصحابِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مَوْتًا بالمدينة جابر، قال البَغَوِيُّ: هُو وَهْم، وآخرهم سَهْل بن سعد، وقال يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وغيره: مات جابر سنة ثمان وسبعين، وقال علي بن المدينيّ: مات جابر بعد أن عُمِّر فأوصى ألا يُصلِّي عليه الحجاج، قال ابن حجر العسقلاني: "وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين، وفي الطبري، وتاريخ البخاريّ مايشهد له، وهو أن الحجاج شهد جنازته، ويقال: مات سنة ثلاث وسبعين، ويقال: إنه عاش أربعًا وتسعين سنة، وقيل: سنة ثمان وسبعين، وقيل: سنة سبع وسبعين بالمدينة، وصلَّى عليه أبان بن عثمان وهو أميرُها، وروى عبد الله بن نِيار قال: أرسل أبانُ بن عثمان إلى ولد جابر: إذا مات أبوكم فلا تقبرُوه حتى أصلي عليه، فمات ضَحوةً فجاءهم أبانُ فقال: أين تقبرُوه؟ قالوا: حيث تُقْبَرُ موتانا ببني سَلِمَة، وجاء معه بكفَنٍ فرأيتُ بُردًا من ذلك الكفن على جابر، وروى محمد بن يحيى بن حَبّان، قال: رأيتُ أبانَ بن عثمان يوم مات جابر بن عبد الله على بَغلةٍ وَرْدٍ ومعهُ غلام يَعْدُو بين يديه حتى جاء بني سَلِمَةَ وقد حشد الناسُ لشُهود جابر بن عبد الله، فصلى عليه ببني سَلِمَة، وروى شُرَحْبِيلَ، قال: رأيت في جنازة جابر بن عبد الله مَجْمَرَة، وروى خارجة بن الحارث قال: حضرت قبر جابر بن عبد الله جُعِلَ عليه بُردٌ وأُدخل من قِبَلِ رجليه، ورُشّ عليه الماء.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال