1 من 3
الحَارِثُ بْنُ سُرَاقَةَ
(د ع) الحَارِثُ بن سُرَاقةَ. وقيل: حارثة بن سراقة، أنصاري من بني عدي بن النجار، استشهد ببدر، وهو ينظر؛ ذكره عروة بن الزبير فيمن شهد بدرًا، ويرد في حارثة أتم من هذا، إن شاء الله تعالى، أخرجه ابن مَنْدَه وأبو نعيم.
(< جـ1/ص 610>)
2 من 3
حَارِثَةُ ابْنُ الرَّبِيعِ
(ع س) حَارِثَة ابن الرَّبِيع. كذا ذكره عبدان وابن أبي علي، يعني بالفتح والتخفيف، وإنما هو الرُّبَيِّع، بضم الراء وتشديد الياء، وهو اسم أمه.
روى حماد، عن ثابت، عن أنس: أن حارثة بن الربيع جاء نظارًا يوم بدر، وكان غلامًا، فجاءه سهم غَرب، فوقع في ثغرة نحره، فقتله، فجاءت أمه الربيع، فقالت: يا رسول الله، قد علمت مكان حارثة مني، فإن يكن في الجنة فسأصبر، وإلا فسيرى الله تعالى ما أصنع، فقال: "يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ، وَلَكِنَّهَا جَنَّاتٌ كَثِيرَةٌ، وَهُوَ فِي الفِرْدُوسِ الأَعْلَى"، قالت: سأصبر.(*)
وقد روي أنه قتل يوم أحد، والأول أصح.
أخرجه أبو موسى وأبو نعيم، وقال: وهذا هو حارثة بن سراقة الذي يأتي ذكره، والربيع أمه، نسب إليها؛ لأنها التي خاطبت النبي صَلَّى الله عليه وسلم؛ وهي التي بَقِيَتْ من أبويه عند هذه الحادثة، وليس على ابن منده فيه استدراك؛ لأن نسبه إلى أمه ليس مشهورًا بالنسبة إليها، ولأن ابن منده قد ذكر حارثة بن سراقة، وقال: ويقال: حارثة بن الربيع، وهو ابن عمة أنس بن مالك.
(< جـ1/ص 649>)
3 من 3
حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ
(ب د ع) حَارثَةُ بنُ سُرَاقَةَ بن الحَارِث بن عَدِي بن مالك بن عَدِي بن عامر بن غَنْم بن عدي بن النجار، الأنصاري الخزرجي النجاري. أصيب ببدر، وأمه الربيع بنت النضر، عمة أنس بن مالك، قتله حِبَّان بن العَرِقَة ببدر شهيدًا؛ رماه بسهم وهو يشرب من الحوض، فأصاب حنجرته فقتله، وكان خرج نظارًا وهو غلام، ولم يعقب، فجاءت أمه الربيع إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، قد علمت مكان حارثة مني، فإن يكن من أهل الجنة فسأصبر، وإلا فسيرى الله ما أصنع، قال: "يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَلَكِنَّهَا جَنَّاتٌ كَثِيرَةٌ، وَهُوَ فِي الفِرْدُوسِ الأَعْلَى" أخرجه البخاري في الصحيح 4 /24. وأخرجه الترمذي في السنن 5 /306 كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة المؤمنون (24) حديث رقم 3174 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند 3/124. والطبراني في الكبير3/261، والحاكم في المستدرك 3/208.؛ قالت: سأصبر.(*)
قال أبو نعيم: وكان عظيم البر بأمه، حتى قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "دَخَلَتْ الجَنَّةُ فَرَأَيْتُ حَارِثَةَ، كَذَلِكُمُ البِرُّ". (*)
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفراتي الفقيه الشافعي، أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن محمد المهتدي بالله، أخبرنا محمد بن يوسف بن دُوسْت العلاف، أخبرنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدثنا عبد اللّه ابن عون، أخبرنا يوسف بن عطية، عن ثابت البناني، عن أنس، قال: بينما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يمشي إذ استقبله شاب من الأنصار، فقال له النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَصْبَحَتْ يَا حَارِثُ"؟ قال: أصبحت مؤمنًا بالله حقًا، قال: "انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ؟ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً"، قال: يا رسول الله، عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني بعرش ربي عز وجل بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتعاوَوْن فيها، قال: "الْزَمْ؛ عَبْدٌ نَوَّرَ الله الإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ"، فقال: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، فدعا له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فنودي يومًا في الخيل، فكان أول فارس ركب، وأول فارس استشهد، فبلغ ذلك أمه، فجاءت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن يكن في الجنة لم أبك ولم أحزن، وإن يكن في النار بكيت ماعشت في دار الدنيا، قال: "يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ فِي الفِرْدَوسِ الأَعْلَى"، فرجعت أمه، وهي تضحك، وتقول: بخ بخ لك يا حارثة (*)أخرجه ابن أبي شيبة 11/43. والطبراني في الكبير 3/302. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/163. والهيثمي في الزوائد 1/57..
قيل: إنه أول من قتل من الأنصار ببدر، وقال ابن منده: إنه شهد بدرًا، واستشهد يوم أحد، وأنكره أبو نعيم، وأتبع ابن منده قوله ذلك بروايته عن ابن إسحاق وأنس، أنه أصيب يوم بدر.
أخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]].
قلت: قد ذكر أبو نعيم أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم رآه في الجنة فقال: "كذلكم البر"، وكان بارًا بأمه،(*) وهو وهم، وإنما الذي رآه النبي صَلَّى الله عليه وسلم هو حارثة بن النعمان، ذكره غير واحد من الأئمة، منهم: أحمد بن حنبل، ذكره في مسنده أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة بن النعمان، فقلت: كذلك البر"(*) أخرجه أحمد في المسند 6 /151، 167. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20119. والحاكم في المستدرك 4/151 وأبو نعيم في الحلية 1/ 356..
وقد تقدم ذكر حارثة بن سراقة في حارثة بن الربيع، وهو هذا، ولولا أننا شرطنا أن لا نخلّ بترجمة، لتركنا تلك، واقتصرنا على هذه.
الرُّبَيّعُ: بضم الراء وتشديد الياء، تحتها نقطتان، تصغير ربيع، وحبان: بكسر الحاء وآخره نون، وقيل غير ذلك، وهذا أصح، والله أعلم.
(< جـ1/ص 650>)