1 من 3
الحارث بن كعب. قيل: هو اسم الأسْلَع الذي مضى في الهمزة.
(< جـ1/ص 686>)
2 من 3
الأسلع الأعرجيّ ـــ بالراء، من بني الأعرج بن كعب بن سَعْد بن زيد مناة بن تميم. قال ابْنُ السَّكَنِ: حديثُه في البصريين. وفيه نظر.
وقال ابْنُ حِبَّانَ: الأسلع السعدي رجل من بني الأعرج بن كعب، يقال: إن له صحبة، ولكن في إسناده خبرِه الربيع بن بدر.
وقال الطَّبَرَانِيُّ في الترجمة: الأسلع بن شريك الأشجعي، ثم ساق حديثه من طريقين: عن الربيع بن بدر، حدثني أبي، عن أبيه، عن رجل يقال له الأسلع، قال: كنت أخدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم وأرحل له، فقال لي ذات يوم: "يَا أَسْلَعُ، قُمْ فَارْحَلْ". فقلت: يا رسول الله أصابتني جَنابة، فسكت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأتاه جبريل بآية الصعيد [النساء 43] فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قُمْ يَا أَسْلَعُ فَتَيمَّمِ"، قال: فقمت فتيممت، ثم رحلت له، فسار حتى مَرّ بماء؛ فقال لي: "يَا أَسْلَعُ مِس ـــ أَوْ أَمس ـــ هَذَا جِلْدَكَ"(*). قال: فأراني التيمم ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين انتهى.
ثم ساقه من طريق يَحْيَى الحِمَّانِيِّ، عن الربيع؛ فقال: الأسلع رجل من بني الأعرج بن كعب، وكذا أخرجه إِسْمَاعِيلُ القَاضِي في "الأحْكَامِ" عن يحيى؛ ثم ساقه الطبراني أيضًا من طريق الهيثم بن رُزَيق، عن أبيه، عن الأسلع بن شريك، قال: كنت أرحل ناقَة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأصابتني جنابة في ليلةٍ باردة، وأراد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الرحلة، فكرهت أن أرحل ناقتَه وأنا جُنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فأمرت رجلًا من الأنصار فرحلها، ووضعْتُ أحجارًا فأسخنت بها ماء فاغتسلت، ثم لحقت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال: "يَا أَسْلَعُ؛ مَاليِ أَرَى رِحْلَتُكَ تَغَيَّرَتْ؟" فقلت: يا رسول الله، لم أرحلها؛ رحلها رجل من الأنصار. قال: "وَلِمَ؟" فقلت: إني أصابتني جنابة، فخشيت القرَّ على نفسي، فأمرته فرحلها، ووضعتُ أحجارًا فأسخنت ماء فاغتسلت به، فأنزل الله: {يَا أَّيـُّــهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى}. إلى قوله: {عفُوًّا غَفُورًا} [النساء 43](*).
قلت: وهذه القصة فيها شَبَه يسير من الأولى، وبينهما مغايرة ظاهرةٌ، فحمل الطبراني وجماعة الأمر على أن ذلك كله وقع للأسلع، ويؤيِّد ذلك أن ابن منده قال في ترجمته: أسلع ابن شريك بن عَوْف الأعرجي، ثم يروي من طريق قيس بن حفص الدارمي، قال: سألتُ بعض بني عَمّ الأسلع عنه، فقال: هو الأسلع بن شريك بن عوف. انتهى. وقال خليفة في تاريخه: ومن بني الأعرج بن كعب: الأسلع بن شريك. روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم في التيمم، ولم أر في شيء من طرقه أنه أشجعيٌّ، ولا يلتئم ذلك مع كونه من بني الأعرج بن كعب. فلعله وقع فيه تصحيفٌ سَمعي؛ أراد أن يقول الأعرجي فقال الأشْجَعِيُّ، وأما ابْنُ عَبْدِالبَرِّ ففرّق بين القصتين، وجعلهما لرجلين كل من منهما يقال له الأسلع؛ فالأول قال إنه الأسلع بن الأسقع، روى حديثه الربيع بن بدر؛ والثاني الأسلع بن شريك الأعرجي التميميّ، ونسبه الثاني إلى الأعرج يدلّ على أنه الأول؛ فإن الأول ثبت أنه أعرجيّ، وما أدري من أين له اسم أبيه الأسقع؛ فإن ثبت فلعله كان يسمّى شريكًا ويلقب الأسقع. ووقع في أصله بخطه الأعوجي ـــ بالواو ـــ وتعقبه الرشاطيّ، فقال: إنما هو بالراء، وكذا وقع التيمي، وتعقبه الرشاطيّ أيضًا. وقد قال ابن السكن في الأعرجي أيضًا: يقال له ابن شريك، فهذا يدل على الوحدة. والله أعلم.
وحكى ابْنُ مَنْدَه، عن علي بن سعيد العسكري ـــ أن اسم الأسلع الحارث بن كعب، وأظنه خطأ. والله أعلم.
(تنبيه) وقع للشيخ مغلطاي في شرح البخاري في أول كتاب التيمم نسبة قصة الأسلع هذا إلى الحافظ في كتاب البرهان، ولفظه إن الأسلع الأعرجي كان يرحل للنبي صَلَّى الله عليه وسلم: فقال للنبي صَلَّى الله عليه وسلم: إني جنب، وليس عندي ماء؛ فأنزل الله آية التيمم. وهذا تقصير شديد منه، مع كثرة اطلاعه.
(< جـ1/ص 212>)
3 من 3
الأسْلَع بن شريك وقد قدمتُ خبره في ترجمة الذي قبله [يعني: الأسلع الأعرجيّ].
(< جـ1/ص 213>)