تسجيل الدخول


جعال بن سراقة الضمري

((جَُعال، وقيل: جُعَيْل بن سُرَاقة الغِفَارِي، وقيل: الضمري، ويقال: الثعلبي، وقيل: إنه في عديد بني سواد من بني سلمة)) أسد الغابة. ((من الأنصار.)) الطبقات الكبير. ((قد ذكر مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ في المَغَازِي في غزوة بني المصطلق: وكان في أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم رجل يقال له جعَال، وهو زعموه أحد بني ثعلبة، ورجل من بني غفار يقال له جَهجَاة فَعَلَتْ أصواتهما، فذكر قصّة فيها طول. قال ابْنُ إِسْحَاقَ في المَغَازِي: لما غزا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بني المصطلق في شعبان سنة ستّ استعمل على المدينة جعَالًا الضّمْريّ؛ فهذا مغاير لقول موسى بن عقبة: إنه كان معهم في غزاة بني المصطلق، ويتعين في طريق الجَمْع بينهما أن يُقَال هما اثنان.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال أبو عمر: غير ابن إسحاق يقول فيه: جُعال، وابن إسحاق يقول: جُعيل. أخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]]، وأخرجه أبو موسى على ابن منده فقال: جعال الضمري. وروى بإسناده أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم غزا بني المصطلق من خزاعة، في شعبان من سنة ست، [[واستخلف]] على المدينة جعالا الضمري، وروى عنه أخوه عوف أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "أَوَ لَيْسَ الدَّهْرُ كُلُّهُ غدًا"؟(*) وقد أوردوا جعيل بن سراقة الضمري، ولعله هذا، صُغّر اسمه؛ إلا أن الأزدي ذكره بالفاء وتشديدها، والأشهر بالعين. قلت: قول أبي موسى، ولعله جعال، عجب منه، فإنه هو هو، وقد أخرجه ابن منده، فقال: وقيل: جعال، فلا وجه لاستدراكه عليه، وأما جفال فهو تصحيف.)) أسد الغابة.
((قال أَبُو مُوسَى: قد ذكروا جُعَيل بن سراقة، فما أدري هو هذا صُغّر أو غيره. قلت: يحتمل أن يكون أخاه.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أسلم قديمًا))
((كان من فقراء المهاجرين)) الطبقات الكبير.
((شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أُحدًا. ويقال: إنّه الذي تصور إبليس في صورته يوم أُحد.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((روى ابْنُ مَنْدَه من طريق يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن عوف، عن سراقة عن أبيه، قال: أصيبت عين أخي جُعيل في بني قُريظة.)) ((روى الواقديّ في المغازي من طريق العِرْباض بن سارية، قال: كنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في تَبُوك فطلع جعَال بن سُراقة وعبد الله بن مغفَل، وكنا ثلاثتنا نلزمه، فذكر قصة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا أسامة بن زيد عن أبيه قال: قال جِعال بن سُراقة وهو يتوجّه إلى أحُد: يا رسول الله إنّه قيل لي إنّك تُقْتَلُ غدًا، وهو يتنفّس مكروبًا، فضرب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، بيده في صدره وقال: "أليس الدهرُ كلّه غدًا؟"(*) قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني يحيَى بن عبد العزيز عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: كان جُعيل بن سراقة رجلًا صالحًا، وكان دَميمًا قبيحًا، وكان يعمل مع المسلمين في الخندق فكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قد غيّر اسمه يومئذٍ فسمّاه عَمْرًا، فجعل المسلمون يرتجزون ويقولون:

سَمّاهُ مِن بعدِ جُعَيْلٍ عُمَرْ وكان
للبائسِ
َيوْمًا
ظُهَرْ
فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لا يقول من ذلك شيئًا إلاّ أن يقول عمر(*). قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدّثني يزيد بن فِراس اللّيْثيّ عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر قال: وجعل جُعيل يقول مع المسلمين: سماه من بعد جُعيل عمر، وهو يضحك مع المسلمين فعرفوا أنّه لا يبالي. قال محمد بن عمر: هو جِعال بن سُراقة فصُغّرَ فقيل جُعيل، وسمّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عَمْرًا ولكن هكذا جاء الشعر عُمَرْ. وشهد أيضا جعال المُرَيْسيع والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأعطى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المُؤلّفة قلوبهم بالجِعرانة من غنائم خَيْبَر فقال سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله أعطيتَ عُيينة بن حِصن والأقرع بن حابس وأشباههما مائةً مائةً من الإبل وتركتَ جُعيل بن سُراقة الضّمْريّ. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أما والذي نفسي بيده لجُعيل بن سُراقة خير من طلاع الأرض كلّها مِثْلَ عيينة والأقرع ولكني تَألَفْتُهُما ليُسْلِما ووكلتُ جُعيل بن سراقة إلى إسلامه"(*). قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن عن عُمارة بن غَزيّة قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، جعال بن سراقة بشيرًا إلى المدينة بسلامة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، والمسلمين في غزوة ذات الرّقاع‏(*))) الطبقات الكبير.
((من أهل الصفة وفقراء المسلمين)) أسد الغابة. ((أثنى عليه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ووكَله إلى إيمانه، وذلك أنه أعطى أبا سفيان مائةً من الإبل، وأعطى الأقرع بن حابس مائةً من الإبل، وأعطى عُيَينة بن حِصْن مائة من الإبل، وأعطى سهيل بن عمرو مائة، فقالوا: يا رسولَ الله؛ أتُعْطِي هؤلاء وتدَع جُعَيلًا؟ وكان جُعَيل من بني غفار فقال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم‏: "جُعَيْلٌ خَيْرٌ مِنْ طلَاعِ الأَرْضِ مِثْلَ هَؤلَاءِ، وَلَكِنْ أُعْطِي هَؤُلَاءِ أتألَّفُهُمْ، وَأَكِلُ جُعَيْلًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ عِنْدَهُ مِنَ الإِيْمَانِ".‏‏(*) ذكره حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التّيميّ كما ذكرنا أبا سفيان وسهيل بن عمرو، والأقرع بن حابس، وعُيينة‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((روى ابن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال: قيل: يا رسول الله، أعطيت عُيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائةً مائةً، وتركت جُعَيلًا؛ فقال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَجُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةُ خَيْرٌ مِنْ طلاعِ الأَرْضِ مِثْلَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ، وَلَكِنِّي أَتَأَلَفُهُمَا وَأَكِلُ جُعَيلًا إِلَى إِيمَانِهِ"(*) وهذا مرسل حسن، لكن له شاهد موصول. روى الرُّويَانِيُّ في مسنده، وابْنُ عَبْدِ الحَكَم في فتوح مصر، من طريق بكر بن سوادة عن أبي سالم الجَيْشاني، عن أبي ذَرّ ـــ أنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال له: "كَيْفَ تَرَى جُعَيْلًا؟" قلت: مسكينًا كشكله من الناس، قال: "وَكَيْفَ تَرَى فُلَانًا"؟ قلت: سيدًا من السادات قال: "لجُعَيْلُ خَيْرٌ مِنْ مِلءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا". قال: قلت: يا رسول الله، ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع؟ قال: "إِنَّهُ رَأْسُ قَوْمِهِ فَأَتَألَّفَهُمْ"(*) أورده ابن حجر في فتح الباري 1/ 280، 11/ 277، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17100، 33238. وإسناده صحيح، وأخرجه ابن حبان من وَجْهٍ آخر عن أبي ذَرّ، لكن لم يسم جُعَيلًا. وأخرجه البُخَارِيُّ من حديث سهل بن سعد فأبهم جُعيلًا وأبا ذرّ.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال