زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال بن جعالة بن نصر بن غاضرة الأسدي
زِرّ بن حُبَيش بن حباشة الأسديّ، ثم الغاضريّ، وقيل: الأزدي.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، ويكنى أبا مريم، وقيل: أبا مطرف.
َأدرك زر الجاهليّة، ولم ير النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو من أجِلَّة التّابعين من كبار أصحاب ابن مسعود، أدرك أبا بكر، وعمر. وعن عاصم قال: كان زِرّ بن حُبيش أعربَ الناس وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربيّة، وكان زِرّ بن حُبيش أكبر من أبي وائل، فكانا إذا اجتمعا جميعًا لم يحدّث أبو وائل عند زِرّ، وكان زِرّ يحبّ عليًّا وكان أبو وائل يحبّ عثمان، وكانا يتجالسان فما سمعتُهما يتناثّان شيئًا قطّ. وعن عاصم بن أبي النّجود قال: أكثر ما رأيت زرّ بن حبيش يأتي في ثوب واحد عاقدَه على عنقه حتى يدخل في الصفّ مع القوم. وعن عاصم أيضًا قال: مرّ رجل من الأنصار على زرّ بن حبيش وهو يؤذّن فقال: يا أبا مريم قد كنتُ أُكرمك عن ذا، أو قال عن الأذان. فقال: إذًا لا أكلّمك كلمة حتى تلحق بالله. وقال إسماعيل بن أبي خالد: رأيتُ زِرّ بن حُبيش في المسجد يختلج لْحَياهُ من الكبر، وهو يقول: أنا ابنُ عشرين ومائة سنة، ذكره ابن إدريس عن ابن أبي خالد، وقال هشيم: عاش زرّ بن حُبيش مائة واثنتين وعشرين سنة. وعن زرّ قال: خَرجت من الكوفة في وفد ما لي هَمٌّ إلا لقاء أصحاب محمّد فلقيت عبد الرحمن بن عوف وأبيًّا. فجالستهما. وقال عاصم: كان أبو وائل عثمانيًا وزِرّ علويًّا، وكان مصلّاهما في مسجد واحد، وكان أبو وائل معظمًا لزرّ وعنه قال: كان زرّ أكبر من أبي وائل. وعن إسماعيل بن أبي خالد: قلت لزرّ: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة.
يُعَدُّ في الكوفيين، وكان ثقةً كثير الحديث، رَوى عن عُمر، وعثمان، وعلي، وأبي ذر، وابن مسعود، والعبّاس، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة، وأبي بن كعب، وغيرهم. وروى عنه إِبْرَاهِيمُ النَّخِعيُّ وعاصم بن أبي النجود، وعدي بن ثابت، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق الشيباني، وآخرون. ورُوي عنه أنه قال: قال أُبْيّ بن كعب: ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين. وعن زِرّ في حديث رواه عن حُذَيفة أنّه قال له: يا أصلع. وعن عاصم عن زِرّ: خطبنا عمر بالشام... فذكر الحديث. وتُوفِّي زر سنة ثلاث وثمانين، وقيل: إنه مات سنة إحدى وثمانين، والأول أصحَّ، لأنه مات بدير الجماجم، وكانت وقعة الجماجم في شعبان سنة ثلاث وثمانين.